موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: عَلاقةُ عِلمِ اللُّغةِ بعِلمِ الاجْتِماعِ


تُعتَبَرُ عَلاقةُ اللُّغةِ بالمجتَمِعِ من المواضيعِ والقضايا الشَّائِقةِ في البحثِ والتَّحليلِ، حتَّى إنَّ هذه العَلاقةَ كانت وراءَ بَلْورةِ ما يُعرَفُ بعِلمِ اللُّغةِ الاجتِماعيِّ الذي (يَهدُفُ إلى دراسةِ عَلاقةِ اللُّغةِ بالمجتَمِعِ، واعتبارِها عَلاقةَ تأثيرٍ وتأثُّرٍ، بمعنًى آخَرَ: هو البحثُ في كيفيَّةِ تأثيرِ اللُّغةِ في المجتمَعِ، وكيف يؤثِّرُ هو فيها، على هذا الأساسِ يُعَرَّفُ عِلمُ اللُّغةِ الاجتماعيُّ على أنَّه: دراسةٌ للُّغةِ في علاقاتِها بالمجتَمَعِ) [74] يُنظَر: ((علم اللغة الاجتماعي)) هدسون، ترجمة د. محمود عياد (ص17). .
كما أنَّه (يَدرُسُ الطَّرائِقَ التي تتفاعَلُ بها اللُّغةُ مع المجتَمَعِ، والطَّرائِقَ التي تتغَيَّرُ بها البِنيةُ اللُّغَويَّةُ استجابةً لوظائِفِها الاجتماعيَّةِ، من خلالِ تحديدِ القوانينِ العامَّةِ التي تتحَكَّمُ في الاستِعمالِ الفِعليِّ للُّغةِ في مجتَمَعٍ مُعَيَّنٍ أو في جميعِ المُجتَمَعاتِ) [75] يُنظَر: ((أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة)) لنايف خرما (ص 170). .
و(يذكُرُ الباحِثُ عبدُ المُنعِمِ السَّيِّد أنَّ المُصطَلَحَ الفَرَنسيَّ (sociologie linguistique) قد نقَلَه فِنْدِريسُ سَنةَ 1937م في مقالِه الذي يتحَدَّثُ عن أستاذِه مايِيه، ودَورِه في صياغةِ عناصِرِ عِلمِ اللُّغةِ الاجتِماعيِّ) [76] يُنظَر: ((رؤى اللغويين الغربيين لجذور علم اللغة الاجتماعي)) عبد المنعم السيد أحمد جدامي، مجلة كلية دار العلوم (جامعة القاهرة) ع 58، يناير 2011 (ص: 320- 321). . (هذا المُصطَلَحُ -الذي وُسِم به الاتِّجاهُ المُوَجَّهُ لدراسةِ العَلاقةِ بَينَ اللُّغةِ والمُجتَمَعِ- لم يظهَرْ مُنفَرِدًا، بل ظهَرَت قَبْلَه ومعه مجموعةٌ من المُصطَلَحاتِ، والسَّبَبُ في ذلك أنَّ دراسةَ اللُّغةِ وعلاقتِها بالثَّقافةِ والمُجتَمَعِ حَقلٌ واسِعٌ عَريضٌ إلى أبعَدِ الحدودِ، وهذا الأمرُ ينفي أحقِّيَّةَ عِلمٍ واحِدٍ للقيامِ بهذه المسؤوليَّةِ، فظهرت علومٌ أُخرى أو فروعٌ أُخرى من العِلمِ تناولت هذا الموضوعَ بالنَّظَرِ والدَّرسِ تحتَ أسماءٍ مختَلِفةٍ، حمَلَت معها شيئًا من التَّشابُكِ والتَّداخُلِ في المُصطَلَحاتِ والمفهومِ؛ لأنَّها تعرَّضت لدِراسةِ الموضوعِ نَفسِه من زاويةٍ أُخرى على وَفقِ اهتماماتِ العِلمِ المُعيَّنِ ورِجالِه) [77] يُنظَر: ((اللسانيات الاجتماعية في الدراسات العربية الحديثة- التلقي والتمثلات)) لحسن كزار (ص: 16)، ((علم اللغة الاجتماعي - مدخل)) كمال بشر (ص: 41). .
ومما لا شكَّ فيه أنَّ اللُّغةَ ظاهِرةٌ اجْتِماعيَّةٌ، وكذلك ظاهِرةٌ حَضاريَّةٌ؛ ولِذا يَلتقي عِلمُ اللُّغةِ معَ العُلومِ الاجْتِماعيَّةِ المُختلِفةِ، وتُوجَدُ عِدَّةُ تَسْمياتٍ أُطْلِقتْ على جَوانِبِ اللِّقاءِ بَينَ عِلمِ اللُّغةِ وبَينَ العُلومِ الاجْتِماعيَّةِ في بَحْثِها للُّغةِ، وقد تَعدَّدتْ هذه التَّسْمياتُ بتَعدُّدِ أسْماءِ العُلومِ الاجْتِماعيَّةِ ومَدارسِها المُختلِفةِ، فهناك عَددٌ مِنَ المُقارَباتِ اللِّسانيَّةِ الأخرى الَّتي تَنْدرِجُ ضِمْنَ اللِّسانيَّاتِ العامَّةِ، نَذكُرُ منها، على سَبيلِ الخُصوصِ، اللِّسانيَّاتِ الاجْتِماعيَّةَ، أو عِلمَ الاجْتِماعِ اللُّغويَّ: sociology of language، أو عِلمَ اللُّغةِ الاجْتِماعيَّ: sociolinguistics، أو السوسيولِسانيَّاتِ، أو اللِّسانيَّةَ الاجْتِماعيَّةَ، أو عِلمَ اللُّغةِ الإثْنولوجيَّ: anthropological، أو عِلمَ اللُّغةِ الإنْثروبولوجيَّ: Anthropological linguistics، أو عِلمَ الإنْثروبولوجيا اللُّغويَّةِ: linguistic anthropology، وهي مُسمَّياتٌ اصْطِلاحيَّةٌ مُختلِفةٌ لعِلمٍ يَدرُسُ اللُّغةَ في ضَوءِ عِلمِ الاجْتِماعِ، أو يَربِطُ المَلْفوظَ اللُّغويَّ بسِياقِه التَّواصُليِّ والاجْتِماعيِّ والطَّبَقيِّ، ومَهْما تَعمَّقنا في الفَوارِقِ المَوجودةِ بَينَ اللِّسانيَّاتِ وعِلمِ الاجْتِماعِ اللُّغويِّ، فلا نَجدُ فَرْقًا كَبيرًا بينَهما؛ لأنَّ هَدَفَهما واحِدٌ يَتمثَّلُ في التَّواصُلِ والارْتِباطِ بالسِّياقِ الاجْتِماعيِّ، وأكْثَرُ مِن هذا تُصبِحُ اللُّغةُ حَدَثًا اجْتِماعيًّا بامْتِيازٍ؛ لِذا فاللِّسانيَّاتُ في الحَقيقةِ هي اللِّسانيَّاتُ الاجْتِماعيَّةُ، وليس مِن شَأنِنا هنا أنْ نَدخُلَ في اخْتِلافاتِ التَّسْمياتِ بَينَ العُلومِ الاجْتِماعيَّةِ المُتداخِلةِ، ويَكْفي أنْ نُشيرَ إلى جَوانِبِ اللِّقاءِ الكَثيرةِ بينَها وبَينَ عِلمِ اللُّغةِ [78] يُنظَر: ((أصول البنيوية في علم اللغة والدِّراسات الإثنولوجية)) لمحمود فهمي حجازي (ص: 365). .
فـ(لقد كان المُصَطلَحانِ (عِلمُ اللُّغةِ الاجتماعيُّ) و(عِلمُ الاجتماعِ اللُّغَويُّ) مدارَ جَدَلٍ بَينَ الباحِثين؛ فمنهم من يرى أنَّهما يَدُلَّان على مفهومٍ واحدٍ، ومنهم من يرى أنَّهما مختَلِفانِ في المفهومِ... ومن يُفَرِّقُ بينهما يستَنِدُ إلى أنَّ عِلمَ اللُّغةِ الاجتِماعيَّ يبحَثُ العَلاقاتِ المتبادَلةَ بَينَ اللُّغةِ والمُجتَمَعِ، وذلك في إطارِ وِجهاتِ نَظَرٍ لُغَويَّةٍ، في حينِ أنَّ عِلمَ الاجتماعِ اللُّغَويَّ يتَّخِذُ نُقطةَ انطلاقِه عِندَ تحديداتٍ اجتماعيَّةٍ، وفي الاتِّجاهينِ يُمكِنُ أن تُبحَثَ العَلاقاتُ المُتبادَلةُ بَينَ اللُّغةِ والمُجتَمَعِ، تبعًا لذلك من جانبِ اللُّغةِ ومن جانِبِ المُجتَمَعِ على حدٍّ سواءٍ) [79] يُنظَر: ((تطور علم اللغة)) جرهارد هلبش، ترجمه وقدم له: د. سعيد حسن بحيري (ص: 365). .
ويُفرِّقُ هِدْسِن بَينَ مفهومِ المُصطَلَحينِ من حيثُ إنَّ عِلمَ اللُّغةِ الاجتماعيَّ يتَّجِهُ إلى دراسةِ اللُّغةِ في علاقتِها بالمُجتَمَعِ، أمَّا عِلمُ الاجتماعِ اللُّغَويُّ فإنَّه يَدرُسُ المُجتَمَعَ في علاقتِه باللُّغةِ، ويُقَرِّرُ أنَّ الاختلافَ بَينَ العِلمَينِ ليس اختلافًا في العناصِرِ، وإنَّما هو (اختلافٌ في مِحوَرِ الاهتمامِ، ويُسنِدُ ذلك إلى الأهمِّيَّةِ التي يُولِيها الدَّارِسُ لِلُّغةِ أو للمُجتَمَعِ، وإلى مدى مهارتِه في تحليلِ البِنيةِ اللُّغَويَّةِ أو الاجتماعيَّةِ، وهنالك قدرٌ كبيرٌ من التَّطابُقِ بَينَ هذينِ العِلمَينِ، وقد يكونُ من غيرِ المُجْدي أن تحاوِلَ الفَصلَ بينَهما بطريقةٍ أكثَرَ وضوحًا ممَّا هو عليه حاليًّا؛ إذ يمكِنُ أن نُورِدَ مُعظَمَ ما يَرِدُ في هذا الكتابِ ضِمنَ كتابٍ في عِلمِ اجتماعِ اللُّغةِ، ومن ناحيةٍ أُخرى فإنَّ كتابًا في عِلمِ اجتماعِ اللُّغةِ لا بُدَّ أن يتضَمَّنَ قضايا لا تَرِدُ في كتابِنا هذا، وبخاصَّةٍ تلك التي تقَعُ في إطارِ ما يُعرَفُ بعِلمِ اجتِماعِ اللُّغةِ الشَّامِلِ (sociology of macro language) الذي يتناوَلُ عَلاقاتِ المُجتَمَعِ واللُّغةِ برُمَّتِها، وهو ما يُعَدُّ مجالًا هامًّا للدِّراسةِ من منظورِ عِلمِ الاجتماعِ والسِّياسةِ؛ لأنَّه يثيرُ قضايا، مِثلُ: أَثَرِ تعَدُّدِ اللُّغاتِ (multilingualism) على النُّموِّ الاقتصاديِّ) [80] يُنظَر: ((علم اللغة الاجتماعي)) هدسن، ترجمة: د. محمود عبد الغني عياد، مراجعة: د. عبد األمير األعسم (ص: 22- 23). .
والخُلاصةُ التي يؤكِّدُها (فُلوريان لُوكْماس) في كتابِه (دليلُ السُّوسِيولِسانيَّات) - فيما يخصُّ عَلاقةَ عِلمِ الاجتماعِ اللُّغَويِّ باللِّسانيَّاتِ الاجتماعيَّةِ- هي أنَّ انفِصالَ اللِّسانيَّاتِ الاجتِماعيَّةِ عن عِلمِ الاجتِماعِ اللُّغَويِّ -في أحوالٍ كثيرةٍ- مَظهَريٌّ، وليس جوهريًّا؛ إذ ليس هنالك خَطٌّ فاصِلٌ مُمَيِّزٌ وواضِحٌ بَينَ الاثنَينِ، وهناك مجالٌ واسِعٌ للاهتماماتِ المُشتَرَكةِ، وأيُّ تقسيمٍ صارمٍ بَينَ النِّطاقِ الواسِعِ (الماكْرو)، والمحدودِ (المِيكرو) سيكونُ مختلِفًا، وغيرَ ضروريٍّ في الوَضعِ المَعرفيِّ الحاليِّ، المُرتَبِطِ بالعَلاقاتِ المُتفاعِلةِ بَينَ البِنْياتِ اللُّغَويَّةِ والبِنْياتِ الاجتِماعيَّةِ؛ ولذا فإنَّ فَهْمَ اللُّغةِ سيبقى صادرًا عن الجِهَتينِ معًا [81] يُنظَر: ((دليل السوسيولسانيات)) فلوريان كولماس، ترجمة: د.خالد الأشهب، ود. ماجدولين النهيبي (ص 166- 176). .
ويُستفادُ من كلامِ هِدْسِن أنَّهما حَقلانِ في مَشغَلٍ واحدٍ، يتطابقانِ إلى دَرَجةٍ يمكِنُ عَدُّهما مترادِفَينِ، وبَينَهما عَلاقةٌ من نوعِ الشُّمولِ؛ فعِلمُ الاجتماعِ اللُّغَويُّ أشمَلُ من عِلمِ اللُّغةِ الاجتماعيِّ؛ ذلك لأنَّ عِلمَ الاجتماعِ اللُّغَويَّ يهتَمُّ بالنِّطاقِ الواسِعِ، وهو ما يُعَبَّرُ عنه بالمُصطَلَحِ (macro) الماكْرو، أمَّا عِلمُ اللُّغةِ الاجتِماعيُّ فيَهتَمُّ بالنِّطاقِ المحدودِ، وهو ما يُعَبَّرُ عنه بالمُصطَلَحِ (micro) المِيكرو، الذي يتَّجِهُ إلى تناوُلِ الظَّاهِرةِ اللُّغَويَّةِ ومعالجتِها من حيثُ علاقتُها بالسِّياقاتِ الاجتماعيَّةِ والثَّقافيَّةِ [82] يُنظَر: ((اللسانيات الاجتماعية في الدراسات العربية الحديثة- التلقي والتمثلات)) لحسن كزار (ص 18- 19)، ((علم االجتماع اللغوي)) علي شتا، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 1996م (33- 37). .
هذا، ولقد اسْتَفاد الباحِثون في العُلومِ الاجْتِماعيَّةِ مِن نَتائِجِ البَحْثِ اللُّغويِّ مِن عِدَّةِ جَوانِبَ؛ منْها: أنَّ اللُّغةَ أهمُّ مَظاهِرِ السُّلوكِ الاجْتِماعيِّ، وأوضَحُ سِماتِ الانْتِماءِ الاجْتِماعيِّ للفَردِ، وأفاد اللُّغويُّون كذلك مِنَ الدِّراساتِ الاجْتِماعيَّةِ؛ فدِراسةُ الألْفاظِ ودَلالاتِها على نَحْوٍ دَقيقٍ لا تَتمُّ إلَّا في إطارِها الاجْتِماعيِّ والحَضاريِّ، والتَّغيُّرُ اللُّغويُّ لا يُفسَّرُ تَفْسيرًا كامِلًا إلَّا في ضَوءِ الظُّروفِ الحَضاريَّةِ والاجْتِماعيَّةِ، وإلى جانِبِ هذا تُؤثِّرُ المَواقِفُ الاجْتِماعيَّةُ مِن مُسْتوياتِ اللُّغةِ في مَكانةِ هذه المُسْتوياتِ، وتُحدِّدُ مَسارَ التَّغيُّرِ فيها. هناك قَضايا لُغويَّةٌ كَثيرةٌ لا يُمكِنُ اتِّضاحُ مَعالِمِها الكامِلةِ إلَّا بالتَّعاوُنِ بَينَ الدِّراساتِ اللُّغويَّةِ والاجْتِماعيَّةِ والحَضاريَّةِ [83] يُنظَر: ((علم اللغة العربية)) لمحمود فهمي حجازي (ص: 51) وأشار إلى مَجْموعة البحوث المنشورة في: Dell hymes, language in culture and society, new york 1965. p.p glioli, language and social context penguin 1972. .
(ولَمَّا كان من الواضِحِ جِدًّا أنَّ اللُّغةَ ظاهِرةٌ اجتماعيَّةٌ ونظامٌ من العَلاقاتِ بَينَ علاماتِها ورُموزِها، مارَس هذا إلحاحًا على دراستِها بوصفِها الاجتماعيِّ، ودراسةِ نماذِجِها اللُّغَويَّةِ المعتَمَدةِ في كُلِّ مُجتَمَعٍ، ابتداءً من مرحلةِ جَمعِ المادَّةِ من المُجتَمَعِ الذي يتعَلَّمُها، والسُّلوكيَّاتِ التي يَتبَعُها المُجتَمَعُ في هذا الاستعمالِ، مرورًا بدراسةِ أسبابِ التَّغييرِ والتطَوُّرِ في نُظُمِ الاستعمالِ اللُّغَويِّ، وأثَرِ السُّلوكِ الاجتماعيِّ في هذه النُّظُمِ، وانتِهاءً بالأنظِمةِ والقوانينِ والضَّوابِطِ الخاصَّةِ بتعليمِ اللُّغةِ نُطقًا وكتابةً، ومعرفةِ مَوقِعِ اللُّغةِ من المؤَسَّساتِ التَّربويَّةِ الثَّقافيَّةِ والإعلاميَّةِ الرَّسميَّةِ وغيرِ الرَّسميَّةِ) [84] يُنظَر: ((اللسانيات الاجتماعية في الدراسات العربية الحديثة- التلقي والتمثلات)) حسن كزار (29)، ((دراسات في اللسانيات- ثمار التجربة)) هادي نهر (ص221). . وهذا قاد إلى نهوضِ اللِّسانيَّاتِ الاجتِماعيَّةِ؛ لتنشَغِلَ بمِنطَقةِ ارتباطِ اللُّغةِ بحَرَكاتِ المُجتَمَعِ، وتمارِسَ وظيفةَ رَصدِ اللُّغةِ في سياقِها الاجتِماعيِّ الذي تحدُثُ فيه مُبرِزةً لنشاطاتِ المُجتَمَعِ التفاعليَّةِ بَينَ اللُّغةِ والثَّقافةِ؛ إذ إنَّ السُّلوكَ اللُّغَويَّ والسُّلوكَ الاجتماعيَّ في حالةِ تفاعُلٍ دائِمٍ [85] يُنظَر: ((اللسانيات الاجتماعية في الدراسات العربية الحديثة- التلقي والتمثلات)) حسن كزار (29). ، هذا النَّظَرُ أوجدَتْه قناعةٌ مُفادُها أنَّه: (لا مَندوحةَ عن الالتفاتِ إلى الأثَرِ الاجتماعيِّ في السُّلوكِ اللُّغَويِّ؛ فالعوامِلُ الاجتماعيَّةُ بمنزلةِ الخلفيَّةِ التي يجِبُ الرُّجوعُ إليها لتحديدِ السِّياقاتِ للمعنى والكَلِمةِ، فنحن مخلوقاتٌ اجتماعيَّةٌ يُسهِمُ المُجتَمَعُ في تشكيلِ ذَواتِها وصَوغِها وَفْقَ المنظومةِ السَّائدةِ، وبالتالي يتخَلَّقُ سُلوكُنا تَبَعًا للمعيارِ الضَّابِطِ) [86] يُنظَر: ((اللسانيات الاجتماعية في الدراسات العربية الحديثة- التلقي والتمثلات)) حسن كزار (29)، ((اللغة والجنس))، حفريات لغوية في الذكورة والأنوثة، د. عيسى برهومة (ص44). .

انظر أيضا: