موسوعة اللغة العربية

المبحث الأوَّلُ: صِفاتُ الحُروفِ في عِلمِ التَّجْويدِ


الصِّفاتُ جَمْعُ صِفةٍ. وهي لُغةً: ما قام بالشَّيءِ مِنَ المَعاني كالعِلمِ والسَّوادِ، وليس المُرادُ بالصِّفةِ النَّعتَ عند النَّحويِّين، أو ما يَرجِعُ إليها عن طَريقِ المَعْنى، نَحْوُ: شِبْهٍ أو مِثلٍ، بل المَقْصودُ بالصِّفةِ المَعاني الحِسِّيَّةُ أوِ المَعْنويَّةُ [411] يُنظَر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (9/357)، ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (1/860). .
واصْطِلاحًا: كَيفيَّةٌ عارِضةٌ للحَرْفِ عند حُصولِه في المَخرَجِ مِنَ الجَهْرِ والرَّخاوَةِ والهَمْسِ والشِّدَّةِ ونَحْوِها [412] يُنظَر: ((نهاية القول المفيد)) لمحمد نصر الجريسي (ص63). .
فَوائدُ الصِّفاتِ:
ذكَر عُلَماءُ التَّجويدِ أنَّ للصِّفاتِ ثلاثَ فوائِدَ:
الأُولى: تمييزُ الحروفِ المُشتَرَكةِ في المخرَجِ؛ إذ لولاها لكانت تلك الحروفُ حرفًا واحدًا؛ فمن ذلك: الطَّاءُ المُهمَلةُ، فلولا انفرادُها بالاستعلاءِ والإطباقِ والجهرِ لكانت تاءً؛ لاتفاقِهما في المخرَجِ، والذَّالُ المُعجَمةُ، لولا الاستِفالُ والانفِتاحُ اللَّذانِ فيها لكانت ظاءً مُعجَمةً؛ لاتِّفاقِهما في المخرَجِ أيضًا، والحاءُ المُهمَلةُ والهاءُ والثَّاءُ المُثَلَّثةُ، لولا اختلافُهنَّ في المخرَجِ لكُنَّ حرفًا واحدًا؛ لاتفاقِهنَّ في الصِّفاتِ [413] يُنظَر: ((الروضة الندية شرح متن الجزرية))، لمحمود عبد المنعم العبد (1/ 25)، ((هداية القاري إلى تجويد كلام الباري)) لعبد الفتاح المرصفي (1/ 77). .
الثَّانيةُ: مَعرِفةُ القَويِّ مِنَ الضَّعيفِ؛ ليُعلَمَ ما يَجوزُ إدغامُه وما لا يَجوزُ؛ فإنَّ ما له قوَّةٌ ومَزِيَّةٌ عن غيرِه لا يَجوزُ أن يُدغَمَ في ذلك الغيرِ؛ لئلَّا تَذهَبَ تلك المَزِيَّةُ.
الثَّالِثةُ: تحسينُ لفظِ الحُروفِ المُختَلِفةِ المخارِجِ [414] يُنظَر: ((أحكام قراءة القرآن))، للشيخ محمود خليل الحصري (ص: 78)، ((الميزان في أحكام تجويد القرآن)) فريال زكريا العبد (ص: 52). ؛ كتخليصِ حُروفِ المدِّ من الغُنَّةِ، نحوُ: «النَّاس»، و«العالَمين»، وكتخليصِ المُرَقَّقِ من المُفَخَّمِ، نحوُ: «المُستقيم» بتخليصِ التَّاءِ من القافِ، وكالحِفاظِ على صَوتِ الحرفِ من عَدَمِ بيانِه [415] يُنظَر: ((دراسة المخارج والصفات)) لجمال بن إبراهيم القرش (ص: 121)، ((هداية القاري إلى تجويد كلام الباري)) لعبد الفتاح المرصفي (1/ 77). .
اخْتِلافُ العُلَماءِ في عَددِ الصِّفاتِ:
اخْتَلف العُلَماءُ في عَددِ صِفاتِ الحُروفِ؛ فذهَب الجُمْهورُ -ومنْهم ابنُ الجَزَريِّ- إلى أنَّها سَبْعَ عشْرَةَ صِفةً، وهي المَذْكورةُ في الجَزَريَّةِ، وأنْقَصَها بعضُهم إلى خَمْسَ عشْرَةَ صِفةً؛ حيثُ عَدُّوا هذه الصِّفاتِ كلَّها عدا الإصْماتِ، والإذْلاقِ، واللِّينِ، وزادَها بعضُهم إلى ما فوقَ الأرْبَعين؛ حيثُ أضافوا صِفاتٍ أخرى إلى تلك الصِّفاتِ [416] يُنظَر: ((العميد في علم التجويد)) لمحمود بن علي بسة (ص58). .
تَقْسيمُ الصِّفاتِ إلى ذَاتيَّةٍ وعَرَضيَّةٍ:
والصِّفاتُ قِسمانِ: إمَّا ذَاتيَّةٌ، وهي المُلازِمةُ للحَرْفِ الَّتي لا تُفارِقُه أبدًا؛ كالجَهْرِ والرِّخوِ بالنِّسبةِ إلى حُروفِ كلٍّ منها، وإمَّا عَرَضيَّةٌ، وهي الصِّفاتُ الَّتي تَلحَقُ الحَرْفَ أحْيانًا، وتُفارِقُه أحْيانًا؛ كالتَّفْخيمِ والتَّرْقيقِ بالنِّسبةِ إلى الرَّاءِ.
تَقْسيمُ الصِّفاتِ الذَّاتيَّةِ إلى ضِدِّيَّةٍ وغيرِ ضِدِّيَّةٍ:
وتَنْقسمُ الصِّفاتُ الذَّاتيَّةُ إلى قِسْمَين:
فالقِسْمُ الأوَّلُ: وهو الَّذي له ضِدٌّ، فعَددُ صِفاتِه إحْدى عشْرَةَ صِفةً، وهي: الجَهْرُ وضِدُّه الهَمْسُ، والرِّخاوةُ وضِدُّها الشِّدَّةُ، وبينَهما صِفةُ التَّوسُّطِ، ويقالُ لها: البَينِيَّةُ أيضًا، والاسْتِفالُ وضِدُّه الاسْتِعلاءُ، والانْفِتاحُ وضِدُّه الإطْباقُ، والإصْماتُ وضِدُّه الإذْلاقُ.
والقِسمُ الثَّاني: هو الَّذي لا ضِدَّ له، وعَددُ صِفاتِه تِسْعٌ، وهي: الصَّفيرُ، القَلْقَلةُ، اللِّينُ، الانْحِرافُ، التَّكْريرُ، التَّفَشِّي، الاسْتِطالةُ، الخَفاءُ، الغُنَّةُ.
أوَّلًا: الصِّفاتُ الَّتي لها ضِدٌّ:
1- الهَمْسُ:
ومَعْناه لُغةً: الخَفاءُ. واصْطِلاحًا: جَرَيانُ النَّفَسِ عند النُّطْقِ بالحَرْفِ لضَعْفِ الاعْتِمادِ على مَخْرَجِه، وحُروفُ صِفةِ الهَمْسِ عشَرَةٌ، جمَعها الإمامُ ابنُ الجَزَريِّ في قولِه:
فحثَّه شَخْصٌ سَكَتْ
وهي الفاءُ، والحاءُ، والثَّاءُ، والهاءُ، والشِّينُ، والخاءُ، والصَّادُ، والسِّينُ، والكافُ، والتَّاءُ.
2- الجَهْرُ، وهو ضِدُّ الهَمْسِ:
ومَعْناه لُغةً: الظُهورُ والإعْلانُ. واصْطِلاحًا: انْحِباسُ جَرْيِ النَّفَسِ عند النُّطْقِ بالحَرْفِ؛ لقوَّةِ الاعْتِمادِ على مَخرَجِه.
وحُروفُه: الهَمْزةُ، والباءُ، والجِيمُ، والدَّالُ، والذَّالُ، والرَّاءُ، والزَّايُ، والضَّادُ، والطَّاءُ، والظَّاءُ، والعَينُ، والغَينُ، والقافُ، واللَّامُ، والمِيمُ، والنُّونُ، والواوُ، والياءُ، والألِفُ، والواوُ المَدِّيَّةُ، والياءُ المَدِّيَّةُ.
3- الشِّدَّةُ:
والشِّدَّةُ لُغةً: القوَّةُ، واصْطِلاحًا: قُوَّةُ الحَرْفِ لانْحِباسِ الصَّوتِ مِنَ الجَرَيانِ معَه عند النُّطْقِ به؛ لقوَّةِ الاعْتِمادِ عليه في مَخرَجِه، وحُروفُها ثَمانِيةٌ، مَجْموعةٌ في قولِه: «أجد قط بكت»، وهي: الهَمْزةُ، والجِيمُ، والدَّالُ، والقافُ، والطَّاءُ، والباءُ، والكافُ، والتَّاءُ.
4- التَّوسُّطُ أو البَينيَّةُ:
والتَّوسُّطُ، أيِ: البَينيَّةُ بَينَ الشِّدَّةِ والرَّخاوَةِ، وتَعْريفُه لُغةً: الاعْتِدالُ.
واصْطِلاحًا: اعْتِدالُ الصَّوتِ عند النُّطْقِ بالحَرْفِ؛ لعَدَمِ كَمالِ انْحِباسِه معَه كانْحِباسِه معَ حُروفِ الشِّدَّةِ، وعَدَمِ كَمالِ جَرَيانِه معَه كجَرَيانِه معَ حُروفِ الرِّخوِ، وحُروفُه خَمْسةٌ مَجْموعةٌ في قولِه: «لِنْ عُمَر» وهي: اللَّامُ، والنُّونُ، والعَينُ، والمِيمُ، والرَّاءُ.
5- الرَّخاوَةُ، وهي ضِدُّ الشِّدَّةِ والتَّوسُّطِ:
ومَعْناها لُغةً: اللِّينُ. واصْطِلاحًا: جَرَيانُ الصَّوتِ عند النُّطْقِ بالحَرْفِ؛ لضَعْفِ الاعْتِمادِ على مَخرَجِه.
وحُروفُها: ثَمانيةَ عشَرَ حَرْفًا الباقيةُ بعد حُروفِ الشِّدَّةِ والتَّوسُّطِ، وهي: الثَّاءُ، والحاءُ، والخاءُ، والذَّالُ، والزَّايُ، والسِّينُ، والشِّينُ، والصَّادُ، والضَّادُ، والظَّاءُ، والغَينُ، والفاءُ، والهاءُ، والواوُ، والياءُ، والألِفُ، والواوُ المَدِّيَّةُ، والياءُ المَدِّيَّةُ.
6- الاسْتِعلاءُ:
الاسْتِعلاءُ لُغةً: الارْتِفاعُ، واصْطِلاحًا: ارْتِفاعُ اللِّسانِ إلى الحَنَكِ الأعلى بالحَرْفِ عند النُّطْقِ به، وقيل: سُمِّيَتْ مُسْتعلِيةً لخُروجِ صَوتِها مِن جِهةِ العُلُوِّ، وكلُّ ما حلَّ في عالٍ فهو مُسْتعلٍ. وحُروفُه: سَبْعةٌ، مَجْموعةٌ في «خُصَّ ضغط قظ»، وهي الخاءُ، والصَّادُ، والضَّادُ، والغَينُ، والطَّاءُ، والقافُ، والظَّاءُ.
7- الاسْتِفالُ، وهو ضِدُّ الاسْتِعلاءِ:
الاسْتِفالُ لُغةً: الانْخِفاضُ، واصْطِلاحًا: انْخِفاضُ اللِّسانِ بالحَرْفِ، وعَدَمُ ارْتِفاعِه إلى أعلى الحَنَكِ عند النُّطْقِ به، وحُروفُه اثنانِ وعِشرونَ، وهي الباقيةُ مِن أحْرُفِ الهِجاءِ بعد حُروفِ الاسْتِعلاءِ. وهذه الحُروفُ حُكْمُها التَّرْقيقُ إلَّا الألِفَ واللَّامَ والرَّاءَ؛ فتكونُ في أحْيانٍ مُرقَّقةً، وفي أُخرى مُفخَّمةً.
8- الإطْباقُ:
مَعْناه لُغةً: الإلْصاقُ. واصْطِلاحًا: إطْباقُ اللِّسانِ على الحَنَكِ الأعلى عند النُّطْقِ بحُروفِه؛ بحيثُ يَنْحصِرُ الصَّوتُ بينَهما. وحُروفُهُ: أرْبَعةٌ، وهي الصَّادُ، والضَّادُ، والطَّاءُ، والظَّاءُ، إلَّا أنَّ هناك تَفاوُتًا بَينَ حُروفِه؛ فالطَّاءُ أقْواها دَرَجةً في الإطْباقِ، يَليها الضَّادُ فالصَّادُ، أمَّا الظَّاءُ فهي أضْعَفُها إطْباقًا.
9- الانْفِتاحُ، وهو ضِدُّ الإطْباقِ:
الانْفِتاحُ لُغةً: الافْتِراقُ. واصْطِلاحًا: انْفِتاحُ اللِّسانِ عنِ الحَنَكِ الأعلى عند النُّطْقِ بالحَرْفِ، وحُروفُه خَمْسةٌ وعِشْرون، وهي الباقِيةُ مِن أحْرُفِ الهِجاءِ بعد أحْرُفِ الإطْباقِ.
10- الإذْلاقُ:
الإذْلاقُ مِنَ الذَّلَقِ، وهو لُغةً: الطَّرَفُ. واصْطِلاحًا: خِفَّةُ الحَرْفِ عند النُّطْقِ به لخُروجِه مِن طَرَفِ اللِّسانِ، أو مِن إحْدى الشَّفتَين، أو منْهما معًا، وحُروفُه سِتَّةٌ، مَجْموعةٌ في «فِرَّ مِن لُبٍّ» وهي: الفاءُ، والرَّاءُ، والمِيمُ، والنُّونُ، واللَّامُ، والباءُ.
11- الإصْماتُ، وهو ضِدُّ الإذْلاقِ:
ومَعْناه لُغةً: المَنْعُ؛ تقولُ: صَمَتَ عنِ الكَلامِ، أي: منَعَ نفْسَه منه.
واصْطِلاحًا: ثِقَلُ الحَرْفِ وعَدَمُ سُرعةِ النُّطقِ به؛ لخُروجِه بَعيدًا عن ذَلَقِ اللِّسانِ والشَّفَةِ، وهذا التَّعْريفُ لا يَنْطبِقُ على الواوِ؛ لخُروجِها مِنَ الشَّفتَين، ولكنَّها وُصِفتْ بالإصْماتِ؛ لأنَّ فيها بعضَ الثِّقَلِ؛ حيثُ تَخرُجُ مِنَ الشَّفتَينِ معَ انْفِراجٍ بينَهما، بعَكْسِ الفاءِ والباءِ والمِيمِ؛ فهي أخَفُّ الحُروفِ وأسْهَلُها.
وحُروفُ الإصْماتِ خَمْسةٌ وعِشْرون حَرْفًا الباقيةُ مِن حُروفِ الهِجاءِ بعد حُروفِ الإذْلاقِ.
ثانيًا: الصِّفاتُ الَّتي لا ضِدَّ لها
الصِّفاتُ الَّتي لا ضِدَّ لها عَددُها تِسْعٌ، كما تَقدَّم، وفيما يَلي بَيانُها مُنْفصِلةً:
1- الصَّفيرُ:
مَعْناه لُغةً: صَوتٌ يُشبِهُ صَوتَ الطَّائِرِ.
واصْطِلاحًا: صَوتٌ زائِدٌ يَخرُجُ مِن بَينَ الثَّنايا وطَرَفِ اللِّسانِ عند النُّطْقِ بأحدِ حُروفِه.
وحُروفُ الصَّفيرِ ثَلاثةٌ: الصَّادُ، والزَّايُ، والسِّينُ، فالصَّادُ تَشبِهُ صَوتَ الإِوَزِّ، والزَّايُ تُشبِهُ صَوتَ النَّحلِ، والسِّينُ تُشبِهُ صَوتَ الجَرادِ.
2- القَلْقَلةُ:
القَلْقَلةُ لُغةً: الاضْطِرابُ. واصْطِلاحًا: اضْطِرابُ اللِّسانِ عند النُّطْقِ بالحَرْفِ حتَّى يُسمَعَ له نَبْرةٌ قويَّةٌ خُصوصًا إذا كان ساكِنًا، وحُروفُها خَمْسةٌ، مَجْموعةٌ في «قطب جد».
وتَنْقسِمُ القَلْقَلةُ بالنِّسبةِ لحُروفِها إلى ثَلاثةِ أقْسامٍ: أعلى، وهو في الطَّاءِ؛ وأوسَطُ، وهو في الجِيمِ؛ وأدْنى، وهو في الثَّلاثةِ الباقِيةِ.
ومَراتِبُ القَلْقَلةِ ثَلاثٌ؛ أقْواها السَّاكِنُ المَوقوفُ عليه، ثمَّ السَّاكِنُ المَوصولُ، ثمَّ المُحرَّكُ، غيرَ أنَّها تكونُ كامِلةً في المَرْتَبتَين الأُولَيَين، وناقِصةً في المُحرَّكِ الَّذي لا يُوجَدُ فيه إلَّا أصْلُها.
وأمَّا كَيفيَّةُ القَلْقَلةِ فقد اخْتَلف العُلَماءُ فيها؛ فقيل: إنَّها أقْرَبُ إلى الفَتْحِ مُطلَقًا، وهو الأرْجَحُ، وقيل: إنَّها تابِعةٌ لِما قبلَها، فإنْ كان ما قبلَها مَفْتوحًا نَحْوُ: أقْرَب، كانت قَريبةً إلى الفَتْحِ، وإنْ كان ما قبلَها مَكْسورًا نَحْوُ: اقْرأ، كانت قَريبةً إلى الكَسْرِ، وإنْ كان ما قبلَها مَضْمومًا نَحْوُ: اقْتُلوا، كانت قَريبةً إلى الضَّمِّ. وقيل: إنَّ الحَرْفَ المُقَلقَلَ يَتحرَّكُ بحَرَكةٍ مُناسِبةٍ للحَرْفِ الَّذي بعدَه عند قَلْقَلتِه مَفْتوحًا كان أو مَكْسورًا أو مَضْمومًا.
3- اللِّينُ:
اللِّينُ لُغةً: السُّهولةُ. واصْطِلاحًا: إخْراجُ الحَرْفِ مِن مَخرَجِه في سُهولةٍ وعَدَمِ كُلفةٍ، وحَرْفاه اثْنانِ، وهُما: الياءُ السَّاكِنةُ المَفْتوحُ ما قبلَها، نحْوُ: عَينٍ، والواوُ السَّاكِنةُ المَفْتوحُ ما قبلَها، نَحْوُ: قَوم.
4- الانْحِرافُ:
ومَعْناه لُغةً: المَيلُ والعُدولُ. واصْطِلاحًا: المَيلُ بالحَرْفِ بعد خُروجِه مِن مَخرَجِه عند النُّطْقِ به حتَّى يَتَّصِلَ بمَخرَجٍ آخَرَ. وحَرْفَاهُ: اثْنان، وهُما اللَّامُ والرَّاءُ.
5- التَّكْريرُ:
ومَعْناه لُغةً: الإعادَةُ. واصْطِلاحًا: ارْتِعادُ رأسِ اللِّسانِ عند النُّطْقِ بالحَرْفِ، وحَرْفُ التَّكريرِ هو الرَّاءُ. والتَّكريرُ صِفةٌ مُلازِمةٌ لحَرْفِ الرَّاءِ، بمَعْنى أنَّها قابِلةٌ لها، فيَجبُ التَّحرُّزُ عنها؛ لأنَّ الغَرَضَ مِن مَعْرِفةِ هذه الصِّفةِ تَرْكُها، بمَعْنى: عَدَمِ المُبالَغةِ فيها، وأكْثَرُ ما يَظهَرُ التَّكريرُ إذا كانتِ الرَّاءُ مُشدَّدةً، نَحْوُ: كَرَّة، مَرَّة، والسَّلامةُ مِن تَكريرِ الرَّاءِ تكونُ بلَصْقِ ظَهْرِ اللِّسانِ بأعلى حَنَكِه لَصْقًا مُحْكمًا مرَّةً واحِدةً بحيثُ لا يَرتَعِدُ اللِّسانُ؛ لقولِ ابنِ الجَزَريِّ:
وَأَخْفِ تَكْرِيرًا إِذَا تُشَدَّدُ [417] يُنظَر: ((المقدمة الجزرية)) لابن الجزري (ص: 13).
6- التَّفشِّي:
ومَعْناه لُغةً: الانْتِشارُ، وقيل: الاتِّساعُ. واصْطِلاحًا: انْتِشارُ الرِّيحِ بَينَ اللِّسانِ والحَنَكِ الأعلى عند النُّطْقِ بالحَرْفِ، وحَرْفُ التَّفشِّي هو الشِّينُ.
7- الاسْتِطالةُ:
ومَعْناه لُغةً: الامْتِدادُ. واصْطِلاحًا: امْتِدادُ الصَّوتِ مِن أوَّلِ إحدى حافَتيِ اللِّسانِ إلى آخِرِها. ولا يكونُ ذلك إلَّا في الضَّادِ. وسُمِّيتِ الضَّادُ مُسْتطيلةً؛ لاسْتِطالةِ مَخرَجِها حتَّى تتَّصِلَ بمَخرَجِ اللَّامِ.
8- الخَفاءُ:
ومَعْناه لُغةً: الاسْتِتارُ. واصْطِلاحًا: خَفاءُ صَوتِ الحَرْفِ عند النُّطْقِ به.
وحُروفُ صِفةِ الخَفاءِ أرْبَعةٌ: حُروفُ المدِّ الثَّلاثةُ (الألِفُ والواوُ والياءُ) والهاءُ، ويَجمَعُها كَلِمةُ: هاوي. أمَّا خَفاءُ حُروفِ المدِّ فلِسَعَةِ مَخرَجِها، أمَّا خَفاءُ الهاءِ فلأنَّ صِفاتِها كلَّها ضَعيفةٌ، ومِن أجْلِ هذا قَوِيتْ بالصِّلةِ.
9- الغُنَّةُ:
ومَعْناها لُغةً: صَوتٌ له رَنينٌ في الخَيشومِ. واصْطِلاحًا: صَوتٌ لَذيذٌ مُركَّبٌ في جِسمِ النُّونِ والمِيمِ في كلِّ الأحْوالِ. وحَرْفَا صَوتِ الغُنَّةِ اثنان: المِيمُ والنُّونُ.
هذه كانت صِفاتِ الحُروفِ الَّتي ذكَرها عُلَماءُ التَّجْويدِ [418] يُنظَر: ((التحديد في الإتقان التجويد)) لأبي عمرو الداني (ص108)، ((التمهيد في علم التجويد)) لابن الجزري (ص86 وما بعدها)، ((نهاية القول المفيد)) لمحمد مكي الجريسي (ص 61-81)، ((العميد في علم التجويد)) لمحمود بن علي بسة (ص58 وما بعدها). .

انظر أيضا: