موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّالثُ: أصلُ الاشتِقاقِ ومَدارُه


اختَلـَفَ العُلَماءُ فـي أصلِ الاشتِقاقِ ومَدارِه؛ فأمَّا مَدارُ الاشتِقاقِ: فقد ذَهبَـت طائِفةٌ منهـم إلى أنَّ الكَلِـمَ بَعضُـه مُشتَـقٌّ وبَعضُـه غَيـرُ مُشتَـقٍّ، وذَهبَت طائِفةٌ مُـن مُتَأخِّري عُلَماءِ فِقْهِ اللُّغةِ إلـى أنَّ الكَلِمَ كُلُّه مُشتَـقٌّ، وقَـدَ نُسِـبَ هـذا المِـذَهـبُ إلـى الـزَّجَّـاجِ، وقال بَعضُـهـم: إنَّ سِيبَوَيـهِ كان يـرى ذلك، وزَعَـمَ قومٌ من أهل النَّظَرِ أنَّ بَعضَ الكَلِمِ مُشتَقٌّ وبَعضُه غَيـرُ مُشتَـقٍّ [168] يُنظر: ((المزهر في علوم اللغة وأنواعها)) للسيوطي (1/267). ، وهـو ما ذَهـب إليه أغلَبُ المُؤَلِّفينَ في اللُّغةِ [169] يُنظر: ((من ذخائر ابن مالك في اللغة مسألة من كلام الإمام ابن مالك في الاشتقاق)) لابن مالك (ص: 317). .
كما اختَلَفَ العُلَماءُ في أصلِ الاشتِقـاقِ؛ فذَهـبَ البَصَريُّـونَ إلى أنَّ المَصدَرَ هـو أصـلُ الاشتِقاقِ، وأنَّ الفِعـلَ مُشتَقٌّ منه، وذَهبَ الكوفيُّـونَ إلـى عَكـسِ ذلك، وقَـدَ اعتَمَـدَ كُـلٌّ منهمُـا حُجَجًا -أكثَرُهـا مَنطِقيٌّ- لتَأييدِ وِجْهـةِ نَظَرِه، وقَـدَ أورَد أبـو البَركاتِ بـنُ الأنباريِّ هذه الحُجَجَ مُفَصَّلةً في كِتابِـه ((الإنصافُ في مَسائِـل الخِـلافِ بَينَ النَّحويِّينَ البَصريِّيـنَ والكُوفيِّيـنَ))، يَطولُ المَقامُ بذِكْرِها هنا [170] يُنظر: ((الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين)) لأبي البركات الأنباري (1/ 190-193). .

انظر أيضا: