موسوعة اللغة العربية

المبحث الأول: المَقطَعُ في تُراثِنا العَربيِّ


ذكَر بعضُ القدامى المَقاطِعَ الصَّوتيَّةَ، مِثلُ ابنِ الدَّهانِ (ت 592)؛ حيثُ يقولُ: (وبَينَ الألْفاظِ والحُروفِ المَقاطِعُ، والمَقاطِعُ تَنْقسِمُ إلى خَفيفةٍ وثَقيلةٍ؛ فالخَفيفُ تَركَّب مِن حَرْفَينِ؛ صامِتٍ ومَصُوتٍ، والثَّقيلُ مِن صامِتَين ومَصُوتٍ؛ لأنَّ المَصوتَ إمَّا أن يُنطَقَ به في أقْصَرِ زمانٍ يكونُ فيه اتِّصالُ الصامِتِ (إلى الصَّامِتِ) أو إلى السَّمْعِ، وهو المَقطَعُ المَقْصورُ، والسَّببُ الخَفيفُ العَروضيُّ، مِثلُ: لن، وإمَّا أن يُنطَقَ به في ضعفِ الزَّمانِ أو أضْعافِه؛ ويُسمَّى مَقطَعًا مَسْدودًا، (وهو) الوَتَدُ المفُروقُ العَروضيُّ، مِثلُ: فاع) [433] ((تقويم النظر في مسائل خلافية ذائعة)) لابن الدهان (1-57). .
كما ذكَره أيضًا الفارابيُّ الفَيلَسوفُ؛ حيثُ يقولُ: (المَقطَعُ مَجْموعُ حَرْفٍ مَصوتٍ وحَرْفٍ غيرِ مَصوتٍ "صامِتٍ")، وقسَّمهما إلى نَوعَين: المَقطَعِ القَصيرِ والمَقطَعِ الطَّويلِ؛ يقولُ: (وكلُّ حَرْفٍ غيرِ مَصوتٍ أُتبِعَ بمَصوتٍ قَصيرٍ قُرِن به، فإنَّه يُسمَّى المَقطَعَ القَصيرَ… وكلُّ حَرْفٍ غيرِ مَصوتٍ قُرِن به مَصوتٌ طَويلٌ، فإنَّا نُسمِّيه المَقطَعَ الطَّويلَ) [434] ((الموسيقى الكبير)) للفارابي (ص1072). . وعلى هذا الأساسِ فإنَّ الفارابيُّ يُعَدُّ أوَّلَ مَنِ اسْتَعملَ المَقطَعَ بمَفْهومِه الاصْطِلاحيِّ [435] يُنظَر: ((المقطع في بنية الكلمة)) لمناع عبد الله شداد (ص20)، ((علم الأصوات)) لكمال بشر (ص508). .

انظر أيضا: