موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّاني: إثباتُ القيمةِ التَّعبيريَّةِ للصَّوتِ


هناكَ ما يُسَمَّى بالصَّوتِ البَسيطِ، وهو حَرفٌ واحِدٌ (جُزءٌ من كَلِمةِ)، وهو صَوتٌ يَقَعُ في الكَلِمةِ، سواءٌ في البِدايةِ أوِ الوسَطِ أوِ النِّهايةِ، ومن أمثِلةِ ذلك [140] يُنظر: ((دراسات في فقه اللغة)) لصبحي الصالح (ص: 142: 144). :
أ) في أوَّلِ الكَلمةِ: سَعِد وصَعِد، "سعد" يَدُلُّ على الارتِقاءِ غَيرِ المَحسوسِ، وجَعلوا السِّينَ لضَعفِها لِما لا يَظهرُ ولا يُشاهَدُ حِسًّا، و"صَعِد" يَدُلُّ على الارتِقاءِ المَحسوسِ، وجَعلوا الصَّادَ؛ لأنَّها أقوى لِما فيه أثَرٌ مُشاهَدَ يُرى، ثُمَّ: خَضَم وقَضَم، "خَضَم" (لأكْلِ الرَّطْبِ كالقِـثَّاءِ) و"قَضَم" (لأكْلِ الصُّلبِ اليابِسِ كالشَّعيرِ).
ب) في وسَطِ الكَلمةِ: التَّاء، والطَّاء، والدَّال، في تَركيبِ (ق ت د) و(ق ط د) و(ق د ر)؛ فالتَّاءُ خافيةٌ مُستَفِلةٌ (منَ السُّفل)، والطَّاءُ ساميةٌ مُتَصَعِّدةٌ، ثُمَّ من كلمةِ "وسيلةٍ" (ليس فيها مَعنى أن يَكونَ شَيءٌ جُزءًا من آخَرَ) و"وصيلةً" (فيها مَعنى التَّرابُطِ).
ج) في آخِرِ الكَلمةِ: نَضَح ونَضَخ، "نَضَح" (للماءِ الضَّعيفِ) و"نَضَخ" (للماءِ الغَزير)؛ قال اللهُ سُبحانَه: فِيْهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ [الرحمن: 66]، فجَعَلوا الحاءَ لرِقَّتِها للضَّعيفِ، والخاءَ لغِلَظِها لِما هو أقوى منه، ومن ذلك: الخَذا (استِرخاءُ الأذُنِ = عَيبٌ بَسيطٌ حِسِّيٌّ)، وأصلُ ألفِها واوٌ، والخذاءةُ (الخُضوعُ = عَيبٌ شَديدٌ مَعنَويٌّ).
د) ومن أمثِلَتِه في تَجميعِ الحُروفِ وضَمِّ بَعضِها إلى بَعضٍ: بَحثَ= ب (خَفقة الكَفِّ على الأرضِ) + ح (تُشبِه مَخالِبَ الأسَدِ وبِراثِنَ الذِّئْبِ) + ث (النَّفثُ في التُّرابِ).
هـ) تَقارُبُ مَعاني الكَلماتِ التي تَحوي حَرفًا ما: فالفاءُ مع أحَدِ الحُروفِ التَّاليةِ: (د - ت - ط - ر - ل - نَ) تَدُلُّ على الوَهْنِ والضَّعْفِ: تَلِفَ: هلَكَ وعَطِبَ - دَلَف: مَشى رُوَيدًا - دالِف: كبيرٌ ضَعيفُ - دَنِف: مَرِضَ واشتَدَّ مَرَضُه - فَتَر: لانَ بَعدَ شِدَّةِ - طَفْلٌ: رَخْصٌ ناعِمٌ [141] يُنظر: ((دراسات في فقه اللغة)) لصبحي صالح (ص: 149). .

انظر أيضا: