موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الثَّالِثُ: تَزْيينُ الكِتابِ بشَيءٍ مِنَ الوَحْيِ الشَّريفِ


فإنَّ القُرآنَ الكَريمَ وسُنَّةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هما مَعدِنُ الفَصاحةِ والبَلاغةِ؛ وذلك (لِيُنفِقَ منها عن سَعَة، ويَستَشهِدَ بكُلِّ شَيءٍ في مَوضِعِه، ويحتَجَّ بمَكانِ الحُجَّةِ، ويَستَدِلَّ بمَوضِعِ الدَّليلِ، وينصَرِفَ عن عِلمٍ بمَوضوعِ اللَّفْظِ ومَعْناه، ويَبْنيَ كَلامَه على أصلٍ لا يُرفَع، ويَسوقَ مَقاصِدَه إلى سَبيلٍ لا يُصَدُّ عنه ولا يُدْفَع؛ فإنَّ الدَّليلَ على المقصَدِ إذا استَنَد إلى النَّصِّ سُلِّم له وسَلِم، والفَصاحةَ إذا طُلِبَت غايتُها فهي بَعْدَ كِتابِ اللهِ في كَلامِ منَ أُوتِيَ جوامِعَ الكَلِم، وقد كان على ذلك الصَّدْرُ الأوَّلُ مِنَ الصَّحابةِ وتابعيهم رَضِيَ اللهُ عنهم) [132] يُنظر: ((حسن التوسل إلى صناعة الترسل)) لشهاب الدين ابن فهد (ص: 5). .
وقد سَبَق بيانُ كَيفيَّةِ الاسْتِشْهادِ بالقُرآنِ والسُّنَّةِ؛ مِنِ اقتِباسٍ وتَضمينٍ ونَحْوِ ذلك، وهذا الرُّكنُ يختَصُّ بالكاتِبِ دونَ الشَّاعِرِ؛ لأنَّ الشَّاعِرَ لا يَلزَمُه ذلك؛ إذِ الشِّعْرُ أكثَرُه مدائِحُ، وأيضًا فإنَّه لا يَتمَكَّنُ مِن صَوغِ معاني القُرآنِ والأخبارِ في المَنْظومِ كما يتمَكَّنُ منه في المَنْثورِ، ولرُبَّما أمكَنَ ذلك في الشَّيءِ اليَسيرِ في بَعْضِ الأحيانِ.

انظر أيضا: