موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّاني: الغَرَضُ مِن تَأليفِ كِتابِ جَمْهَرةِ اللُّغةِ


كان الهَدَفُ الأوَّلُ مِن هذا الكِتابِ جَمْعَ المَشْهورِ الفَصيحِ، والبُعدَ عنِ الغَريبِ الوَحشيِّ الَّذي ابْتَلعه التَّاريخُ، ويَنفِرُ منه النَّاسُ؛ فقال في مُقدِّمةِ كِتابِه: (وإنَّما ‌أعَرْناه هذا الاسمَ؛ لأنَّا اخْتَرْنا له الجُمْهورَ مِن كَلامِ العَربِ، وأرْجَأْنا الوَحشيَّ المُسْتنكَرَ) [136] ((جمهرة اللُّغة)) لابن دريد (1/40). ، وقال أيضًا: (على أنَّا ‌ألْغَينا المُسْتنكَرَ، واسْتَعمَلْنا المَعْروفَ) [137] ((جمهرة اللُّغة)) لابن دريد (1/41). .
ويُلاحَظُ أنَّ غَرضَه مِنَ الكِتابِ يَخْتلِفُ عمَّا قصَده الخَليلُ في كِتابِ العَينِ؛ فقد كان غَرَضُ الخَليلِ أنْ يَسْتوعِبَ كَلامَ العَربِ الواضِحَ والغَريبَ، وأمَّا غرَضُ ابنِ دُرَيدٍ فقد كان مُنْصَبًّا على حَشْدِ المُسْتعمَلِ مِن كَلامِ العَربِ، وعَدَمِ ذِكْرِ الوَحشيِّ المُسْتنكَرِ [138] يُنظر: ((المُعجَم العَربيُّ: نشأته وتطوره)) لحسين نصار (2/370). .

انظر أيضا: