موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الأوَّلُ: تَعريفُ الإدْغامِ وسَببُه


لُغةً:
الإدْغامُ: إدْخالُ الشَّيءِ في الشَّيءِ، ويُقالُ: أدغَم الفَرَسُ اللِّجامَ: أدْخلَه في فَمِه [1909] يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (12/ 203). .
اصْطِلاحًا:
الإدْغامُ هو الإتْيانُ بحَرفَين: حَرْفٍ ساكِنٍ يَليه حَرْفٌ مُتَحرِّكٌ مِن مَخْرَجٍ واحِدٍ بلا فصْلٍ بينَهما؛ بحيثُ يَرتفِعُ اللِّسانُ بالحَرفَين دَفْعةً واحِدةً، ويَنْحَطُّ بهما دَفْعةً واحِدةً، وهُو بابٌ واسِعٌ؛ لأنَّه يَدخُلُ في جَميعِ الحُروفِ فيما عدا الألِفَ اللَّيِّنةَ، ولأنَّه يَقعُ في المِثْلَينِ والمُتقارِبَينِ، وفي كَلِمةٍ واحِدةٍ وفي كَلِمتَينِ، و(الادِّغامُ) بالتَّشديدِ مِنَ ألْفاظِ البَصْرِيِّينَ، والإِدْغامُ بالتَّخفيف من ألْفاظ الكُوفِيِّينَ [1910] يُنظر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (5/ 512)، ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 403)، ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 337)، ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 224). .
سَببُ الإدْغامِ:
اسْتثقالُ النُّطقِ بالحَرْفَين المُتَماثِلَين -أوِ المُتقارِبَينِ- فلَجَؤوا لِلإدْغامِ كَنَوعٍ مِنَ التَّخفيفِ، ففي الحرْفَينِ المِثْلَينِ تَحتاجُ إلى إعْمالِ العُضوِ الَّذي يَخرُجُ منه الحرْفانِ مرَّتَينِ، فيَتَتابعُ العَملُ على العُضوِ الواحِدِ، فيُصبِحُ في ذلك تَقييدٌ للِّسانِ، وفي الحرْفَينِ المُتقارِبَينِ تُعمِلُ العُضوَ وما يَليه، فيَنتُجُ عنه تَقييدُ اللِّسانِ أيضًا، فأُجرِيَ المُتَقارِبانِ مَجْرى المِثْلَينِ؛ لِما فيهما مِنَ الثِّقَلِ النَّاتِجِ عنِ التَّقارُبِ [1911] يُنظر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (5/ 513)، ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 403). .
ويَنقَسِمُ الإدْغامُ قِسْمَينِ:
1- إدْغامُ المِثْلَينِ.
2- إدْغامُ المُتقارِبَين.

انظر أيضا: