موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الأوَّلُ: الاشتِقاقُ لُغةً واصطِلاحًا


أ- لُغةً: أخذُ شَيءٍ من شَيءٍ. اشتَقَّ الشَّيءَ: أخذَ شِقَّه، واشتَقَّ الكَلمةَ منَ الكَلمةِ: أخرَجَها منها، نَحوُ: اشتِقاقِ ضَربَ منَ الضَّربِ. قال ابنُ مَنظورٍ في لسانِ العَربِ: (اشتِقاقُ الشَّيءِ: بُنيانُه منَ المُرتَجَلِ، واشتِقاقُ الكَلامِ: الأخذُ به يَمينًا وشِمالًا، واشتِقاقُ الحَرفِ منَ الحَرفِ: أخذُه منه) [164] ((لسان العرب)) لابن منظور (10/ 184)، يُنظر: ((العين)) للخليل (5/ 8)، ((تهذيب اللغة)) للأزهري (8/ 205). .
ب- اصطِلاحًا: هو أخذُ صيغةٍ من أُخرى مع اتِّفاقِهما مَعنًى ومادَّةً أصليَّةً، وهيئةَ تَركيبٍ لها؛ ليَدُلَّ بالثَّانيةِ على مَعنى الأصل بزيادةٍ مُفيدةٍ؛ لأجْلِها اختَلَفا حُروفًا أو هيئةً، كـ(ضارِبٍ مِن ضَربَ، وحَذِرٍ مِن حَذِرَ) [165] ((المزهر في علوم اللغة وأنواعها)) للسيوطي (1/ 275). .
وعَرَّفَه العُكبَريُّ وبَيَّنَ فرعَه وأصلَه بقَولِه: (الاشتِقاقُ: اقتِطاعُ فرعٍ من أصلٍ يَدورُ في تَصاريفِه على الأصلِ؛ فقد تَضَمَّنَ هذا الحَدُّ مَعنى الاشتِقاقِ، ولَزِمَ منه التَّعَرُّضُ للفَرعِ والأصلِ.
وأمَّا الفَرعُ والأصلُ: فهما في هذه الصِّناعةِ غَيرُهما في صِناعةِ الأقيِسَةِ الفِقْهيَّةِ؛ فالأصلُ هاهنا يُرادُ به الحُروفُ المَوضوعةُ على المَعنى وضَعًا أوَّليًّا، والفَرعُ لَفظٌ توجَدُ فيه تلك الحُروفُ مع نَوعِ تَغييرٍ يَنضَمُّ إليه مَعنًى زائِدٌ على الأصلِ، والمِثالُ في ذلك (الضَّرب) مَثَلًا؛ فإنَّه اسمٌ مَوضوعٌ على الحَرَكةِ المَعلومةِ المُسَمَّاةِ ضَرْبًا، ولا يَدُلُّ لَفظُ الضَّربِ على أكثَرَ من ذلك، فأمَّا ضَربَ، ويَضرِبُ، وضارِبٌ، ومَضروبٌ؛ ففيها حُروفُ الأصلِ، وهيَ الضَّادُّ والرَّاءُ والباءُ، وزياداتٌ لَفظيَّةٌ لَزِمَ من مَجموعِها الدَّلالةُ على مَعنى الضَّربِ ومَعنًى آخَرَ، وإذا تَقَرَّرَ هذا المَعنى جِئنا إلى مَسألةِ المَصدَرِ) [166] ((التبيين عن مذاهب النحويين)) للعكبري (ص: 144). .

انظر أيضا: