موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الثَّاني: التَّعريفُ بالكِتابةِ


الكِتابةُ لُغةً:
الكِتابةُ: مَصْدَرُ الفِعْلِ الثُّلاثيِّ المُجَرَّدِ "كَتَب"، وأصلُ الفِعْلِ يدُلُّ على جَمعِ شَيءٍ إلى شَيءٍ، ومنه الكِتابُ والكِتابةُ؛ فالكِتابُ: اسمٌ لِما كُتِبَ مجموعًا، والكِتابةُ: المَصْدَرُ، وهي الصِّناعةُ الَّتي يتكَسَّبُ بها الكاتِبُ، كالخِياطةِ والقِصارةِ [7] يُنظر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (10/ 88)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/ 158). .
الكِتابةُ اصطِلاحًا:
استخدَمَ القَلَقْشَنْديُّ مُصطَلَحَ "الكِتابةِ" وأراد به ما يُرادُ مِنَ الإنشاءِ، فقال في تعريفِ الكِتابةِ بعد أن ذَكَر أنواعَها بَيْنَ كِتابةِ الأموالِ ونَحْوِها: (فأمَّا كِتابةُ الإنشاءِ فالمُرادُ بها: كُلُّ ما رَجَع من صِناعةِ الكِتابةِ إلى تأليفِ الكَلامِ وترتيبِ المعاني؛ مِنَ المكاتَباتِ والوِلاياتِ، والمُسامَحاتِ والإطلاقاتِ، ومناشيرِ الإقطاعاتِ والهُدَنِ، والأماناتِ والأَيْمَانِ، وما في معنى ذلك، ككِتابةِ الحِكَمِ ونَحْوِها) [8] يُنظر: ((صبح الأعشى في صناعة الإنشاء)) للقلقشندي (1/ 84). .
والمُلاحَظُ أنَّ تعريفَ مُصطَلَحِ الكِتابةِ يُرادِفُ مُصطَلَحَ الإنشاءِ، بجامِعِ الصِّناعةِ والتَّعبيرِ عن المعاني، واختيارِ أفصَحِ الألفاظِ وأجزَلِها.
وقد نصَّ القَلَقْشَنْديُّ على ذلك، وذكر أنَّ الكِتابةَ عند أهلِ العِلمِ والأدَبِ يُرادُ بها الإنشاءُ؛ حَيثُ قال: (إلَّا أنَّ العُرْفَ فيما تقدَّم مِنَ الزَّمانِ قد خصَّ لَفْظَ الكِتابةِ بصِناعةِ الإنشاءِ، حتَّى كانت الكِتابةُ إذا أُطلِقَت لا يُرادُ بها غَيرُ كِتابةِ الإنشاءِ، والكاتِبُ إذا أُطلِقَ لا يُرادُ به غَيرُ كاتِبِها، حتَّى سَمَّى العَسْكَريُّ كِتابَه: ((الصِّناعَتَينِ، الشِّعْرُ والكِتابةُ)) يريدُ كِتابةَ الإنشاءِ، وسَمَّى ابنُ الأثيرِ كِتابَه: ((المَثَل السَّائِر في أدَبِ الكاتِبِ والشَّاعِر)) يريدُ كاتِبَ الإنشاءِ؛ إذ هما مَوضوعانِ لِما يتعَلَّقُ بصِناعةِ الإنشاءِ مِن عِلمِ البَلاغةِ وغَيْرِها) [9] يُنظر: ((صبح الأعشى في صناعة الإنشاء)) للقلقشندي (1/ 82). .

انظر أيضا: