موسوعة اللغة العربية

الفرعُ الثَّاني: زيادةُ الألف في آخِرِ الكَلِمة


أ- تُزاد الألِفُ في آخِر الكَلِمة بعْد واوِ الجماعة (الضَّمير).
ولا تكونُ إلا في الفعل، سواءٌ كان ماضيًا (قالوا)، أو مضارعًا (لن يَقولوا، لم يَقولوا)، أو أمْرًا (قُولوا).
وتُسمَّى (ألِفَ الفصل) و(الألف الفارِقة)؛ وذلك للفَرْقِ بين الواوِ التي هي ضميرٌ والواوِ التي مِن بِنية الكَلِمة؛ فمثلًا كَلِمة (دعا)، الألِفُ أصلُها واوٌ، فتقول: (الإسلامُ يدعو إلى الفضيلةِ)، ولا تقولُ: (يدعوا)؛ لأنَّ الواو هنا أصلٌ في الكَلِمة وليست واوَ الجماعةِ، مِثلُ: المسلمون لم يَدْعُوا غيرَ الله.
ويساعِدُ في التفريقِ بينهما الإعرابُ؛ فكَلمة (يدعو) في المثال الأول تُعرَب فعلًا مضارعًا مرفوعًا وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ المقدَّرةُ مَنَع مِن ظهورها الثِّقَل، وكَلِمة (يدعوا) في المثال الثَّاني: (يَدْعُوا) تُعرَب فِعلًا مضارعًا مجزومًا بـ(لم)، وعلامة جَزمِه حَذفُ النونِ؛ لأنَّه من الأفعالِ الخمسةِ، والواوُ ضميرٌ مبنيٌّ على السُّكونِ في محَلِّ رفْعٍ فاعِلٌ.
فأيُّ فِعلٍ ماضٍ أُعرِبَ فِعلًا ماضيًا مبنيًّا على الضَّمِّ لاتصاله بواو الجماعة، وأيُّ فِعلٍ مضارعٍ (مَنصوبًا أو مجزومًا)، أو فِعلِ أمرٍ، وكانت علامةُ الإعرابِ حذْفَ النون؛ فلا بُدَّ أن ينتهيَ بالألِف الفارقة.
وخرَج أيضًا باشتراط كون الواوِ ضميرًا الواوُ التي هي علامةُ رفعٍ في الأسماءِ الخمسة [65] يُنظَر مبحث (إعراب الأسماء الخمسة)، في كتاب النحو من الموسوعة اللُّغَوية. وجمْعِ المذكَّر السالِم المضافِ [66] أمَّا غيرُ المضافِ فيكونُ آخِرُ الاسمِ نُونًا وليس واوًا، مثل: مسلمون، مُقسِطون، عابدون... يُنظَر مبحث (إعراب جمع المذكر السالم)، في كتاب النحو من الموسوعة اللُّغَوية. وما أُلْحِقَ به؛ فهي ليست ضميرًا، بل تَلحَق الاسمَ للدَّلالةِ على الجمعِ، مِثلُ: (المسلمُ ذُو [67] (ذُو) في المثال هنا مفردٌ بمعنى صاحب، بخلافِ التي في قوله تعالى: يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ [المائدة: 95] ، فهي مثنًّى، وأصلها (ذَوَانِ)، لكن لما أُضِيفت إلى (عدْل) حُذِفَت النونُ للإضافةِ. فالمفرد (ذُو)، والجمع (ذَوُو) لا يُكتَب بعدهما ألِفٌ، والمثنى المرفوعُ المضاف يُكتَب بالألِف (ذَوَا). أخلاقٍ رَفيعةٍ، ومُسلِمو الشيشانِ مُضْطَهدون، والمسلمونَ الأوائل أُولُو [68] جمعٌ بمعنى: أصحاب. الفضْل والمِنَّة، والمهاجرون ذَوُو [69] جمعٌ بمعنى: أصحاب. السَّبْقِ في الإسلامِ)، ومن الخطأ كتابتها هكذا: (ذُوا، مُسلِموا، أُولُوا، ذَوُوا).
ملحوظة: الرَّسمُ العُثمانيُّ للقُرآنِ الكريمِ لا يُقاسُ عليه، بل يُكتَب كما هو، ويختَلِفُ عن الرَّسمِ الإملائيِّ. مثالُه: قولُه تعالى:   إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ [القمر: 27]، رُسِمَت كَلِمة (مرسِلوا) بالألِف، أمَّا في غيرِ القرآن فلا تُكتَب، فتقول: الطُّلاب مُرسِلو هَداياهمْ لِمُعَلِّمِيهم [70] قال الهوريني: (فهذه الواواتُ الثلاثُ ليست ضميرًا، فلا تُزاد بعدها ألِفٌ في الخطِّ القياسيِّ، بخلاف الرَّسمِ المُصحَفيِّ؛ فإنها تُزاد فيه بَعْدَها كُلِّها، ولا يجوزُ إسقاطُ واحدة منها فيه؛ لأن أَلِفات القرآن معدودة [40300]، والواوات [6000]، والياءات [990]). ((المطالع النصرية)) للهوريني (306). ويَقصِدُ بالواواتِ الثلاثِ: الواوَ التي من بِنْية الفعلِ، وواوَ الأسماءِ الخمسةِ وجمعِ المذكَّرِ السَّالم وما أُلْحِق به، وواوَ الإشْباعِ. ، كذلك تزادُ ألفٌ بعد سبعِ كَلِماتٍ وردت في القرآنِ عليها صِفرٌ مُستطيلٌ، وهي: (أَنَا، لَكِنَّا، قَوَاريِرَا، الرَّسُولَا، السَّبِيلَا، الظُّنُونَا، سَلاسِلَا)، وهذا من بعضِ مزايا أو اختلافِ الرَّسمِ العثمانيِّ عن الإملائيِّ، وقد أوضح العُلَماءُ فوائِدَ ذلك وعِلَلَه [71] قال الهوريني: ((كان أكثَرُ الصَّحابةِ ومَن وافَقَهم من التابعين وأتباعهم يوافِقون الرَّسمَ المُصْحَفى في كُلِّ ما كتبوه ولو لم يكُنْ قرآنًا ولا حديثًا، ويكرَهون خلافَهُ، ويقولون: لا نخالِفُ "الإِمام" يريدون بذلك المصحَفَ الذي كُتِبَ بأمرِ الإِمامِ عُثمان؛ فإنهم كانوا يُسَمُّونه "الإِمام" من حيث اتباعه رَسْمًا وغيره. واستمَرَّ الأمرُ على ذلك إِلى أن ظهر عُلَماء المِصْرَيْن وأسَّسوا لهذا الفَنِّ ضوابطَ وروابط بَنَوْهَا على أَقْيِسَتِهم النحويةِ وأصولهِم الصَّرفِيَّة، وسموها: "عِلْمَ الخَطِّ القياسيِّ" أو "الاصطلاحيِّ" المختَرَع، وسَمَّوا رسمَ المصحف "بالخط المتَّبَع"، وقالوا: إِنَّ رَسْمَه سُنَّة مُتَّبعة مقصورةٌ عليه، فلا يُقاسُ، ولا يُقَاس عليه. ومِثْلُه من حيثُ عَدَمُ القياس: خطُّ العَرُوضِيّين، ولذا قيل: خَطَّان لا يُقاسان؛ فتحصَّل أنَّ الخطوطَ ثلاثةٌ...)). يُنظَر: ((المطالع النصرية)) (ص: 84). ويُنظَر: ((همع الهوامع شرح جمع الجوامع)) للسيوطي (6/311)، وبحث في رسم المصحف، للأستاذ الشيخ إبراهيم حمروش ضمن دورات مجمع اللغة العربية بالقاهرة 16، وهو في مجلة المجمع (8/ 56). .
وخرَج أيضًا باشتراط كون الواوِ ضميرًا الواوُ التي تأتي لإشباعِ الضَّمَّةِ على الميم، وهي الواوُ التي تأتي بعْد مِيم الجمْع، مِثل: عليهمُو، عَلَيكُمُو، ضَرَبْتمُو ضَربْتُكُمُو [72] هناك رأيٌ آخَرُ يَكتفي بوضْع الضَّمة فقطْ فيَكتب: عَلَيْهُمُ، عَلَيكمُ، ضَرَبْتمُ ضَربْتُكُمُ. .
وهذا مشهورٌ في بعضِ اللُّغاتِ العَرَبية، والشِّعرِ، والقراءاتِ القُرآنيَّةِ [73] يُنظَر: مبحث (مد ميم الجمع) في كتاب (علم الأصوات) من الموسوعة اللُّغَوية. .
ب-تُزادُ الألِفُ في آخِرِ الاسمِ المنوَّن بالنَّصْبِ، مِثلُ: حسابًا، جُزْءًا، شيئًا، لؤلؤًا، طارئًا.
ما عدا الأسماءَ المنتهيةَ بتاءٍ مربوطةٍ، مِثلُ: "طِفلةً، فتاةً"، أو المنتهيةَ بهمزةٍ قَبْلَها ألِف، مِثلُ: جزاءً، عَطاءً، أو المنتهيةَ بهمزةٍ مَرسومةٍ على ألِفٍ، مِثلُ: خطَأً، مبتدأً، أو المنتهيةَ بألِفٍ، مِثلُ: فتًى، عصًا [74] يُنظَر: ((الإملاء والترقيم في الكتابة العربية)) لعبد العليم إبراهيم (ص: 81 - 82)، ((قواعد الإملاء وعلامات الترقيم)) عبد السلام هارون (ص: 31 - 32)، ((قواعد الإملاء)) مجمع دمشق (ص: 21 - 22). .

انظر أيضا: