موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الرَّابعُ: (أَمَّا)


حرفُ شَرطٍ وتفصيلٍ وتوكيدٍ، بمعنى "مهما" الشَّرطيةِ، ولكِنْ لا تعمَلُ عَمَلَها، فإذا وردت في سياقٍ ليس فيه تفصيلٌ؛ نَحْوُ: أمَّا محمدٌ فحاضرٌ، فهذا جوابٌ لشرطٍ محذوفٍ مع أداتِه، تقديرُه: مهْما يكُنْ من أمرٍ فمحمدٌ حاضرٌ. وأمَّا التفصيلُ فنَحْوُ قَولِه تعالَى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ * فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ [الحاقة: 4 - 6] .
ودخلت الفاءُ في جوابِها كما تدخُلُ في جوابِ الشَّرطِ؛ لِما فيها من معنى الشَّرطِ، قال عُمَرُ بنُ أبى ربيعةَ
أمَّا الرَّحيلُ فدُونَ بَعْدَ غَدٍ
فمتى تقولُ الدّارَ تَجْمَعُنا [210] يُنظر: ((ديوان عمر بن أبي ربيعة)) (93) (ص: 227).
أي: مهْما يكُنْ من أمرٍ فإنَّ الرحيلَ بعد غَدٍ.
وتختَصُّ "أمَّا" بالأسماءِ؛ لأنها قائمةٌ مقامَ فِعلِ الشَّرطِ وأداتِه [211] يُنظر: ((رصف المباني)) للمالقي (ص: 181)، ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 522)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 79)، ((المقتضب)) للمبرد (3/27)، ((شرح ابن الناظم على الألفية)) (ص: 509)، ((توضيح المقاصد والمسالك)) للمرادي (3/1305)، ((المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية)) للشاطبي (6/191)، ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (3/1642). .

انظر أيضا: