موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الحادِي عَشَرَ: حَرْفُ الألِفِ


حرفٌ مُهمَلٌ، له وجوهٌ كثيرةٌ، مِن أشهَرِها:
(1) أن تكونَ علامةَ التثنيةِ، كقَولِ الشَّاعِرِ:
تولى قِتالَ المارِقِينَ بنَفْسِه
وقد أسْلَماهُ مُبْعَدٌ وحَمِيمُ
(2) أن تكونَ كافَّةً. وهي الألِفُ التي في (بَيْنا)، كقَولِ الشَّاعِرِ:
بَيْنا تَعانُقُه الكُماةُ ورَوغُه
يَوْمًا أُتِيح لَهُ جَرِيءٌ سَلْفَعُ
فقدْ رُوِي البيتُ برَفعِ المصدَرِ (تَعانُقُه)، فلم تَعمَلْ فيه (بيْن)، وقيل: إنَّها ألِفُ إشباعٍ.
(3) أن تكونَ فَصْلًا بين نونِ التوكيدِ ونونِ الإناثِ، في؛ نَحْوُ: اضْرِبْنانِّ يا نِسْوةُ.
(4) أن تكونَ للنُّدبةِ؛ نَحْوُ: وا زَيْداه.
(5) أن تَأتِيَ للاستغاثةِ بدلًا مِن اللَّامِ، كقَولِ الشَّاعِرِ:
يا يَزِيدا، لِآمِلٍ نَيْلَ عِزٍّ
وغِنًى، بعد فاقةٍ وهَوانِ
فجاءت الألِفُ بَدَلَ لامِ الاستغاثةِ، فلا يجوزُ: يا لِيَزيدا؛ لأنَّه لا يجوزُ الجمعُ بيْن العِوَضِ والمُعَوَّضِ.
(6) أن تكونَ للتعَجُّبِ، كقَولِ الشَّاعِرِ:
يا عَجَبا لهذه الفَلِيقَهْ
هَلْ تُذْهِبَنَّ القُوباءَ الرِّيْقَهْ؟
(7) أن تكونَ بَدَلًا من نونِ التوكيدِ الخفيفةِ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ [العلق: 15] في الرَّسمِ العُثمانيِّ، فيجوزُ في غيرِ القُرآنِ كتابتُها: لَنَسْفَعَنْ.
(8) أن تكون بدلًا من تنوينِ المنصوبِ؛ نَحْوُ: رأيتُ زَيْدا.
(9) أن تكونَ علامةَ إعرابٍ، وذلك في الأسماءِ السِّتَّةِ؛ مِثلُ: رأيت أباك، وفي المثَنَّى مثل: جاء المحمَّدانِ [105] ينظر: ((القتضب)) للمبرد (1/163) (4/274)، ((مغني اللبيب)) (ص: 494)، ((شرح التصريح على التوضيح)) لخالد الأزهري (1/ 406)، ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (2/581)، ((التذييل والتكميل)) لأبي حيان (6/204)، ((الجنى الداني في حروف المعاني)) للمرادي (ص: 177)، ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لناظر الجيش (4/1598)، ((همع الهوامع)) للسيوطي (2/206). .

انظر أيضا: