موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الأوَّلُ: الفَرقُ بَينَ فِقْهِ اللُّغةِ وعِلمِ اللُّغةِ قَديمًا


يُعَدُّ مُصطَلَحُ "فِقْه اللُّغةِ" أقدم ظُهورًا، وأوسع انتشارا عِندَ القُدامى من مُصطَلَحِ "عِلمِ اللُّغةِ"؛ حيث إنَّه أوَّلَ ما ظَهرَ في هذا المَجالِ من خِلال كِتابِ ابنِ فارِس (المُتَوفَّى 395 هـ): ((الصَّاحِبي في فِقْه اللُّغةِ وسَنَنِ العَرَبِ في كِلامِها))، وكَذلك كِتابُ الثَّعالبيِّ (المُتَوفَّى: 429 هـ): ((فِقْهُ اللُّغةِ وأسرارُ العَرَبيَّةِ))، وقد ذكر الكِتابانِ كثيرًا من مواضيع اللُّغةِ العَرَبيَّةِ ومميزاتها.
أمَّا مُصطَلَحُ "عِلمِ اللُّغةِ" فظهوره تأخر إلى أنْ كَتَبَ السُّيوطيُّ كِتابَه ((المُزهِر في عُلومِ اللُّغةِ العَربيَّةِ وأنواعِها)). وبالتأمل في كِتابِ ((المُزهِر)) نعرف أنَّ السُّيوطيَّ جَمعَ فيه مَوضوعاتِ من سبَقَه في اللُّغةِ العَربيَّةِ وفِقْهِها وعُلومِها بدونَ تَفريقٍ بَينَ المُصطَلَحَينِ.
وكَذلك كُلُّ من كَتَب من عُلَماءِ اللُّغةِ قَديمًا في قَضايا اللُّغةِ العَربيَّةِ وعُلومِها، مِثلُ: ابنِ جِنِّي، والخَفاجيِّ، والحَريريِّ، وغَيرِهم؛ لم يَكونوا يُفرِّقونَ بَينَ مَفهومِ العِبارَتَينِ: عِلمِ اللُّغةِ وفِقْهِ اللُّغةِ، مع العلم أن مصطلح علم اللغة قديمًا يختلف عن مصطلح علم اللغة الحديث [45] يُنظر: ((موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة)) المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية (ص: 506)، ((فصول في فقه اللغة)) لرمضان عبد  التواب (ص: 13). .

انظر أيضا: