موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: ردُّ العَجُزِ على الصَّدرِ في النَّثرِ


وهُو: "أنْ يُجعَلَ أحدُ اللَّفظَينِ المُكرَّرَينِ -سَواءٌ اتَّفقا في اللَّفظِ والمَعْنى، أو تَشابَها في اللَّفظِ دُونَ المَعْنى، أو كان يَجْمعُهما الاشْتِقاقُ أو شِبْهُه- في أوَّلِ الفِقرةِ، واللَّفظُ الآخَرُ في آخِرِها".
وقد ظهَر مِنَ التَّعريفِ أنَّ ردَّ العجُزِ على الصَّدرِ في النَّثرِ يَنْقسِمُ أرْبعةَ أقْسامٍ:
1- أنْ يكونا مُكرَّرَينِ:
كقَولِه تعالى: وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ [الأحزاب: 37] ؛ فقد تَكرَّرَ الفِعلُ: "تَخْشى" في أوَّلِ الجُملةِ الأُولى، وفي آخِرِ الجُملةِ الثَّانيةِ.
2- أنْ يَكونا مُتَجانِسَينِ:
كقولِك: "سائِلُ اللَّئيمِ يَرجِعُ ودَمعُه سائِلٌ"؛ فكَلمةُ "سائِل" المُكرَّرةُ في الجُملةِ تَكرَّرتْ بما يُحدِثُ جِناسًا تامًّا، معَ اخْتِلافِ المَعْنى بينَهما؛ فكَلمةُ "سائِل" الأُولى اسمُ فاعِلٍ مِن "سأل"، فالهَمْزةُ فيها أصْليَّةٌ، وهِي مِنَ السُّؤالِ، والثَّانيةُ مِن "سال يَسيلُ"، والهَمْزةُ مُنْقلِبةٌ عنِ الياءِ. والمَعْنى: الَّذي يَسألُ اللَّئيمَ يُرجِعُه ودَمعُه يَسيلُ.
3- أنْ يَجْمعَهما اشْتِقاقٌ:
كقَولِه تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا [نوح: 10] ؛ حيثُ جاء في الجُملةِ الأُولى الأمرُ مِنَ الفِعلِ السُّداسيِّ: اسْتغفَرَ، ثمَّ جاء في آخِرِ الآيةِ صِيغةُ المُبالَغةِ مِنَ الفِعلِ "غفَر"، وهُو الفِعلُ المُجرَّدُ لِهذا الفِعلِ السُّداسيِّ، فاشْتَركا في أصْلِ الفِعلِ.
4- أن يَجْمعَهما شِبْهُ اشْتِقاقٍ:
كقَولِه تعالى: قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ [الشعراء: 168] ؛ فكَلمةُ "قال" الأُولى تُخالِفُ كَلمةَ "القالِينَ" في الاشْتِقاقِ؛ فإنَّ الأُولى مِن "ق و ل"، والأُخْرى مِن "ق ل ي"، غيرَ أنَّ تَكرُّرَ كَلمةِ "قال" في المَوضِعَينِ أوْهَمتْ أنَّ بينَهما اشْتِقاقًا [479] ينظر: ((أنوار الربيع في أنواع البديع)) لابن معصوم المدني (3/94). .

انظر أيضا: