موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: إبْدالُ التَّاءِ


إذا كَانت فاءُ الافْتعالِ واوًا أو ياءً أصْليَّةً، أُبْدِلتْ تاءً، وأُدْغِمتْ في تاءِ الافْتعالِ، وكذا ما تَصَرَّف مِن صِيغة الافْتعالِ، مِثْلُ: اتَّعَد واتَّصَل واتَّسَر، أصْلُها: اوْتَعَدَ واوْتَصَلَ وايْتَسَرَ، مِنَ الوَعْدِ والوَصْلِ واليُسْرِ، ثُمَّ أُدغِمتِ التَّاءُ في التَّاءِ، ومنه قولُ الأعشى مِنَ الطَّويل:
فإنْ تَتَّعِدْني أَتِّعدْكَ بِمِثلِها
وَسَوفَ أَزِيدُ الباقِياتِ القَوارِصَا [1408]  قاله الأعشى في الهجاء، والقوارصُ: الكَلِماتُ المُؤذِيةُ، يَقصِدُ أنَّه سيرُدُّ عليه بالمِثْلِ، وسيزيدُه بشِعرٍ يؤذيه. ينظر: ((شرح الشواهد الكبرى)) للعيني (4/ 2106).
فأصْلُ: تَتَّعِدْني وأتَّعِدْكَ: تَوْتَعِدْني وأَوْتَعِدْكَ؛ مِنَ الوَعْدِ، ثُمَّ أُبْدلتِ الواوُ تاءً وأُدغِمتْ في التَّاءِ، وقولُ طَرَفةَ بنِ العبدِ مِنَ الطَّويل:
فإنَّ القوافي تتَّلِجْنَ مَوالِجا
تَضايَقُ عنها أنْ تُوَلَّجَها الإِبَرْ [1409]  يَقصِدُ أنَّ الشِّعرَ قادِرٌ على النَّفاذِ إلى مداخِلِ تَعجِزُ الإبِرُ عن دخولها. ينظر: ((شرح الشواهد الكبرى)) للعيني (4/ 2108).
والأصْلُ: تَوْتَلِجْنَ من الوُلوجِ.
وإنْ كانتِ الياءُ أوِ الواوُ بَدَلًا مِن هَمْزةٍ، فلا يجوزُ إبْدالُها تاءً، وإدْغامُها في تاءِ الافْتعالِ، مِثْلُ: اِيْتَزَر من إزار؛ لأنَّ الياءَ ليست أصْليَّةً، ومِثْلُ: اُؤتُمِن مِن الأمْنِ؛ لأنَّ الواوَ ليست أصْليَّةً، وقال بعضُهم: اتَّزرَ واتَّمنَ، بِالإبْدالِ والإدْغامِ، وشذَّ قولُهم في افْتَعل من الأكْلِ: اتَّكَل [1410] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 293 – 295)، ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 737، 738). .
تَنبيهانِ:
أ- في (اتَّخذَ) قال الجَوهريُّ: إنَّه (افْتَعَلَ) مِنَ الأَخْذِ [1411] يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (2/ 559). ، وهُو خَطأٌ؛ لأنَّه لو كان مِنَ الأخْذِ، لَقيل: ايْتَخَذَ بغيرِ إدْغامٍ، إنَّما هو من تَخِذَ بِمَعنى أَخَذَ.
ب- جاء عنِ البَغْدادِيِّينَ أنَّهم أجازوا الإبْدالَ في المَهْموزِ، وذكَروا مِن ذلك ألْفاظَ: اتَّزَرَ، واتَّمَنَ، واتَّهَلَ، واتَّكَلَ؛ مِنَ الإزارِ، والأمانِ، والأهْلِ، والأكْلِ، ومنه قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((... إلَّا ثوبٌ واحِدٌ فلْيتَّزِرْ بهِ... )) [1412] أخرَجه أبو داودَ (635) واللفظُ له، والطَّبرانيُّ في ((المعجم الأوسط)) (7062) مِن حديثِ عبدِ الله بنِ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما على الشكِّ في رفْعِه. .

انظر أيضا: