موسوعة اللغة العربية

المَسألة الأولى: الأسماءُ المُلازِمةُ للبِناءِ


1- الضَّمائرُ: (وسبق الحديثُ عنها في بابِ النَّكِرةِ والمَعرِفةِ).
2- أسماءُ الإشارةِ: (سبق الحديثُ عنها في بابِ النَّكِرةِ والمَعرِفةِ).
3- الأسماءُ الموصولةُ: (سبق الحديثُ عنها في بابِ النَّكِرةِ والمَعرِفةِ).
4- أسماءُ الشرطِ: وهي: (مَنْ، ومَا، وأَيْنَ، ومَتَى، وأَيُّ، وأَنَّى، وحَيْثُمَا، ومَهْمَا).
مثل: مَنْ يَأتِنِي أُكْرِمْهُ، ما تفْعَلْ تَجِدْ، أينَ تَذهَبْ يَرَكَ اللهُ، متى تَتُبْ يَقبَلِ اللهُ تَوبَتَك، وقَولِه تعالى: أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ [النساء: 78] ، وقَولِه سُبحانَه: وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ [الأعراف: 132] .
فإنَّ اسْمَا الشرطِ (مَن) و(مهْما): مَبْنيَّانِ على السُّكونِ في مَحَلِّ رَفعٍ مُبتَدَأٌ. واسمُ الشَّرطِ (ما): مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحلِّ نصْبٍ مفعولٌ به. واسْمَا الشَّرطِ (أين) و(أينما): مَبْنيَّانِ في مَحلِّ نصْبٍ ظرْفُ مكانٍ. واسمُ الشَّرطِ (متى): مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحلِّ نصْبٍ ظَرفُ زَمانٍ.
5- أسماءُ الاستفهامِ: وهي: (مَنْ) للعاقِلِ، و(ما، وماذا) لغيرِ العاقلِ، و(متى، وأيَّانَ) للزَّمانِ، و(أَينَ) للمكانِ، و(كيفَ) للحالِ، و(أنَّى) للزَّمانِ بمعنى: كيف، و(كمْ) للكَمِّيةِ والعَدَدِ، بخلافِ (أيٍّ)؛ فإنها مُعْرَبةٌ لا مَبْنيَّةٌ.
تَقولُ: مَن الطارقُ؟ ما الذي في يدِك؟ متى تذهبُ إلى المدرسةِ؟ أين تقعُ مُحافظةُ القاهرةِ؟
فـ(مَن): اسمُ استِفهامٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ رَفعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ. و(ما): اسمُ استِفهامٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ رَفعٍ مُبتَدَأٌ. و(متى) اسمُ استِفهامٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحلِّ نصْبٍ ظرفُ زمانٍ. و(أين) اسمُ استِفهامٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ في مَحلِّ نصْبٍ ظَرفُ مكانٍ.
6- أَسماءُ الكنايةِ: وهي ألفاظٌ مُبْهمَةٌ يُكنَّى بها عن مُبهَمٍ؛ من العَدَدِ، أو الحديثِ، أو الفِعْلِ. وهي (كَم الخَبَريَّة والاستفهاميَّة، وكذا، وكأيِّنْ، وكيْتَ، وذَيتَ).
أمَّا (كم) الخَبَريَّة فيُكنَّى بها عن عددٍ كثيرٍ على جِهة الإخبارِ؛ تَقولُ: كمْ كتابٍ قرأتُ! تريدُ: قرأتُ الكثيرَ. (كم): اسمٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحلِّ نصْبٍ مفْعولٌ به.
وأمَّا (كم) الاستِفهاميَّةُ فيُكنَّى بها عن عَدَدٍ مُبهَمٍ يُرادُ تعيينُه؛ تَقولُ: كمْ تحتاجُ مِن المالِ؟ (كم): اسم مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحلِّ نصْبٍ مفعولٌ به.
وأمَّا (كذا) فيُكنَّى بها عن عددٍ، أو قولٍ، أو فِعل مُبْهَمٍ؛ تَقولُ: قلْتُ كذا، وفعَلْتُ كذا، وقرأتُ كذا وكذا كتابًا. وأصلُها الكافُ واسمُ الإشارة (ذا)، والغالِبُ فيها أن تُستَعمَلَ مكرَّرةً بالعَطفِ، تَقولُ: قلتُ كذا وكذا، وفعلتُ كذا وكذا، ويقِلُّ استعمالها مُفرَدةً. تَقولُ: قرأتُ كذا كتابًا. (كذا) اسم مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحلِّ نصْبٍ مفعولٌ به. و(كتابًا) تمييزٌ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
و(كأيِّنْ) مِثلُ (كمْ) الخبريةِ معنًى، نَحوُ قَولِه تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ [آل عمران: 146] ، ونحوُ: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ [يوسف: 105] . (كأَيِّن): اسمٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ رَفعٍ مُبتَدَأٌ.
وهي في الأصلِ مُركَّبةٌ من كافِ التَّشبيهِ و(أيٍّ)، ولأنَّ التنوينَ قد صار جزءًا من تركيبِها كُتبتْ بالنُّونِ. فهي الآن كَلِمةٌ واحدةٌ.
وأمَّا (كَيْتَ) و(ذَيْتَ) فيُكنَّى بهما عن الجُملةِ قولًا أو فِعلًا؛ تَقولُ: قلْتُ كَيْتَ وكَيْتَ، وفعلْتُ كَيتَ وكَيتَ، وقلْتُ ذَيْتَ وذَيْتَ، وفعلْتُ ذَيْتَ وذَيْتَ. كان من الأمرِ ذَيْتَ وذَيْتَ
كَيْتَ وكَيْتَ.
ويكونُ إعرابُهما: (كَيْتَ وكَيْتَ / ذَيْتَ وذَيْتَ) مَبْنيٌّ على فتْحِ الجزأينِ في مَحَلِّ رَفعٍ، أو نصبٍ، أو جَرٍّ، حَسَبَ الموقِعِ في الجُملةِ.
ولا تُستعملانِ إلا مكرَّرتيِن، بالعَطفِ كالأمثلةِ، أو بغيرِ العَطفِ، فتَقولُ: كَيْتَ كَيْتَ، وذَيْتَ ذَيْتَ يُنظَر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (3/ 165)، ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (4/ 1704). .
7- أَسماءُ الأفعالِ: وهي أسماءٌ لها معاني الأفعالِ وتعمَلُ عَمَلَها، لكِنْ لا تقْبَلُ شيئًا من علاماتِها.
وتنقَسِمُ إلى:
أ- اسمُ فعلٍ ماضٍ، نَحوُ: «هيْهاتَ»، بمعنى: «بَعُدَ»، و«شَتَّانَ» بمعنى «افترقَ». مِثْلُ قَولِه تعالى: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ [المؤمنون: 36] ، أي: بَعُد ما تُوعَدون. وتَقولُ: شتَّانَ بين العِلمِ والجَهلِ. (هيهات): اسمُ فعلٍ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ، لا محَلَّ له مِنَ الإعرابِ. (شتَّانَ): اسمُ فعلٍ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ لا محَلَّ له مِنَ الإعرابِ.
ب- اسمُ فِعلِ أمرٍ، نَحوُ: «صَهْ»، بمعنى: «اسكُتْ»، و«عليكَ»، بمعنى «الزَمْ». تَقولُ: صهْ عن هذا الهُراءِ، أي: اسكُتْ عنه. و(صَهْ): اسمُ فِعلِ أمرٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ، والفاعِلُ ضميرٌ مُستَتِرٌ تقديرُه "أنت". وقَولِه تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ [المائدة: 105] ، أي: الزَمُوا أنفُسَكم واحْرِصوا عليها، (عليكم): اسمُ فعلِ أمرٍ بمعنى الْزم، والفاعِلُ ضميرٌ مستتر تقديرُه أنتم. (أَنْفُسَكُمْ (أنفُسَ) مَفعولٌ به مَنصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
ج- اسمُ فِعلٍ مضارعٍ، نَحوُ: «أُفٍّ»، بمعنى: «أَتَضجَّرُ». تَقولُ: أفٍّ لهذا الحرِّ الشديدِ. (أُفٍّ) اسمُ فِعلٍ مُضارعٍ مَبْنيٌّ على الكَسرِ، والفاعِلُ ضميرٌ مُستترٌ وجوبًا تقديره أنا. ومنه قَولُه تعالى: فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ [الإسراء: 23] .
8- أسماءُ الأصواتِ: وهي ما وُضِع لخطابِ ما لا يَعقِل، كزجْرِ البعيرِ بـ(حَبْ) و(حَلْ). أو ما هو في حُكمِ ما لا يَعقِلُ مِن صِغارِ الآدميِّين. أو لحكايةِ الأصواتِ كـ(غاقِ) لحكايةِ صَوتِ الغُرابِ، و(طاقِ) لصَوتِ الضَّرْبِ، و(طَقْ) لصَوتِ وقْعِ الحِجارةِ، و(قَبْ) لصوتِ وقْعِ السَّيفِ يُنظَر: ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (3/1396)، ((أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)) لابن هشام (4/ 89، 90). .

انظر أيضا: