موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثَّاني: الإنْشاءُ غيرُ الطَّلَبيِّ


وهُو ما لا يَسْتدعي مَطلوبًا غيرَ حاصِلٍ وقتَ الطَّلَبِ، ويكونُ بصِيَغِ المدْحِ والذَّمِّ (نِعْمَ، بِئْسَ، حبَذَّا، لا حَبَّذا)، وصِيَغِ العُقودِ (بعْتُ، وهَبْتُ، فسخْتُ، أقلْتُ ...)، والقسَمِ (واللهِ، باللهِ، تاللهِ ...)، والتَّعجُّبِ (وصِيغَتاه: ما أفْعَلَه، أفْعِلْ بِهِ)، والرَّجاءِ بـ(عَسى، واخْلوْلَقَ، وحَرَى)، واسْتِخدامِ «رُبَّ»، و«كم» الخبَريَّةِ.
فقولُك: نِعمَ المرْءُ زيدٌ، لا يَسْتدعي مَطلوبًا، ولا يَحتمِلُ التَّصديقَ والتَّكذيبَ، وكذلك العُقودُ مِثلُ: عبْدي حُرٌّ، أنتِ طالِقٌ، اشتريتُ... فإنَّها لا تَسْتدعي مَطلوبًا، ولا يُحكَمُ عليها بالصِّدقِ أوِ الكذِبِ، وكذلك التَّعجُّبُ، مِثلُ: ما أجملَ السَّماءَ! ولله دَرُّ فُلانٍ! ونحوِ ذلك.
والإنْشاءُ غيرُ الطَّلبيِّ هو في الأصلِ أخْبارٌ نُقِلتْ إلى مَعْنى الإنْشاءِ؛ لذلك يَهتمُّ علْمُ المَعاني بالنَّوعِ الأوَّلِ؛ لأنَّ فيه مِنَ المَزايا واللَّطائِفِ ما ليس في النَّوعِ الثَّاني [138] ينظر: ((حاشية الدسوقي على مختصر المعاني)) (2/ 307)، ((علوم البلاغة)) للمراغي (ص: 61). .

انظر أيضا: