موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّالثُ: مَوضوعاتُ الكِتابةِ


على الرَّغمِ مِن قِلَّةِ استِعمالِ العَرَبِ قَبلَ الإسلامِ للكِتابةِ، تَنَوَّعَت لَدَيهمُ الأغراضُ التي استَعمَلوا فيها الكِتابةَ؛ فعلى رَأسِ تلك الأغراضِ كِتابةُ النُّصوصِ الدِّينيَّةِ، فقد لَبَّتِ الكِتابةُ حاجةَ أهل الكِتابِ في تَدوينِ وحِفظِ كتُبهمُ المَقَدَّسةِ؛ كالتَّوراةِ والإنجيلِ.
كذلك استُعمِلَتِ الكِتابةُ في تَدوينِ العُهودِ والمَواثيقِ والأحلافِ التي تَجري بَينَ القَبائِل والجَماعاتِ، أو بَينَ الفَردِ والجَماعةِ، وكَذلك تَمَّ استِخدامُ الكِتابةِ في عَمَليَّاتِ البَيعِ والشِّراءِ وصُكوكِ التِّجارةِ وكِتابةِ الدُّيونِ والقُروضِ ونَحوها منَ المُعامَلاتِ التِّجاريَّةِ التي تَحفَظُ الحُقوقَ.
كذلك عُرِفَ استِخدامُ الكِتابةِ في الرَّسائِل بَينَ الأفرادِ، سواءٌ الشَّخصيَّةُ منها أو مُكاتَباتُ المُلوكِ والأُمَراءِ والرُّؤَساءِ، واستُعمِلَت كذلك في مُكاتَباتِ الرَّقيقِ، وفي النَّقشِ على الخاتَمِ الذي تُختَمُ به الرَّسائِلُ، وفي كِتابةِ أساطيرِ الأوَّلِينَ وذِكرِ أخبارِ السَّابِقينَ [392] يُنظر: ((مصادر الشعر الجاهلي)) لناصر الدين الأسد (ص: 61). .

انظر أيضا: