موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: الإكثارُ مِن حِفظِ الحَديثِ الشَّريفِ


يَنْبغي على الكاتِبِ أن يتخَيَّرَ مِن أحاديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما يَدرُسُ لُغَتَه وبلاغتَه وأُسلوبَه، ولا يقتَصِرَ على أحاديثِ الأحكامِ الَّتي يُعَوِّل عليها الفُقَهاءُ لاستِنْباطِ الأحكامِ الشَّرعيَّةِ منها؛ فإنَّ الكاتِبَ إنَّما يحتاجُ إليه للاستِفادةِ مِن طريقتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في البَيانِ، وقد أُوتيَ جوامِعَ الكَلِمِ، ولاقتِباسِ كَلامِه بما يفيدُ تقويةَ الكَلامِ وجَزالتَه والتَّسليمَ له.
قال شِهابُ الدِّينِ ابنُ فَهدٍ: (ويجِبُ الاستِكثارُ مِن حِفظِ الأحاديثِ النَّبَويَّةِ صَلَواتُ اللهِ على قائِلِها وسَلامُه، وخُصوصًا في السِّيَرِ والمغازي والأحكامِ، والنَّظَرِ في مَعانيها وغَريبها وفَصاحتِها، وفِقْهِ ما لا بُدَّ من مَعرِفَتِه من أحكامِها؛ ليُنفِقَ منها عن سَعةٍ، ويَستَشهِدَ بكُلِّ شَيءٍ في مَوضِعِه، ويحتَجَّ بمكانِ الحُجَّةِ، ويَستدِلَّ بموضِعِ الدَّليلِ، وينصَرِفَ عن عِلمٍ بموضوعِ اللَّفْظِ ومَعناه، ويَبنيَ كَلامَه على أصلٍ لا يُرفَعُ، ويَسوقَ مقاصِدَه إلى سَبيلٍ لا يُصَدُّ عنه ولا يُدفَعُ؛ فإنَّ الدَّليلَ على المقصَدِ إذا استند إلى النَّصِّ سُلِّم له وسَلِم، والفَصاحةَ إذا طُلِبَت غايتُها فهي بَعْدَ كِتابِ اللهِ في كَلامِ مَن أُوتِيَ جوامِعَ الكَلِم، وقد كان على ذلك الصَّدْرُ الأوَّلُ مِنَ الصَّحابةِ وتابِعيهم رَضِيَ اللهُ عنهم) [50] يُنظر: ((حسن التوسل إلى صناعة الترسل)) (ص: 5). .

انظر أيضا: