موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الأوَّلُ: أصلُ المقاماتِ


المقاماتُ نَوعٌ أدَبيٌّ من أنواعِ النَّثْرِ العَرَبيِّ، غَيرَ أنَّه وليدُ العَصْرِ العَباسيِّ، لم يَعرِفْه الجاهِليُّونَ ولا أُدَباءُ عَصرِ صَدرِ الإسلامِ ولا العَصرِ الأُمَويِّ.
ويرجِعُ أصلُ تلك الكَلِمةِ "المَقامةِ" إلى المكانِ الَّذي يجتَمِعُ فيه القَومُ يَتحادَثونَ في أمرٍ مِنَ الأمُورِ، ثُمَّ تطَوَّرت دَلالتُها وصارت تدُلُّ على الجماعةِ المجتَمِعينَ أنفُسِهم، وما لَبِثَت أن تطوَّرت كذلك فصارت ما يقالُ مِنَ الحديثِ والسَّمَرِ في الاجتِماعاتِ. وهي بهذا تُشبِهُ الخُطْبةَ والمَوعِظةَ والمُحاضَرةَ.
ومع مَجيءِ الإسلامِ تخَصَّصت الكَلِمةُ بشَيءٍ ما، فصارت تقتَصِرُ على الأحاديثِ والخُطَبِ الَّتي يُلْقيها الصَّالحون؛ ولهذا عقد ابنُ قُتَيبةَ في كِتابِه ((عُيون الأخبار)) بابًا بعُنوانِ "مقاماتِ الزُّهْدِ"، وكذا صَنَع ابنُ عَبدِ رَبِّه في ((العِقْدِ الفَريدِ))؛ حَيثُ أورد مجموعةً مِنَ العِظاتِ تحتَ عُنوانِ: "مَقاماتِ العِبادِ عِنْدَ الخُلَفاءِ". ومجموعُ ما في الكِتابينِ مِنَ المقاماتِ يدورُ حَولَ الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ [160] يُنظر: ((الفنون الأدبية في العصر العباسي)) لشعبان مرسي (ص:67). .

انظر أيضا: