موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّاني: مَنهَجُ المُؤلِّفِ في تَرْتيبِ مَوادِّ اللُّغةِ


1- تَرْتيبُه للحُروفِ:
لم يَتأثَّرِ القاليُّ بشَيخِه ابنِ دُرَيدٍ الَّذي رتَّب مُعجَمَه بحسَبِ التَّرْتيبِ الهِجائيِّ، بل آثَرَ طَريقةَ الأبْجَديَّةِ الصَّوتيَّةِ الَّتي ابْتَكرَها الخَليلُ بنُ أحْمَدَ، إلَّا أنَّه خالَفَ الخَليلَ في تَرْتيبِ بعضِ الحُروفِ على أساسِ مَخارِجِها، فكان له تَرْتيبُه الخاصُّ، وهو: هـ، ح، ع، خ، غ، ق، ك، ض، ج، ش، ل، ر، ن، ط، د، ت، ص، ز، س، ظ، ذ، ث، ف، ب، م، و، ا، ي، ء.
فلم يَبدَأْ بحَرْفِ العَينِ كما بدَأ الخَليلُ، كما أنَّه خالَفَ الخَليلَ في التَّرْتيبِ الدَّاخليِّ للحُروفِ [105] يُنظر: ((المَعاجِم اللُّغويَّة العَربيَّة: بداءتها وتطورها)) لإميل يعقوب (ص:62). .
فتَرْتيبُ القاليِّ اخْتَلفَ عنِ التَّرْتيبِ الخَليليِّ في عِدَّةِ أمورٍ:
أ- وَضْعُ الأحْرُفِ الذَّلْقيَّةِ الثَّلاثةِ (ل ر ن) قبل الأحْرُفِ الأسْنانيَّةِ (ظ ذ ث)، معَ تَقْديمِ (الرَّاء) المُكرَّرةِ على (اللَّامِ) الانْحِرافيَّةِ.
ب- وَضْعُ الأحْرُفِ النِّطْعيَّةِ الثَّلاثةِ (ط د ت) قبل الأحْرُفِ الأسَليَّةِ الثَّلاثةِ (ص س ز) معَ تَقْديمِ صَوتِ (الزَّاي) على السِّينِ مِن حيثُ المَخرَجُ الصَّوتيُّ.
ج- وَضْعُ صَوتِ (العَينِ) الحَلْقيِّ في المَرتَبةِ الثَّالثةِ مِن حيثُ تَدرُّجُ المَخرَجِ، وصَوتِ (الهاء) في المَرتَبةِ الأُولى.
د- غيَّر تَرْتيبَ مَخارِجِ الأصْواتِ الشَّجْريَّةِ الثَّلاثةِ؛ إذ قدَّم صَوتَ (الضَّادِ) على (الجِيمِ) و(الشِّينِ) [106] يُنظر: ((المُعجَم العَربيُّ وعلم الدلالة)) د. محمد حماد (ص:87)، ((المُعجَم العَربيُّ: نشأته وتطوره)) د. حسين نصار (1/247). .
أمَّا اخْتِلافُ الأبْوابِ فيَتمثَّلُ في:
أ- تَسْميةِ القاليِّ لِلَّفيفِ بالحَواشي أوِ الأوْشابِ.
ب- إطْلاقِه على الثُّنائيِّ اسمَ (الثُّنائيِّ في الخَطِّ والثُّلاثيِّ في الحَقيقةِ).
والخِلافُ -كما يَبْدو- خِلافٌ لَفْظيٌّ لا حَقيقيٌّ [107] يُنظر: ((البَحْث اللُّغويُّ عند العَرب)) د. أحمد مختار عمر (ص:197). .
تَرْتيبُه للأبْوابِ:
سار على نَهْجِ الخَليلِ في تَرْتيبِ مُعجَمِ العَينِ، لكنَّه خالَفَه في أشْياءَ يَسيرةٍ، حاوَلَ أنْ يُصلِحَ بها بعضَ الاضْطِرابِ في أبْوابِ الخَليلِ، ففرَّق بَيْنَ بعضِ الأبْنِيةِ المُختَلِفةِ الَّتي جعَلها الخَليلُ في بابٍ واحِدٍ، وخصَّص لكلٍّ منها بابًا.
فصارتِ الأبْوابُ عنده على هذا النَّحْوِ:
1- أبْوابُ الثُّنائيِّ المُضعَّفِ، ويُسمِّيه الثُّنائيَّ في الخَطِّ والثُّلاثيَّ في الحَقيقةِ.
2- أبْوابُ الثُّلاثيِّ الصَّحيحِ.
3- أبْوابُ الثُّلاثيِّ المُعتَلِّ.
4- الحَواشي أوِ الأوْشابُ.
5- أبْوابُ الرُّباعيِّ.
6- أبْوابُ الخُماسيِّ [108] يُنظر: ((المَعاجِم اللُّغويَّة العَربيَّة: بداءتها وتطورها)) لإميل يعقوب (ص:63). .
والْتَزم القاليُّ بالتَّقْليباتِ الصَّوتيَّةِ للكَلِمةِ؛ لكي يُحيطَ بجَميعِ صُوَرِها كما فعَل الخَليلُ، وميَّز كلَّ تَقْليبٍ بتَمْييزِه بكَلِمةِ (مَقْلوبُه) أو: (ومِن مَقْلوبِه) [109] يُنظر: ((المُعجَم العَربيُّ: نشأته وتطوره)) د. حسين نصار (1/248)، ((المَعاجِم العَربيَّة ومَوضوعات الألْفاظ)) لفوزي الهابط (ص:101). .

انظر أيضا: