موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثَّاني: اللَّونُ الآخَرُ مِنَ التَّطريزِ


هو: "أنْ يَبتدِئَ الشَّاعرُ بذكْرِ جُمَلٍ مِنَ الذَّواتِ غيرِ مُفصَّلةٍ، ثمَّ يُخبِرَ عنها بصِفةٍ واحِدةٍ مِنَ الصِّفاتِ مُكرَّرةً بحسَبِ تَعدادِ جُملِ تلك الذَّواتِ؛ تَعدادَ تَكرارٍ واتِّحادٍ، لا تَعدادَ تَغايُرٍ".
فمنه قولُ ابنِ الرُّوميِّ: الوافر
أمورُكمُ بَني خاقانَ عِندي
عُجابٌ في عُجابٍ في عُجابِ
قُرونٌ في رُؤوسٍ في وُجوهٍ
صِلابٌ في صِلابٍ في صِلابِ
فذكَر الشَّاعرُ هنا القُرونَ والرُّؤوسَ والوُجوهَ، وهِي ثَلاثةُ أشْياءَ مُفصَّلةٍ، ثمَّ أخْبَر عنها بصِفةٍ واحِدةٍ، وهِي أنَّها صُلْبةٌ، غيرَ أنَّه كرَّر تلك الصِّفةَ بعدَدِ الأمورِ المَذْكورةِ.
ومنه قولُ الشَّاعِرِ: الوافر
وتَسْقيني وتَشرَبُ مِن رَحيقٍ
خَليقٍ أنْ يُشَبَّهَ بالخَلوقِ
كأنَّ الكأسَ في يدِها وفيها
عَقيقٌ في عَقيقٍ في عَقيقِ
فصوَّر الشَّاعرُ ثَلاثةَ أمورٍ -وهِي الكأسُ، ويدُ المَحْبوبةِ، وفمُها- بالعَقيقِ، غيرَ أنَّه كرَّر ذلك المُشبَّهَ به بعدَدِ تلك المُشبَّهاتِ، وهِي ثَلاثةٌ [491] ينظر: ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (7/ 148)، ((أنوار الربيع في أنواع البديع)) لابن معصوم المدني (5/343). .

انظر أيضا: