موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الثالُث: الخَبَرُ شِبْهُ الجُملةِ


ينقَسِمُ الخَبَرُ شِبهُ الجُملةِ إلى نوعَينِ:
1- الظَّرفُ: نَحوُ قَولِه تعالى: وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ [الأنفال: 42] «الرَّكبُ» مُبتَدَأٌ، و«أسفَلَ» منصوبٌ على الظَّرفِ مُتعَلِّقٌ بمَحْذوفٍ في مَحَلِّ رَفعٍ على الخَبَريَّةِ. ومنه قَولُك: محمَّد عندي، الحذاءُ تحْتَ السَّرير، العَودةُ يومَ السَّبْت.
2- الجارُّ والمجرورُ: نحو: (الحَمدُ للهِ): (الْحَمْدُ) مُبتَدَأٌ، (لِلَّهِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتعَلِّقٌ بمحذوفٍ في مَحَلِّ رَفعٍ خَبَرٌ. وتَقولُ: في الدَّارِ غَريبٌ، زيدٌ في الطَّريقِ، محمدٌ على خُلُقٍ.
ويُشترَطُ في الظَّرفِ والجارِّ والمجرورِ أن يكون تامًّا لتَحصُلَ به الفائدةُ مع المُبتَدَأِ، فلا يصِحُّ أن يكونَ الظَّرفُ عامًّا، فلا تَقولُ: الكِتابُ مَكانًا، ولكِنْ تَقولُ: الكِتابُ أمامَك.
وظَرفُ المكانِ يَصِحُّ أن يكونَ خَبَرًا عن الجُثَّةِ (الأجسام، والأشخاص، والذَّوات)، تَقولُ: محمَّدٌ فوق السَّطحِ، كما يصِحُّ أن يكونَ خَبَرًا عن المعاني، تَقولُ: الحِسابُ عندي.
أمَّا ظَرفُ الزَّمانِ فيقَعُ خَبَرًا عن المعاني؛ تَقولُ: الصَّومُ اليومَ، والسَّفَرُ غدًا، لكن لا يجوزُ الإخبارُ به عن الجُثَّةِ؛ لا يقالُ: زيدٌ اليَومَ، إلَّا إذا أفاد ذلك معنًى، ويكونُ بتقديرِ محذوفٍ، كقَولِك: (الهِلالُ اللَّيلةَ)؛ فإنَّها على حَذفِ مُضافٍ، أي: حُدوثُ الهِلالِ اللَّيلةَ، فحُذِفَ المضافُ وأُقيمَ المُضافُ إليه مُقامَه، ومنه: (القُطْنُ صَيفًا)، أي: مَوسِمُ القُطنِ صَيفًا، وكذلك قَولُك: (زيدٌ اليومَ) لِمن يتوقَّعُ وُصولَه اليومَ مِنَ السَّفَرِ يُنظَر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (1/ 231)، ((شرح ألفية ابن مالك)) لابن الناظم (ص: 79). .

انظر أيضا: