موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الرَّابعُ: التَّقْييدُ بالنَّواسِخِ


التَّقْييدُ بالنَّواسِخِ يكونُ للأغْراضِ الَّتي تُؤدِّيها والمَعاني الَّتي تُضْفيها النَّواسِخُ على الجُملةِ، ومنْها:
- الاسْتِمراريَّةُ: وذلك في أفْعالِ: (زال، برِح، فتِئ، انْفكَّ، دام)؛ فإنَّ قولَك: ما زال الولدُ مُنْتبِهًا، أفاد اسْتِمرارَ وصْفِ الولدِ بالانْتِباهِ في تلك المُدَّةِ، ولو قلتَ: الولدُ مُنْتبِهٌ، لزال ذلك القيْدُ، ولَما أفادتِ الجُملةُ الاسْتِمرارَ.
- التَّوقيتُ: مِثلُ أفْعالِ (ظلَّ، بات، أمْسى، أصْبحَ، أضْحَى)؛ فقولُك: المَرِيضُ مُتألِّمٌ، أفادَ تَألُّمَ المَريضِ، لكنَّك لمَّا قلتَ: أمْسى المَريضُ مُتألِّمًا، أفاد ذلك القيْدُ تَحْديدَ ذلك الحدَثِ في وقتٍ مُعيَّنٍ، وهُو وقتُ المَساءِ.
- المُقارَبةُ: في أفْعالِ (كاد، أوْشَك، كرَب)، وفواتُ القيْدِ فيها يُخِلُّ جدًّا بالمَعْنى؛ فقولُه تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ [النور: 35] ، تجلَّتْ فيه آياتُ البَلاغَةِ والجَمالِ في ذلك الفِعلِ الَّذي قرَّبها للأفْهامِ، وخفَّف مِن حِدَّةِ التَّصْويرِ، ولولا تلك الكَلمةُ لاخْتلَف المَعْنى تَمامًا. كذلك إذا قلتَ: تُوشِكُ السَّماءُ أن تُمطِرَ، ليس كقولِك: السَّماءُ تُمطِرُ.
- التَّوْكيدُ: في "إنَّ" و"أنَّ"، فهذان الحرْفانِ يُفيدانِ التَّوْكيدَ في الجُملةِ الاسْميَّةِ الَّتي يَدخُلانِ عليها؛ فقولُك: مُحمَّدٌ ناجِحٌ، ليس في نفْسِ قوَّةِ التَّصْديقِ معَ: إنَّ مُحمَّدًا ناجِحٌ.
- الظَّنُّ: في أفْعالِ: "حسِب، خال، زعَم"؛ فقولُك: حسِبتُ أنَّك ناجِحٌ، تُفيدُ أنَّ المُتكلِّمَ ظنَّ ذلك، ثمَّ ظهَر له خِلافُ ما ظنَّه.
- اليَقينُ: في أفْعالِ: "وجَد، ألْفى، درَى، علِم": فقولُك: الصِّدْقُ مَنْجاةٌ، ليس في دَرَجةِ اليَقينِ لمَنْ جرَّب واخْتَبر ثمَّ قال: وجَدتُ الصَّبرَ مَنْجاةً [255] ينظر: ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 150). .

انظر أيضا: