موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثَّالثُ: التَّقْييدُ بالبدَلِ


يُؤتى بالبدَلِ لإفادَةِ بعضِ المَقاصِدِ أوِ الأغْراضِ؛ مِثلُ:
1- زِيادَةِ التَّقريرِ والإيْضاحِ: تقولُ: حضَر ابنِي عليٌّ؛ لأنَّ البدَلَ كالتَّفْسيرِ بعدَ الإبْهامِ، ومنه قولُه تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ [الفاتحة: 6، 7]؛ فالإبْدالُ مِنَ الصِّراطِ المُسْتقيمِ بـصِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ إنَّما كان لإفادَةِ التَّفْسيرِ والإيْضاحِ.
2- الإشْعارِ أنَّ البعضَ قد تَبلُغُ أهمِّيَّتُه حتَّى يكونَ بمَنْزِلةِ الكلِّ، فعبَّر بالكلِّ أوَّلًا ثمَّ أبدَل منه بعضَه، كقولك: أكلْتُ الرَّغيفَ نصْفَه.
3- تَثْبيتِ الأصْلِ أوَّلًا اهْتِمامًا به، ثمَّ التَّوْجيهُ للمَقْصودِ بالبَيانِ، كقولِك: نفَعني الأسْتاذُ عِلمُه؛ فإنَّك في أوَّلِ الكَلامِ كأنَّك أسْندتَ النَّفْعَ إلى الأسْتاذِ في المُجمَلِ اهْتمامًا به، ثمَّ عدَلتَ إلى المَقْصودِ، وهُو إسْنادُ النَّفعِ إلى العلْمِ.
4- تَصْحيحِ ما سبَق إليه اللِّسانُ، وذلك في بدَلِ الغلَطِ؛ تقولُ: هذه شاةٌ بقَرةٌ؛ إذا قلتَ: شاةٌ، ثمَّ علِمْتَ أنَّك أخْطأتَ وأنَّها بقَرةٌ لا شاةٌ [250] ينظر: ((علوم البلاغة)) للمراغي (ص: 132)، ((البلاغة العربية)) لعبد الرحمن حبنكة (1/ 468). .

انظر أيضا: