موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّالِثُ: أحْكامُ هَمْزةِ الوَصْلِ


تَسقُطُ هَمْزةُ الوَصْلِ في دَرْجِ الكَلامِ لفْظًا لا خطًّا، ولا تَثبُتُ إلَّا مَبْدوءًا بِها، إلَّا في الضَّرورةِ فقد كَثُر جعْلُها هَمْزةَ قطْعٍ في أوائِلِ أنْصافِ الأبْياتِ [1983] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/ 150). ، وتَسقُطُ لفْظًا وخطًّا في (ابن) بشَرطِ أنْ تَقعَ بينَ علَمَينِ، وبشَرطِ أنْ يكونَ (ابن) صفةً للعَلَمِ الأوَّلِ، وأنْ يكونَ العَلَمُ الثَّاني أبًا للعَلَمِ الأوَّلِ، إلَّا إنْ وقعتْ في أوَّلِ السَّطرِ، وتَسقُطُ لفْظًا وخطًّا في: بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ [1984] يُنظر: ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 198). .
- إنْ وقعتْ هَمْزةُ الوَصْلِ بعدَ هَمْزةِ الاسْتِفهامِ:
فإنْ كانتْ مَكْسورةً حُذِفتْ، مِثْلُ: أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ [المنافقون: 6] ، وأَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا [ص: 63] ، وأَبْنُك هذا؟ وأَسْمُك عليٌّ؟
فإذا جاءتْ هَمْزةُ الوَصْلِ مَفْتوحةً بعدَ هَمْزةِ اسْتِفهامٍ؛ فلا تُحذَفُ، ويكونُ فيها وَجْهان:
1- أنَّها تُبدَلُ ألِفًا، وهُو الأشْهَرُ والأفْصَحُ [1985] يُنظر: ((التكملة)) للفارسي (ص: 18). .
2- تَسهيلُ الهَمْزةِ (جعْلُها بينَ بينَ)، كقولِ اللهِ تعالى: قُلْ آلذَّكَرَيْنِ [الأنعام: 143] [1986] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (2/ 268، 269). .
- تُحذَفُ هَمْزةُ (ال) خطًّا ولفْظًا إذا دخَلت عليها اللَّامُ الحرْفيَّةُ سواءٌ أكانت للجرِّ أو للاسْتِغاثةِ أو للتَّوكيدِ، أو للتَّعجُّبِ، كقولِه تعالى: لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ [التوبة: 60] ، للجَرِّ، ولَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ [البقرة: 149] ، ووَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى [الضُّحى: 4] ، في التَّوكيدِ، ومِثْلُ: يا لَلرِّجالِ! في الاسْتغاثةِ، ويا لَلماءِ والعشبِ! في التَّعجُّبِ.
- ولا تُجعَلُ هَمْزةُ الوَصْلِ قطْعًا إلَّا في ضَروةِ الشِّعرِ، كقولِه مِنَ الطَّويل:
إِذَا جَاوزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ فإنَّه
بِنَثٍّ وتَكثيرِ الوُشاةِ قَمِينُ [1987]  النَّثُّ: نَشْرُ الحديثِ الَّذي يجِبُ كَتْمُه. ينظر: ((شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية)) لمحمد شُراب (3/ 270). [1988] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 615، 616)، ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 198).
مَسألةٌ:
إذا كان قبْلَ: (هو، وهي، ولامِ الأمْرِ) واوٌ أو فاءٌ، مِثْلُ: وهُو، وهِيَ، فهُو، فهِي، ووَلْيُوفُوا [الحَجِّ: 29] ، فإنَّها في الفُصحى يَجوزُ أنْ تُسكَّنَ؛ تقولُ: وهْوَ/ فَهْو، وَهْي/ فَهْي، والسَّببُ كَثْرةُ الاسْتعمالِ [1989] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/ 150، 151)، ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (2/ 269، 270). .


انظر أيضا: