موسوعة اللغة العربية

المبحث الثَّاني: فسيولوجيا الأصْواتِ


إنَّ أوَّلَ ما نُدرِكُه مِنَ اللُّغةِ أصْواتٌ، أي: ظَواهِرُ يَدخُلُ البَحْثُ فيها في مَجالِ عِلمِ الطَّبيعةِ الفِيزياء (Physics)، ولكنَّ هذه الأصْواتَ تَصدُرُ نَتيجَةَ تَعاوُنِ طائِفةٍ مِن أعْضاءِ الجِسمِ الإنْسانيِّ؛ كالرِّئتَينِ، والحَنْجَرةِ، واللِّسانِ، والفمِ، والأنْفِ، والشَّفتَينِ، والأسْنانِ... إلخ، إذَنْ، فلِهذه الأصْواتِ أصْلٌ فِسيولوجيٌّ Physiologicl))، ولن يَتأتَّى تَوضيحُها وإدْراكُ حَقيقتِها إلَّا بدِراسةِ بعضِ العَلاقاتِ القائِمةِ بين أعْضاءِ الجِسمِ الإنْسانيِّ المُشترَكةِ في إحْداثِ الأصْواتِ اللُّغويَّةِ، أي: دون الاسْتِعانةِ بعِلمِ وَظائِفِ الأعْضاءِ (الفِسيولوجيا) ((Physiology، وبعِلمِ التَّشْريحِ ((Anatomy؛ فعِلمُ التَّشْريحِ والفِسيولوجيا يُفسِّرانِ آلِيَّةَ (Mechanism) الأعْضاءِ المُشْترِكةِ في تَكْوينِ الأصْواتِ.
ثمَّ إنَّ عِلمَ اللُّغةِ يَسْتَقي كَثيرًا مِنَ المَعْلوماتِ مِنَ الدِّراساتِ الباثولوجية ((Phathological في اضْطِراباتِ الكَلامِ ((Speech – Disorders، مِثلُ: الأفازيا (Aphasia)، وتَرجَمتُها: الحُبْسةُ أوِ العُقْلةُ [42] يُنظَر: ((علم اللغة مقدمة للقارئ العَربي)) لمحمود السعران (ص: 62). .

انظر أيضا: