موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّالثُ: المُساواةُ


وهِي: تأديةُ المَعْنى المُرادِ بعِبارةٍ مُساويةٍ له، بأنْ تكونَ الألْفاظُ على قدْرِ المَعاني، لا يَزيدُ بعضُها على بعضٍ.
وهذا أغلَبُ الكَلامِ المألوفِ، وهِي الأصْلُ المَقيسُ عليه؛ فإنَّ الكَلامَ إذا زاد عنها كان إطْنابًا، وإنْ قلَّ كان إيجازًا، بشَرطِ أنْ يتِمَّ المَعْنى في الجَميعِ كما ذكَرْنا.
وقد مثَّل البَلاغيُّونَ للمُساواةِ مِنَ القُرآنِ بقَولِه تعالى: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ [البقرة: 110] ، وقولِه تعالى: مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ [الروم: 44] .
وقَولِ طَرَفَةَ: الطويل
ستُبدِي لكَ الأيَّامُ ما كنتَ جاهِلًا
ويَأتيكَ بالأخْبارِ مَن لم تُزوِّدِ
وقَولِ النَّابغةِ الذُّبْيانيِّ: الطويل
فإنَّكَ كاللَّيلِ الَّذي هو مُدْركي
وإنْ خِلْتُ أنَّ المُنْتأَى عنكَ واسِعُ
وقَولِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمى: الطويل
ومَهْما يكُنْ عندَ امْرِئٍ مِن خَليقةٍ
وإنْ خالَها تَخْفى على النَّاس تُعْلَمِ
والمُساواةُ عندَ المُحقِّقينَ ليست ظاهِرةً مِنَ الظواهِرِ البَلاغيَّةِ؛ وذلك لأنَّها هي التَّعبيرُ المألوفُ الَّذي ألِفَتْه أوْساطُ النَّاسِ أو عامَّتُهم في أداءِ المَعْنى، فهُو أسْلوبٌ لا يُذَمُّ ولا يُمدَحُ [278] ينظر: ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 197)، ((بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة)) لعبد الفتاح الصعيدي (2/ 324). .

انظر أيضا: