موسوعة اللغة العربية

المبحث الثَّالِثُ: عِلمُ اللُّغةِ التَّاريخيُّ


يقومُ هذا المنهَجُ على دراسةِ لُغةٍ محَدَّدةٍ عَبْرَ الزَّمَنِ للكَشفِ اللُّغَويِّ على المُستَوَياتِ الصَّوتيَّةِ والصَّرفيَّةِ والتركيبيَّةِ والدَّلاليَّةِ، ويعتَمِدُ المنهَجُ التاريخيُّ على المنهَجِ الوَصفيِّ الذى يأتي ممهِّدًا للدِّراسةِ التاريخيَّةِ؛ فعلى سبيلِ المثالِ يمكِنُنا تناوُلُ ظاهرةٍ لُغَويَّةٍ بالبَحثِ التاريخيِّ بَينَ العصرِ الجاهليِّ والعصرِ الإسلاميِّ "فَتْرَتَين متقارِبتَين"، أو بَينَ العَصرِ الجاهليِّ والعَصرِ الحديثِ (فَتْرَتَين متباعِدَتَين)، أو تناوُلُ الظَّاهِرةِ من العَصرِ الجاهِليِّ، مرورًا بكُلِّ العُصورِ التاليةِ له حتى العَصرِ الحديثِ "فتراتٌ متعاقِبةٌ"؛ فتأتي الدِّراسةُ الوصفيَّةُ بكُلِّ أبعادِها: "تحديدُ الزَّمَنِ، تحديدُ المكانِ، تحديدُ المُستوى، تحديدُ الظَّاهِرةِ اللُّغَويَّةِ، التزامُ المنهَجِ العِلميِّ وما يتطَلَّبُه من دقَّةٍ وموضوعيَّةٍ"؛ لإنجازِ وَصفِ الواقِعِ اللُّغَويِّ لكُلِّ عَصرٍ من العصورِ، ثمَّ يأتي بعد ذلك دورُ الدِّراسةِ التَّاريخيَّةِ التي ترصُدُ التغَيُّرَ اللُّغَويَّ. ويطمَحُ اللُّغَويُّون العَرَبُ المعاصِرون إلى إنجازِ مُعجَمٍ تاريخيٍّ للُّغةِ العَرَبيَّةِ يؤرِّخُ لألفاظِها على أساسٍ من الشَّواهِدِ المُوَثَّقةِ، وذلك بدءًا بأقدَمِ نَصٍّ وردت فيه الكَلِمةُ، حتى أحدَثِ استخدامٍ لها، كما في مُعجَمِ أكسفُورْد التَّاريخيِّ في اللُّغةِ الإنجليزيَّةِ [167] يُنظَر: ((العربية وعلم اللغة الحديث)) محمد محمد داود (ص: 97). .
ولْنَضْرِبْ لذلك مَثَلًا: في دراسةٍ حَولَ كَلِمةِ (المَغفِرة) باستخدامِ المنهَجِ التَّاريخيِّ، قام الباحِثُ بالخُطُواتِ الآتيةِ: البَدءُ بالدِّراسةِ الوَصفيَّةِ الكامِلةِ لاستعمالاتِها في العصرِ الجاهِليِّ من خلالِ نُصوصِ الشِّعرِ الجاهِليِّ وكذلك النَّثْرُ الجاهِليُّ، وتحديدُ الدَّلالاتِ الحِسِّيَّةِ والدَّلالاتِ المعنويَّةِ، ثمَّ تعيينُ أقدَمِ دَلالةٍ للكَلِمةِ من بَينِ الدَّلالاتِ الحِسِّيَّةِ، ثمَّ ملاحَظةُ العَلاقةِ بَينَ هذه الدَّلالةِ وبَينَ جميعِ الدَّلالاتِ الأُخرى للكَلِمةِ مع اعتبارِ الدَّلالاتِ الأكثَرِ شُيوعًا. وأسفَر بحثُ دلالةِ المَغفِرةِ عن تعيينِ أقدَمِ دَلالةٍ حِسِّيَّةٍ لدلالةِ المغفِرةِ، وهي السَّترُ والتَّغطيةُ، ثمَّ انتقل البَحثُ إلى العصرِ الإسلاميِّ والدِّراسةِ الوَصفيَّةِ الكامِلةِ للنُّصوصِ اللُّغَويَّةِ خِلالَ هذا العصرِ، وبخاصَّةٍ القُرآنُ الكريمُ والحديثُ النَّبَويُّ الشَّريفُ والشِّعرُ الإسلاميُّ، وتمَّ تحديدُ دَلالاتِ الكَلِمةِ من خلالِ تلك النُّصوصِ، وظهر من البَحثِ أنَّ معنى العَفوِ والصَّفحِ استقَرَّ وثبت بفضلِ شُيوعِ استعمالِه في القُرآنِ الكريمِ. ثمَّ أتى دَورُ الدِّراسةِ التَّاريخيَّةِ بالمقارَنةِ بَينَ دلالاتِ الكَلِمةِ في العَصرَينِ الجاهِليِّ والإسلاميِّ لرَصدِ التغَيُّرِ الدَّلاليِّ بكُلِّ وُجوهِه، وأسفَرَ البحثُ عن تعيينِ التغَيُّرِ الدَّلاليِّ للكَلِمةِ؛ حيثُ تحَوَّل معنى السَّترِ والتَّغطيةِ إلى معنى العَفوِ والصَّفحِ، وقد مهَّد المعنى القديمُ للدَّلالةِ الجديدةِ، ثمَّ امتَدَّ البحثُ بالكَلِمةِ إلى العربيَّةِ المعاصِرةِ [168] يُنظَر: ((المغفرة- دراسة دلالية)) محمد محمد داود، مجلة علوم اللغة، العدد الأول، المجلد الثالث، السنة الثالثة (ص: 155: 204). .
إنَّ الدِّراسةَ التَّاريخيَّةَ لا تقومُ إلَّا بعدَ الفراغِ من دراسةِ المراحِلِ المُختَلِفةِ التي مرَّ بها تاريخُ اللُّغةِ دراسةً وَصفيَّةً. ومن النَّظَرِ في هذه الدِّراساتِ الصَّوتيَّةِ للمراحِلِ يأتي تدوينُ تاريخِ هذه اللُّغةِ صوتيًّا وفونولوجيًّا ونحويًّا ومُعجَميًّا ودَلاليًّا [169] يُنظَر: ((علم اللغة مقدمة للقارئ العربي)) محمود السعران (ص: 198). . والمنهجُ التاريخيُّ يَدرُسُ اللُّغةَ دِراسةً طُوليَّةً، بمعنى أنَّه يَتبَعُ الظَّاهِرةَ اللُّغَويَّةَ في أماكِنَ متعَدِّدةٍ ليرى ما أصابها من التطَوُّرِ، محاولًا الوقوفَ على سرِّ هذا التطَوُّرِ وقوانينِه المختَلفةِ .. يقولُ ماريو باي: "إنَّ عِلمَ اللُّغةِ التَّاريخيَّ يتمَيَّزُ بفعاليَّةٍ مُستَمِرَّةٍ، فهو يدرُسُ اللُّغةَ من خلالِ تغيُّراتِها المختَلِفةِ" [170] نقلًا عن: ((المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي)) رمضان عبد التواب (ص: 196). . ويُعنى المنهَجُ التاريخيُّ في دراسةِ اللُّغاتِ بالتغَيُّرِ الدَّلاليِّ للُّغةِ ومراحِلِ تطَوُّرِ لغةٍ واحدةٍ أو مجموعةٍ من اللُّغاتِ عَبْرَ مَسيرتِها. ومن أهَمِّ الأسُسِ التي اعتَمَد عليها في التحليلِ مفهومُ الحَرَكةِ أو الفاعِليَّةُ المستَمِرَّةُ، بهَدفِ الكَشفِ عن الاتجاهاتِ المُختَلِفةِ في التغَيُّرِ اللُّغَويِّ من خلالِ الوصولِ إلى العوامِلِ التاريخيَّةِ التي ساعدت على التغَيُّرِ [171] نقلًا عن: ((منهج البحث اللغوي وعلم اللغة الحديث)) علي زوين (ص: 196). .
ويُعَدُّ (عِلمُ اللُّغةِ) أو (عِلمُ المعنى من الفروعِ الأساسيَّةِ في البحثِ اللُّغَويِّ التاريخيِّ، وبخاصَّةٍ ما يتعلَّقُ منه بالمفرَداتِ وأصولِها التاريخيَّةِ الاشتقاقيَّةِ، وتغيُّرِها الدَّلاليِّ، ويُعنى المنهَجُ بالمراحِلِ المختَلِفةِ من عُمُرِ اللُّغةِ المَعنيَّةِ [172] يُنظَر: ((المدارس اللسانية المعاصرة)) نعمان بو قرة (ص: 70). .
وبذلك يَبحَثُ عِلمُ اللُّغةِ التَّاريخيُّ تَطوُّرَ اللُّغةِ الواحِدةِ عبْرَ القُرونِ؛ فتاريخُ اللُّغةِ مِن جَوانِبِها الصَّوتيَّةِ والصَّرفيَّةِ والنَّحْويَّةِ والدَّلاليَّةِ يَدخُلُ في مَجالِ عِلمِ اللُّغةِ التَّاريخيِّ، وأطلق دي سُوسِير مُصطَلَحَ Linguistique Diachronique على البَحثِ اللُّغويِّ التَّاريخيِّ، وترجِعُ كَلِمةُ Diachronique إلى كلمة Dia- وتعني في اليُونانيَّةِ عَبْرَ، وكَلِمةُ Chronos وتعني في اليُونانيَّةِ: زَمَنًا [173] يُنظَر: ((علم اللغة العربية)) لمحمود فهمي حجازي (ص: 39). .
ودِراسةُ تَطوُّرِ النِّظامِ الصَّوتيِّ للعَربيَّةِ الفُصْحى دِراسةً صَوتيَّةً تاريخيَّةً، وتَطوُّرُ الأبِنْيةِ الصَّرفيَّةِ ووَسائِلِ تَكْوينِ المُفرَداتِ في العَربيَّةِ على مَدى القُرونِ- ممَّا يَدخُلُ في الدِّراسةِ الصَّرفيَّةِ التَّاريخيَّةِ، وتَطوُّرُ الجُملةِ الشَّرطيَّةِ أو جُملةِ الاسْتِفهامِ في العَربيَّةِ الفُصْحى ممَّا يَدخُلُ في الدِّراساتِ النَّحْويَّةِ التَّاريخيَّةِ، والمَعاجِمُ التَّاريخيَّةُ الَّتي يُسجِّلُ كلٌّ منها تاريخَ حَياةِ كلِّ كَلِمةٍ مِن كَلِماتِ اللُّغةِ مِن أقْدَمِ نَصٍّ جاءت به مُتتبِّعًا تَطوُّرَ دَلالتِها على مرِّ التَّاريخِ- تُعَدُّ أيضًا مِن عِلمِ اللُّغةِ التَّاريخيِّ. فالتَّاريخُ الصَّوتيُّ والصَّرفيُّ والنَّحْويُّ والمُعجَميُّ لأيِّ لُغةٍ مِنَ اللُّغاتِ يَدخُلُ في مَجالاتِ البَحْثِ اللُّغويِّ التَّاريخيِّ، والنَّحْوُ التَّاريخيُّ والمَعاجِمُ التَّاريخيَّةُ مِنَ الأرْكانِ الأساسيَّةِ في عِلمِ اللُّغةِ التَّاريخيِّ، ولا يَتناوَلُ تاريخُ اللُّغاتِ تَطوُّرَها البِنْيويَّ والمُعجَميَّ فحسْبُ، بل يَبحَثُ أيضًا تَطوُّرَها وحَياتَها في المُجْتمَعِ؛ فقَضيَّةُ انْتِشارِ لُغةٍ مِنَ اللُّغاتِ، والظُّروفُ الَّتي مَهَّدتْ لذلك، وأثَرُ ذلك في بِنْيةِ اللُّغةِ- تُعَدُّ مِن مَوضوعاتِ عِلمِ اللُّغةِ التَّاريخيِّ، وارْتِباطُ اللُّغةِ بوَظيفتِها أو بوَظائِفِها المُختلِفةِ في الجَماعةِ اللُّغويَّةِ يُؤثِّرُ بالضَّرورةِ في حَياةِ اللُّغةِ، فهناك فَرْقٌ كَبيرٌ بَينَ أنْ تكونَ اللُّغةُ لُغةَ جَماعةٍ مَحْدودةٍ، أو أنْ تكونَ اللُّغةَ الرَّسميَّةَ في دَولةٍ عُظْمى، أو أنْ تكونَ لُغةَ حَضارةٍ دَوليَّة. ودِراسةُ مُسْتوياتِ الاسْتِخدامِ اللُّغويِّ المُختلِفةِ في حَياةِ كلِّ لُغةٍ، وأثَرُ ذلك في بِنْيتِها، وأهمِّيَّتُها الحَضاريَّةُ، ومَكانتُها بَينَ اللُّغاتِ- ممَّا يَدخُلُ في إطارِ عِلمِ اللُّغةِ التَّاريخيِّ.
ويعتَمِدُ عِلمُ اللُّغةِ التَّاريخيُّ في دراستِه على الوثائِقِ الثَّابتةِ تاريخيًّا، وتظهَرُ هذه الوثائِقُ في عِدَّةِ أشكالٍ، مِثلُ النُّقوشِ المحفورةِ على الصُّخورِ والحِجارةِ، وعلى جوانِبِ الجبالِ، وفي الألواحِ الخشبيَّةِ أو الطِّينيَّةِ المحفورِ عليها بأدواتٍ رقيقةٍ، وفي ألواحِ الشَّمعِ، وفي أوراقِ البَرديِّ [174] يُنظَر: ((دراسات في علم اللغة الوصفي والتاريخي والمقارن)) صلاح حسنين (ص: 203)، ((أسس علم اللغة)) لأحمد مختار عمر (ص: 164). .
وعالمُ اللُّغةِ التَّاريخيُّ لا يستطيعُ الاعتمادَ على الكتابةِ فقط لتتَبُّعِ التطَوُّرِ الذي يطرأُ على اللُّغةِ؛ لسَبَبينِ هما:
1ــ أنَّ الصِّيغةَ المَكتوبةَ للُّغةِ تَقومُ بدَورٍ مُهِمٍّ في تَعطيلِ تَيَّارِ التَّغييرِ الَّذي يَلحَقُ لُغةَ الكَلامِ بسُرعةٍ، فلُغةُ الكَلامِ عُرضةٌ لتَغييراتٍ طَبيعيَّةٍ فِطريَّةٍ؛ لِبُعدِها عنِ المَركزِ، وتُعبِّرُ عن نفسِها بسُرعةٍ خِلالَ الزَّمنِ، وتَظهَرُ في شَكلِ لَهَجاتٍ عبرَ الزَّمانِ؛ فمَثلًا نَجدُ أنَّ صَوتَ الغَينِ يُعبَّرُ عنه في الإنجليزيَّةِ أسًّا بـ (gh)، أمَّا الآنَ فإنَّ هذا الصَّوتَ اختَفى مِن أصواتِ الإنجليزيِّ المُعاصِرِ؛ فإنَّه لا يَنطِقُه، أمَّا الكِتابةُ فما زالت تُرسَمُ في العُصورِ السَّحيقةِ منذُ القِدَمِ، مِثلُ كَلِمةِ: (Night).
2ــ أنَّ الكِتابةَ قد تَرمُزُ للصَّوتِ برَمزٍ يَختلِفُ عنِ الرَّمزِ الأصليِّ لِهذا الصَّوتِ، مِثلُ: C الَّتي تُنطَقُ كافًا في (Camel)، في حينِ أنَّ الرَّمزَ الأصليَّ للكافِ هو (k)؛ كما في (Milk)، والـ (Ph) في (Elephant) الَّتي تُنطَقُ فاءً في حين أنَّ الرَّمزَ الأساسيَّ له هو F، كما في (Familly)، بل إنَّ الكِتابةَ قد تُثبِتُ الحَرفَ ولكنَّه لا يُنطَقُ، ونُلاحِظُ ذلك في (أل) الشَّمسيَّةِ، مِثلُ: الشَّمس، وفي الألِفِ الَّتي تَلي واوَ الجَماعةِ في الأفعالِ، مِثلُ: كتَبوا وسافَروا، وقد يَحدُثُ العَكسُ، وهو أن يَميلَ النِّظامُ الكِتابيُّ إلى نُطقِ فَتحَةٍ طَويلةٍ، ولكنَّ الكِتابةَ لا تُثبِتُها، مِثلُ: هذا، وهذه، وطه، وعبد الرَّحمنِ [175] يُنظَر: ((في العربية ولهجاتها)) سعد مصلوح، مذكرة لطلاب كلية دار العلوم (ص: 13)، ((أسس علم اللغة)) لأحمد مختار عمر (ص: 61). .
لِهذا يَعتَمِدُ عالِمُ اللُّغةِ التَّاريخيُّ على المادَّةِ الحيَّةِ أيضًا، أي: على اللَّهَجاتِ المَنطوقةِ، ويَقومُ بجَمعِها جَمعًا عِلميًّا بمَنهَجٍ خاصٍّ يُعرَفُ باسمِ الجُغرافيا اللُّغويَّةِ، ويَقومُ بجَمعِ الصُّوَرِ النُّطقيَّةِ المُتنوِّعةِ على خَرائِطَ مُكوِّناتُها ما يُعرَفُ بالأطلَسِ اللُّغويِّ؛ لأنَّ دِراسةَ اللَّهَجاتِ تُعتبرُ أداةً تُوضِّحُ جَوانِبَ مِنَ التَّاريخِ اللُّغويِّ القَديمِ، أي: إنَّها وَسيلةٌ لفَهمِ الماضي) [176] يُنظَر: ((علم اللغة العربية ولهجاتها)) محمود فهمي حجازي (ص: 12). ، والباحِثُ في مَجالِ عِلمِ اللُّغةِ التَّاريخيِّ يَعتمِدُ على الأسُسِ الآتيةِ في تَحليلِ المادَّةِ اللُّغويَّةِ الحيَّةِ والمُدوَّنةِ:
1- مُقارَنةُ الظَّواهِرِ اللُّغويَّةِ المُرتبطةِ بتاريخِ حُدوثِها إنْ أمكَنَ ذلك، ومُلاحَظةُ تَغييرِ هذه الظَّاهِرةِ مِن وقتٍ لآخرَ
 2- عندَ افتِقادِ التَّحديدِ التَّاريخيِّ يُمكِنُ مُقارَنةُ المادَّةِ اللُّغويَّةِ المُتفرِّقةِ قَديمِها وحَديثِها، واستِنباطُ مَظاهِرِ التَّطوُّرِ ومَساراتِه خِلالَها بِناءً على الاجتِهادِ القائِمِ على أساسِ مَجموعةٍ مِنَ الاتِّجاهاتِ العامَّةِ الَّتي تَتحكَّمُ في التَّطوُّرِ اللُّغويِّ، ومِن هذه الاتِّجاهاتِ مَثلًا: الاتِّجاهُ إلى التَّخفيفِ في بعضِ الصِّيَغِ؛ بحيثُ يُمكِنُ الاستِنباطُ أنَّ الصِّيغةَ الخَفيفةَ أحدَثُ مِنَ اللَّهجةِ الَّتي تَتداوَلُ الصِّيغةَ الكامِلةَ، مِثلُ: رَكِبتُ الفَرسَ، ونَتيجَةً لهذا التَّخفيفِ قد تَتحوَّلُ الأفعالُ إلى أدَواتٍ، مِثلُ تَحوُّلِ الفِعلِ نَعِمَ إلى نِعْمَ، وكان التَّامَّةِ إلى كان النَّاقِصةِ [177] يُنظَر: ((مدخل إلى علم اللغة)) لخالد بن أحمد الأكوع (ص: 10- 12). .

انظر أيضا: