موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّامِنُ: حَرْفُ النُّونِ


للنُّونِ دَلالاتٌ؛ مِنْها:
1- نونُ التوكيدِ، وَتدْخُلُ على المُضارعِ، وَهِي خَفِيفةٌ (ساكِنةٌ) وثقيلةٌ (مُشَدَّدةٌ)، وَقد اجتمعتا فِي قَوْلِه تعالَى حِكايةً عن امرأةِ العزيزِ: لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ [يوسف: 32] . وتُبدَلُ الخَفِيفةُ عِنْد الوَقْفِ ألِفًا إذا كان ما قَبْلَها مفتوحًا، فَيُوقَفْ على (لَيَكُونَنْ) بِالألفِ ليِّنةً بعْدَ النُّونِ (لَيَكُونا)، وعَلى (لَيُسْجَنَنَّ) بنُونٍ ساكِنةٍ (لَيُسْجَنَنْ). وكُتِبَت في الآيةِ بالألِفِ، وفي غيرِ القُرآنِ تُكتَبُ نُونًا، ويؤكَّدُ بهما صِيغُ الأَمرِ مُطلقًا وَلَو كانَ دُعائيًّا، كَقَوْلِه:
واللهِ لَوْلا اللهُ ما اتَّقَيْنا
وَلا تصَدَّقْنا وَلا صَلَّيْنا
فأنزِلَنْ سَكينةً عَلَيْنا [82] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 511).
وَلا يُؤَكَّدُ بهما الماضِي مُطلَقًا. وَأمَّا المُضارعُ فَإن كانَ حالًا لم يُؤَكَّدْ بهما، وَإن كانَ مُسْتَقْبلًا أُكِّدَ بهما كثيرًا بعد الطَّلَبِ؛ نَحْوُ: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا [إبراهيم: 42] . وَوَجَب توكيدُه بعد القسَمِ فِي نَحْوِ قَولِه فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ [الأنبياء: 57] .
2- نونُ الإناثِ، وَهِي إمَّا مَفْتُوحةٌ فَقَط ساكِنٌ ما قَبْلَها؛ نَحْوُ: النِّسْوةِ يذْهَبْنَ، وَهِي ضميرٌ؛ وَإمَّا مُشَدَّدةٌ مَفْتُوحةٌ تتَّصِلُ بالضَّمائِرِ للدَّلالةِ على جمعِ الإناثِ؛ نَحْوُ: كتابكُنَّ، ومنهُنَّ، وضَربهُنَّ، وَهِي حرفٌ.
3- نونُ الوِقايةِ، وَتُسَمَّى نونَ العِمادِ أَيْضًا، وهي نونٌ مَكسورةٌ تلْحَقُ الأفعالَ وبعضَ الحروفِ قبْلَ ياءِ المُتَكَلِّمِ لِتَقِيَها مِن الكسْرِ؛ نَحْوُ: سَمِعَني، وإنَّني.
4- النُّونُ الزَّائِدةُ، وَهِي اثْنَتانِ:
إحْداهما: تلْحَقُ الفِعْلَ المُضارِعَ إذا اتَّصل بضميرِ تَثْنِيةٍ؛ نَحْوُ: يضربانِ، أَو بضميرِ مُؤَنَّثةٍ مُخاطَبةٍ؛ نَحْوُ: تَضربِينَ، أَو جمعِ مُذَكَّرٍ نَحْو: يضْربُونَ. وَتَكونُ مَكْسُورةً فِي المثنَّى ومَفتوحةً فِي الباقِي.
الثَّانِيةُ: تلْحَقُ الِاسْمَ المثَنَّى مَكْسُورةً؛ نَحْوُ: الزَّيدانِ، والجمعَ المُذكَّرَ مَفْتُوحةً؛ نَحْوُ: الزَّيدونَ [83] ينظر: ((شرح ابن الناظم على الألفية)) (ص: 439)، ((شرح ابن عقيل على الألفية)) (3/308)، ((المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية)) للشاطبي (5/530)، ((المرتجل شرح الجمل)) لابن الخشاب (ص:74)، ((اللباب في علل البناء والإعراب)) للعكبري (1/483)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (2/347)، ((أمالي ابن الحاجب)) (2/540)، ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لناظر الجيش (2/800). .

انظر أيضا: