موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّاني: أسْبابُ ظُهورِ المَعاجِمِ


ثَمَّةَ أسْبابٌ كَثيرةٌ دعَتْ إلى تَدْوينِ المَعاجِمِ اللُّغويَّةِ، ومِن أهمِّها:
1- العِنايةُ بفَهْمِ ألْفاظِ القُرآنِ لإيضاحِ مَعانيه؛ فإنَّ فَهْمَ الألْفاظِ سَببٌ يُوصِلُ إلى فَهْمِ المَعاني.
2- فَهْمُ أحاديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وما أشْكَلَ مِنَ الآثارِ الوارِدةِ عنِ الصَّحابَةِ رِضوانُ اللهِ عليهم.
3- فَهْمُ كَلامِ العَربِ الَّذي وصَل إلينا؛ المَنْظومِ منه والمَنْثورِ.
4- الحِفاظُ على اللُّغةِ العَربيَّةِ مِنَ التَّغْييرِ والتَّحْريفِ؛ خاصَّةً بعدَما دخَل الأعاجِمُ دِيارَ الإسْلامِ لمُختَلِفِ الأسْبابِ؛ فنتَج عن ذلك تَأثُّرُ الفِطرةِ اللُّغويَّةِ لدى العَربِ بعد مُخالَطةِ غيرِهم.
5- ضَبْطُ الكَلِماتِ بالشَّكْلِ، وبَيانُ نُطْقِها الصَّحيحِ حتَّى لا يَحصُلَ اللَّبسُ على المُتعلِّمين.
6- إكْسابُ ثَروَةٍ لُغويَّةٍ كَبيرةٍ، ولا سيَّما عند تَعدُّدِ مَدْلولاتِ الكَلِمةِ واخْتِلافِ مَعانيها.
7- بَيانُ اشْتِقاقاتِ الكَلِمةِ وتَصْريفاتِها وجُموعِها ومَصادِرِها، ونَحْوِ ذلك.
والغالِبُ على هذه الأسْبابِ السَّببُ الدِّينيُّ؛ فكلُّ هذه الأسْبابِ تَدورُ في فَلَكِ خِدمةِ القُرآنِ الكَريمِ والسُّنَّةِ النَّبويَّةِ؛ ألْفاظًا ومَعانيَ [24] يُنظر: ((المَعاجِم العَربيَّة وطَريقة تَرْتيبها)) لأحمد الباتلي (ص:14)، ((المَعاجِم العَربيَّة والمصادر اللُّغويَّة)) لمحمد حبلص (ص: 15، 17). .
وقد راعَى العُلَماءُ وأئِمَّةُ اللُّغةِ انْتِشارَ اللَّحْنِ والخَطَأِ في اللُّغةِ؛ خاصَّةً معَ تَمدُّدِ رُقعَةِ الإسْلامِ طُولًا وعَرْضًا، ودُخولِ العَجَمِ في دِينِ اللهِ تعالى، واخْتِلاطِهم بالعَربِ، وما نتَج عن ذلك مِن تَأثُّرِ العَربِ بهم في لُغتِهم؛ ولِهذا اتَّبعوا مَنهَجًا صارِمًا في الأخْذِ والنَّقْلِ والتَّدْوينِ.

انظر أيضا: