موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الأوَّلُ: تعريفُ الخُطْبةِ


هي كَلامٌ يُحاوَلُ به إقناعُ أصنافِ السَّامِعينَ بصِحَّةِ غَرَضٍ يَقصِدُه المُتكَلِّمُ، لفِعْلِه أو الانفِعالِ به.
فكَلِمةُ: "كَلامٌ" أخرَجَت الرَّسائِلَ والمُكاتَباتِ وغَيرَها، وكَلِمةُ "إقناع السَّامِعينَ" أخرَجَت محاضَراتِ التَّدريسِ؛ فإنَّ غَرَضَها التَّعليمُ لا الإقناعُ، كما يَخرُجُ به ما يكونُ فيه المستَمِعُ واحدًا؛ فإنَّ الخُطْبةَ تُوَجَّهُ إلى عُمومِ النَّاسِ.
وكَلِمةُ "لفِعْلِه أو الانفِعالِ به" أفادت الغَرَضَ المطلوبَ مِنَ الخُطْبةِ؛ فإنَّ الخطيبَ إنَّما يخطُبُ ليتأثَّرَ النَّاسُ بكَلامِه، فيَفعَلوا ما أُمِروا به أو ينتَهوا عمَّا نُهوا عنه، أو ليَبُثَّ في نفوسِهم الحماسةَ والشَّجاعةَ قَبْلَ الحَربِ ونَحْوِها، فلو كان الغَرَضُ مُجَرَّدَ الإعلانِ والإشهارِ لَمَا كانت خُطْبةً [174] يُنظر: ((أصول الإنشاء والخطابة)) لابن عاشور (ص: 118)، ((الأسلوب)) لأحمد الشايب (ص: 116). .
ولذلك فالخُطْبةُ فَنٌّ من فُنونِ الكَلامِ، غايتُه إقناعُ السَّامِعينَ واستِمالتُهم والتَّأثيرُ فيهم بصَوابِ قضيَّةٍ أو بخطَأِ أُخرى، وبلوغُ مَوضِعِ الاهتمامِ مِن عُقولِهم، ومَوضِعِ التَّأثيرِ في وِجْدانِهم [175] يُنظر: ((فن التحرير العربي)) للشنطي (ص: 225). .

انظر أيضا: