موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الرَّابعُ: شُروطُ التضادِّ


من شُروطِه: اتِّحادُ الكَلِمةِ ومُتَعَلِّقاتِها في المَعنيَينِ؛ لأنَّ أيَّ تَغييرٍ فيها أو في مُتَعَلِّقاتِها يُخرِجُها عن كونِها بذاتِها تَحتَمِلُ المَعنيَينِ المُتَضادَّينِ، فلا نَعُدُّ لذلك: "ظاهِرٌ عنكَ" بمَعنى: زائِلٍ، و"ظاهِرٌ عليكَ " بمَعنى: لازِمٍ؛ من كلماتِ الأضدادِ، كما أنَّه ليس منَ الأضدادِ كذلك: "راغ على" بمَعنى أقبَلَ، و"راغ عن" بمَعنى: ولَّى.
وقد صَرَّحَ أبو الطَّيبِ اللُّغَويُّ مَرَّةً بأنَّ شَرطَ الأضدادِ أن تَكونَ الكَلمةُ بعَينِها تُستَعمَلُ في مَعنَيينِ مُتَضادَّينِ، من غَيرِ تَغييرٍ يَدخُلُ عليها.
كما أنَّنا لا نَعُدُّ من كلماتِ الأضدادِ ما تَرَكَ اللُّغَويُّونَ العَربُ الاستِشهادَ على أحَدِ مَعنَييه؛ لأنَّه لم يَثبُتْ في كِلامِ العَرَبِ أنَّه استُعمِلَ بهذا المَعنى؛ مِثلَ قَولهم: "قَسَطَ" تَعني: عَدَلَ أو جارَ؛ فالمَعنى الأوَّلُ لا دَليلَ عليه، أمَّا الثَّاني فقد ورَدَ في قَولِه تَعالى: وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [الجن: 15] ، كذلك نَستَبعِدُ من كلماتِ الأضدادِ تلك التي صَحَّفَها اللُّغَويُّون أو حَرَّفوها [299] يُنظر: ((فصول في فقه العربية)) لرمضان عبد التواب (ص: 340، 341). .

انظر أيضا: