موسوعة اللغة العربية

المبحث الثالث: عِلمُ الأصْواتِ الفِيزيائيُّ (الأكوستيكيُّ)


يَتكوَّنُ الصَّوتُ مِنِ اهْتِزازاتٍ تَنْتقِلُ على شَكْلِ أمْواجٍ خِلالَ الهَواءِ لتَصِلَ إلى أذُنِ السَّامِعِ، وعِلمُ الأصْواتِ السَّمْعيُّ يَدرُسُ هذه الاهْتِزازاتِ، ولقد كان لتَقدُّمِ العُلومِ الطَّبيعيَّةِ بفُروعِها المُختلِفةِ فَضْلُ تَعْريفِ اللُّغويِّين بكَثيرٍ مِن خَواصِّ الأصْواتِ وطَبيعتِها؛ فهو عِلمٌ يَبحَثُ في حَرَكةِ الصَّوتِ وذَبْذَبَتِه ودَرَجتِه وشِدَّةِ اهْتِزازِه. ووَظيفتُه: دِراسةُ التَّرْكيبِ الطَّبيعيِّ للأصْواتِ، فهو يُحلِّلُ الذَّبْذَباتِ والمَوجاتِ الصَّوتيَّةَ المُنْتشِرةَ في الهواءِ بوَصْفِها ناتِجةً عن ذَبْذَباتِ ذرَّاتِ الهَواءِ في الجِهازِ النُّطْقيِّ. ولقد كان لتَقدُّمِ العُلومِ الطَّبيعيَّةِ بفُروعِها المُختلِفةِ فَضْلٌ في تَعْريفِ اللُّغويِّين بكَثيرٍ من خَواصِّ الأصْواتِ وطَبيعتِها [380] يُنظَر: ((علم الأصوات)) لكمال بشر (ص48)، ((المدخل إلى علم الأصوات)) لغانم قدوري (ص22)، ((دِراسة الصوت اللُّغوي)) لأحمد مختار عمر (ص20-21). .
وهذا الفَرعُ يُمثِّلُ الجِسرَ الرَّابِطَ بَينَ عِلمِ الأصْواتِ النُّطْقيِّ وعِلمِ الأصْواتِ السَّمْعيِّ، ومُعظَمُ مَباحِثِ هذا الفَرعِ لا تُهِمُّ المُشْتغِلَ بدِراسةِ أصْوات اللُّغةِ، ويَهتَمُّ به المُتخَصِّصون في عِلمِ الفِيزياءِ، والمُشتَغِلون بوَسائِلِ الاتِّصالاتِ.

انظر أيضا: