موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ التَّاسعُ: نَموذَجٌ مِنَ الكِتابِ


(بابُ العَينِ والخاءِ مع اللَّامِ)
اسْتُعمِلَ مِن وُجوهِه: خلع، خعل.
خلع: يُقالُ: خلَع الرَّجلُ ثَوبَه. وخلَع امْرأتَه وخالَعَها: إذا افْتَدتْ منه بمالِها فطَلَّقها وأبانَها مِن نفْسِه. وسُمِّي ذلك الفِراقُ خَلعًا؛ لأنَّ اللهَ جلَّ وعزَّ جعَل النِّساءَ لِباسًا للرِّجالِ والرِّجالَ لِباسًا لهنَّ، فقال: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [البقرة: 187] ، وهي ضَجِيعتُه وضَجِيعُه، فإذا افْتَدتِ المَرأةُ بمالٍ تُعطيه لزَوجِها ليُبِينَها منه فأجابَها إلى ذلك فقد بانَتْ منه، وخلَع كلُّ واحِدٍ منْهما لِباسَ صاحِبِه، والاسمُ مِن ذلك: الخُلْعُ، والمَصدَرُ: الخَلْعُ. وقد اخْتَلعَتِ المَرأةُ منه اخْتِلاعًا: إذا افْتَدتْ بمالِها. فهذا مَعْنى الخُلْعِ عندَ الفُقَهاءِ.
والخَلْعُ بفَتْحِ الخاءِ: اللَّحْمُ يُؤخَذُ مِنَ العِظامِ، ويُطبَخُ ويُبزَّرُ، ثمَّ يُجعَلُ في وِعاءٍ يُقالُ له: القَرْفُ، ويُتَزوَّدُ به في الأسْفارِ. قال ذلك ابنُ السِّكِّيتِ وغيرُه.
وروَى أبو العَبَّاسِ عنِ ابنِ الأعْرابيِّ أنَّه قال: الخَولَعُ: الفَزَعُ. والخَولَعُ: الرَّجلُ الأحْمَقُ. والخَولَعُ: الحَنْظَلُ المَدْقوقُ المَلْتوتُ بما يُطيِّبُه ثمَّ يُؤكَلُ، وهو المُبسَّلُ. قال: والخَولعُ: اللَّحْمُ يُغْلَى بالخَلِّ ثمَّ يُحمَلُ في الأسْفارِ. والخَولَعُ: الغُولُ. والخَولَعُ: الذِّئبُ. والخَولعُ: المُقامِرُ المَحْدودُ الَّذي يُقمَرُ أبدًا. والخَولَعُ: الغُلامُ الكَثيرُ الجِناياتِ، مِثلُ الخَليعِ، وأنْشَد غيرُه لجَريرٍ في الخَولَعِ: الفَزَع.
لا يُعجِبنَّكَ أن تَرى لمُجاشِعٍ
جَلَدَ الرِّجالِ وفي القُلوبِ الخَولَعُ
يَعْني: الفَزَعَ.
وخُلْعَةُ المالِ وخِلْعَتُه: خِيارُه. أبو سَعيدٍ: سُمِّي خِيارُ المالِ خُلْعَةً؛ لأنَّه يَخلَعُ قَلْبَ النَّاظِرِ إليه. وأنْشَد الزَّجَّاجُ:
وكانت خُلعةً دُهسًا صَفايا
يَصُورُ عُنُوقَها أحْوى زَنيمُ
يَعْني المِعْزَى، أنَّها كانت خِيارًا.
والخِلْعَةُ مِنَ الثِّيابِ: ما خلَعْتَه فطَرَحْتَه على آخَرَ، أو لم تَطرَحْه.
والخَليعُ: الَّذي يَجْني الجِناياتِ يُؤخَذُ بها أولياؤُه فيَتبرَّؤون منه ومِن جِناياتِه، ويقولون: إنَّا قد خلَعْنا فُلانًا فلا نَأخُذُ أحدًا بجِنايةٍ تُجنَى عليه، ولا نُؤاخَذُ بجِناياتِه الَّتي يَجْنيها. وكان يُسمَّى في الجاهِليَّةِ الخَليعَ.
ويُقالُ للذِّئبِ خَليعٌ. ويُقالُ للشَّاطِرِ مِنَ الفِتيانِ: خَليعٌ؛ لأنَّه خلَع رَسَنَه. ويُقالُ للصَّيادِ: خَليعٌ.
والخَلْعُ كالنَّزْعِ إلَّا أنَّ فيه مُهْلةً.
وقال اللَّيثُ: المُخلَّعُ مِنَ النَّاسِ: الَّذي كأنَّ به هَبْتَةً أو مَسًّا. ويُقالُ: فُلانٌ يَتخلَّعُ في مَشْيِه، وهو هَزُّه يديه. ورَجُلٌ مَخْلوعُ الفُؤادِ، إذا كان فَزِعًا. قال: والمُخلَّعُ مِنَ العَروضِ: ضَرْبٌ مِنَ البَسيطِ، كقَولِ الأسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ:
ماذا وُقوفي على رَسْمٍ عَفا
مُخْلولِقٍ دارِسٍ مُسْتعجِمِ
ويُقالُ: أصابَه في بعضِ أعْضائِه خَلْعٌ، وهو زَوالُ المَفاصِلِ مِن غيرِ بَينونةٍ. قال: والبُسْرةُ إذا نضِجتْ كلُّها فهي خالِعٌ. وإذا أسْفَى السُّنبلُ فهو خالِعٌ. يُقالُ: خلَع الزَّرعُ يَخلَعُ خَلاعةً.
والخَلَعْلَعُ: مِن أسْماءِ الضِّباعِ.
ويُقالُ: خلُعَ الشَّيخُ: إذا أصابَه الخالِعُ، وهو الْتِواءُ العُرْقُوبِ. وقال الرَّاجِزُ:
وجُرَّةٍ تَنْشُصُها فتَنْتَشِصْ
مِن خالِعٍ يُدرِكُه فيَهْتَبِصْ
الجُرَّةُ: خَشَبةٌ يُثقَّلُ بها حِبالَةُ الصَّائِدِ، فإذا نشَب فيها الصَّيدُ أثْقَلتْه.
وقال الأصْمَعيُّ: الخالِعُ مِنَ الشَّجَرِ: الهَشيمُ السَّاقِطُ.
وقال ابنُ الأعْرابيِّ فيما روى عنه أبو العَبَّاسِ: خلَعتِ العِضاهُ: إذا أورَقتْ. وقال غيرُه: خلَع الشَّجَرُ؛ إذا أنْبَتَ وَرَقًا طَرِيًّا. والخالِعُ: داءٌ يأخُذُ في عُرقوبِ الدَّابَّةِ.
وفي حَديثِ عُثْمانَ أنَّه كان إذا أُتِي بالرَّجُلِ الَّذي قد تَخلَّعَ في الشَّرابِ المُسْكِرِ جلَده ثَمانِينَ جَلْدةً. وقال ابنُ شُمَيلٍ: مَعْنى قولِه: تَخلَّع في الشَّرابِ: هو أنْ يُدمِنَ فيَشرَبَ اللَّيلَ والنَّهارَ. قال: والخَليعُ: الَّذي قد خلَعه أهْلُه وتَبرَّؤوا منه.
ويُقالُ: خُلِع فُلانٌ مِنَ الدِّينِ والحَياءِ [102] ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (1/144). .

انظر أيضا: