موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: أقْسامُ الكِنايةِ من حيثُ المُكنَّى عنه


تَنقسِمُ الكِنايةُ من حيثُ المُكنَّى عنه إلى ثَلاثةِ أقْسامٍ:
1- الكِنايةُ عنِ الصِّفةِ:
وهِي أنْ يكونَ المَقْصودُ مِنَ الكِنايةِ صِفةً مِنَ الصِّفاتِ، كالجُودِ والبُخلِ، والشَّجاعةِ والقوَّةِ والمُروءةِ، والطُّولِ والقِصَرِ، والضَّخامةِ والنُّحولِ، ونحْوِ ذلك.
مِن ذلك قولُهم: كَثيرُ الرَّمادِ، نَؤومُ الضُّحى، طَويلُ النِّجادِ، وقد سبَق بَيانُها.
ومنه قولُ الشَّاعِرِ: الوافر
فما يَكُ فيَّ مِن عَيْبٍ فإنِّي
جَبانُ الكَلْبِ مَهزولُ الفَصيلِ
فقولُه: "جَبانُ الكلْبِ" كِنايةٌ عنِ الكَرمِ؛ يُريدُ أنَّ كلْبَه صار جَبانًا لا يَنبَحُ على غَريبٍ؛ وذلك لأنَّ بيتَه صار مَلجأً لكلِّ أحدٍ، حتَّى اعْتادَ الكلْبُ ذلك فلم يَنبَحْ.
كذلك قولُه: "مَهزولُ الفَصيلِ"؛ فإنَّ الفَصيلَ مِنَ الإبِلِ ما يُفصَلُ عن أمِّه [352] ينظر: ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (2/ 891)، ((الصحاح: تاج اللغة وصحاح العربية)) للجوهري (5/ 1791). ، يُريدُ: أنَّ أمَّه ذُبِحتْ وهُو صَغيرٌ فلم يَجِدْ مَنْ يُرضِعُه، فصار هزيلًا مَهْزولًا، وهذا كِنايةٌ عنِ الكَرمِ وكثْرةِ الذَّبحِ أيضًا.

انظر أيضا: