موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: تَعْريفُ الإطْنابِ


الإطْنابُ: زِيادةُ اللَّفظِ على المَعْنى لِفائِدةٍ، أو: أداءُ المَعْنى بعِبارةٍ زائِدةٍ على مُتَعارَفِ أوْساطِ البَلاغيِّينَ لفائِدةِ الكَلامِ وتَقْويتِه.
وتَقْييدُ الإطْنابِ بـ (أنْ تكونَ الزِّيادةُ لفائِدةٍ) يُخرِجُ عنه الحشْوَ والتَّطويلَ في الكَلامِ، وهُو أنْ يأتيَ الكَلامُ زائِدًا بلا فائِدةٍ في الزِّيادةِ، كقولِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمَى: الطويل
وأَعلَمُ عِلْمَ اليومِ والأمْسِ قبلَه
ولكنَّني عن علْمِ ما في غَدٍ عَمِ
فكَلمةُ "قبلَه" حشْوٌ في الكَلامِ لا فائِدةَ فيها؛ فالأمْسُ قبلَ اليومِ بالتَّأكيدِ، فلو حذَفها لَما تغيَّر المَعْنى.
ومن أمْثِلةِ التَّطويلِ قولُ الشَّاعِرِ: الطويل
ألَا حبَّذا هِندٌ وأرضٌ بها هِندُ
وهِنْدٌ أتى مِن دُونها النَّأيُ والبُعْدُ
فكَلِمتا: "النَّأيُ والبُعْدُ" بمَعْنًى واحِدٍ؛ ولِهذا كان ذكْرُهما معًا مِنَ التَّطويلِ.
والفرْقُ بينَ الحشْوِ والتَّطويلِ أنَّ الحشْوَ يكونُ الزَّائِدُ مُتَعيِّنًا فيه، مِثلُ "قبلَه" في بيتِ زُهيرٍ، أمَّا التَّطويلُ فلا يكونُ مُتَعيِّنًا [272] ينظر: ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 201)، ((بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة)) لعبد المتعال الصعيدي (2/ 346). .

انظر أيضا: