موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الرَّابعُ: الاشتِقاقُ الكُبَّارُ (ويُسمَّى النَّحتَ)


ومعنى الاشتِقاقِ الكُبَّارِ: أن نأخُذَ من كَلِمَتينِ أو أكثَرَ كَلِمةً جديدةً تُعطينا دَلالةً على معنى ما أخَذْناها منها.
وهذا الكَلِمةُ قد تكونُ اسمًا، كالبَسْمَلةِ (من قَولِكَ: باسمِ اللهِ)، ويمكِنُ أن نجِدَها فِعلًا كـ(حَمدَل) (من قَولِكَ: الحَمدُ للهِ)، وكذلك يمكِنُ أن تكونَ حَرفًا كـ(إنَّما) (مِن «إنَّ» و«ما»)، أو مُختَلطةً كـ(عَمَّا) (من «عَنْ» و«ما»).
وهناك بعضُ الباحِثين الذين أنكَروا اعتبارَ أنَّ النَّحتَ قِسمٌ من أقسامِ الاشتِقاقِ، وقَدَّموا لنا حُجَّتَهم، وهي أنَّ عُلَماءَ اللُّغةِ المتَقَدِّمين قد أنكَروه ولم يَعتَبِروه من أنواعِ الاشتِقاقِ، وقالوا: إنَّه يكونُ في أخْذِ كَلِمةٍ من كَلِمَتينِ أو أكثَرَ من ذلك، وذلك في حينِ أنَّ الاشتقاقَ يكونُ في أخذِ كَلِمةٍ من كَلِمةٍ. ونضيفُ على ذلك أنَّ عِلَّةَ الاشتقاقِ هي الإتيانُ بمعنًى جديٍد، أمَّا النَّحتُ فغايتُه الاختِصارُ لا غيرُ ذلك.
والنَّحتُ يأتي على أربَعةِ أنواعٍ:
أ-فِعليٌّ: وهو ما يُنحَتُ من الجُملةِ دَلالةً ومَعنًى على ما نُطِق به، وتعيينًا لِما تتضَمَّنُه، نَحوُ: «حَوقَلَ» (قال: لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ)، و «بَعَثَر» (أي: بَعَث وأثارَ).
ب-نِسبيٌّ: ومعناه أن نَنسُبَ شَخصًا أو فِعلًا ما أو شيئًا إلى اسمينِ، نَحوُ: «عَبشَميٌّ» و«تَعَبْشَمَ» في النِّسبةِ إلى «عَبدِ شَمسٍ».
ج- وصفيٌّ: وهو أن تَنحِتَ من كلمَتَينِ كَلِمةً تَدُلُّ على صِفةٍ بمَعناها أو بأشَدَّ من هذا المَعنى، نَحو: «صَهْصَلِق»؛ منَ «الصَّهيل»، وهو صَوتُ الحِصانِ، و«الصَّلْقِ» وهو الشَّديدُ القَويُّ.
د- اسميٌّ: وهو أن تَنحِتَ من كلمَتَينِ اسمًا، نَحوُ: «جُلْمود» (مِن جَلدَ وجَمُدَ) [196] يُنظر: تقديم عبد السلام هارون لكتاب ((الاشتقاق)) لابن دريد (ص: 28)، ((في أصول النحو)) لسعيد الأفغاني (ص: 134)، ((موسوعة النحو والصرف والإعراب)) لإميل يعقوب (ص: 92). .
وسنُبَيِّنُ كُلَّ ما يتعَلَّقُ بظاهرةِ النَّحتِ في الفَصلِ القادِمِ إن شاء اللهُ تعالى.

انظر أيضا: