موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّاني: أسبابُه


1- اختِلافُ اللَّهَجاتِ العَربيَّةِ القَديمةِ: فمُعظَمُ ألفاظِ المُشتَرَكِ جاءَ نَتيجةَ اختِلافِ القَبائِل في استِعمالها، وعِندَما وُضِعَتِ المَعاجِمُ ضَمَّ أصحابُها المَعانيَ المُختَلفةَ للَّفِظِ الواحِدِ دونَ أن يُعْنَوا بنِسبةِ كُلِّ مَعنًى إلى القَبيلةِ التي كانت تَستَعمِلُه.
2- التطَوُّرُ الصَّوتيُّ الذي يَطرَأُ على بَعضِ أصَواتِ اللَّفظِ الأصليَّةِ من حَذفٍ أو زيادةٍ أو إبدالٍ، فيُصبِحُ هذا اللَّفظُ مُتَّحِدًا مع لَفظٍ آخَرَ يَختَلِفُ عنه في المَدلولِ؛ فقد طَرَأ -مَثَلًا- على لَفظةِ النَّغمةِ واحِدةِ (النَّغَمِ) تَطَوُّرٌ صَوتيٌّ بإبدالِ الغَينِ همزةً لتَقارُبِ المَخرَجِ، فقيلَ: (النَّأمةُ) بمَعنى: النَّغمةِ، وكَذلك بالنِّسبةِ لـ(جَذوةِ) و(جَثوةٍ) وغَيرِ ذلك.
3- انتِقالُ بَعضِ الألفاظِ من مَعناها الأصليِّ إلى مَعانٍ مَجازيَّةٍ أُخرى لعَلاقةٍ ما، ثُمَّ الإكثارُ منِ استِعمالِها حتى يُصبِحَ إطلاقُ اللَّفظِ مَجازًا في قوَّةِ استِخدامِه، ومن ذلك لَفظُ (العَينِ) -مَثَلًا- فإنَّه يُطلَقُ على العَينِ الباصِرةِ، وعلى العَينِ الجاريةِ، وعلى أفضَلِ الأشياءِ وأحسَنِها، وعلى النَّقدِ أوِ الفِضَّةِ.
4- العَوارِضُ التَّصريفيَّةُ التي تَطرَأُ على لَفظَينِ مُتَقارِبَينِ في صيغةٍ واحِدةٍ، فيَنشَأُ عنها تعَدُّدٌ في مَعنى هذه الصِّيغةِ، ومنَ الأمثِلةِ على هذا النَّوعِ منَ الاشتِراكِ لَفظُ (وجد) فيُقالُ: وجَدَ الشَّيءَ وُجودًا أو وِجْدانًا: إذا عَثَرَ عليه، ووَجَدَ عليه مَوجِدةً: إذا غَضِبَ، ووَجدَ به وَجْدًا: إذا أفنى نفسه في حُبِّه [306] يُنظر: ((فقه اللغة العربية وخصائصها)) لإميل بديع يعقوب (180-181). .

انظر أيضا: