موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الخامِسُ: التَّضادُّ في القُرآنِ الكريمِ


إنَّ الباحِثَ محَمَّد نور الدين المُنجد في كِتابِه ((التَّضادُّ في القُرآنِ بَينَ النَّظَريَّةِ والتَّطبيقِ)) قد تتبَّع ما ذَكرَه المُتَقَدِّمونَ من ألفاظِ الأضدادِ الوارِدةِ في القُرآنِ، وقامَ بدِراسةِ تلك الألفاظِ دِراسةً تَحليليَّةً كما جاءت في القُرآنِ الكريمِ، فحَلَّل ما يَزيدُ عن مِائةٍ وثَلاثينَ كَلِمةً قَرآنيَّةً مُستَنبَطةً من كُتُبِ الأضدادِ، اتَّبَع في ترتيبِها التَّرتيبَ الأبجَديَّ، ودَرَس كُلَّ لَفظٍ بمُفرَدِه، واتَّبَع المنهَجَ التَّاريخيَّ في ذلك، وانتهى إلى إبطالِ دَعوى التَّضادِّ في القُرآنِ.
وقد دَرَس لفظَ (حَنيفٍ)؛ إذ قال: إنَّ الكُتُبَ التي تتحَدَّثُ عن الأضدادِ ذَكَرت أنَّ لفظَ (الحَنيفِ) يدُلُّ على الشَّيءِ المائِلِ، وكذلك المستقيمُ، ثُمَّ بَعدَ ذلك ذكَر أنَّ هذا اللَّفظَ قد ورَد اثنَتَي عَشْرةَ مرَّةً في القُرآنِ الكريمِ، وفي جميعِ المواضِعِ جاء بمعنى الاستقامةِ، كقَولِه تَعالى: قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ [البقرة: 135] .
والباحِثُ سار على هذا النَّسَقِ فيما ذكَره جامِعو موادِّ الأضدادِ من ألفاظِ القُرآنِ، واستنتَجَ عَدَمَ وجودِ الأضدادِ في القُرآنِ الكريمِ، وهو ما نُرَجِّحُه [300] يُنظر في ذلك: ((البحر المحيط في التفسير)) لأبي حيان (1/635) (5/ 210)، ((التضاد في القرآن بين النظرية والتطبيق)) لمحمد نور الدين المنجد (127- 128)، ((محاضرات في مادة فقه اللغة)) الطيب رزقي (ص: 18- 19). .

انظر أيضا: