موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الخامِسُ: (ألا)


حرفٌ تَبتدِئُ به الجُمْلةُ، يأتي لعِدَّةِ مَعانٍ:
(1) استفتاحُ الكَلامِ وتنبيهُ المخاطَبِ، وتدخُلُ على الجملةِ الاسميَّةِ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس: 62] ، والجُملةُ الفِعليَّةُ؛ مِثْلُ قَولِه تعالَى: أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ [هود: 8] .
وهي كَلِمةٌ بسيطةٌ وليست مرُكَّبةً من همزةِ الاستفهامِ، و(لا) النَّافيةِ، كما قيلَ.
(2) العَرْضُ، وهو الطَّلَبُ برِفقٍ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ [النور: 22] ، ألا تَأتي عندنا فنُكْرِمَك، وهي مختصَّةٌ بالدُّخولِ على الأفعالِ.
(3) التَّمنِّي، مثلُ قولِ الشَّاعرِ:
ألَا عُمَرَ وَلَّى مُستطاعٌ رُجوعُه
فَيَرْأَبَ مَا أَثَأتْ يَدُ الغَفَلاتِ
ولهذا نَصَبَ (يَرْأَبَ)؛ لأنَّه جوابُ تَمَنٍّ مَقرونٌ بالفاءِ.
(4) النَّفي، كقولِ الشاعرِ:
أَلا اصْطِبَارَ لِسَلْمَى أَمْ لَهَا جَلَدٌ
إِذَا أُلاقِي الَّذِي لاقَاهُ أَمْثَالِي
(5) التَّوبيخ والإنكار، كقولِ الشاعرِ:
ألَا طِعانَ ألَا فُرسانَ عادِيةً
إلَّا تَجَشُّوُكم حَوْلَ التَّنانيرِ [176] يُنظر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (5/40)، ((ارتشاف الضرب)) لأبي حيان (/2367)، ((الكافية في علم النحو)) لابن الحاجب (ص:53)، ((أوضح المسالك)) لابن هشام (2/25)، ((الجنى الداني في حروف المعاني)) للمرادي (ص: 382)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 95 - 97)، ((تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة)) لابن الوردي (1/66)، ((شرح ابن الناظم على الألفية)) (ص: 139).

انظر أيضا: