موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ السَّابِعُ: النَّسَبُ إلى ألْفاظِ الجُمُوعِ


يُنسَبُ إلى ألْفاظِ الجُمُوعِ ممَّا أشْبَه المُفْرَدَ لِكونِه اسمَ جَمْعٍ، سواءٌ كان له مُفْرَدٌ مِن لفْظِه أو لا، مِثْلُ: رَكْب وقَوْم، أو اسمَ جِنْسٍ، مِثْلُ: شَجَر، أو جَمْعَ تَكْسيرٍ لا مُفْرَدَ له، مِثْلُ: أَبابِيلَ، أو جَمْعَ تَكْسيرٍ جاريًا مَجرَى العَلَمِ، مِثْلُ: الأَنْصار، ووَجْهُ جَرَيانِه مَجرَى العَلَمِ أنَّه اخْتُصَّ بِطائِفةٍ بِعَينِهم، فأَشْبَه المُفْرَدَ - كلُّ ذلك يُنسَبُ إليه على لفْظِه؛ تقولُ: رَكْبِيٌّ، وقَومِيٌّ، وشَجَريٌّ، وأبابِيلِيٌّ، وأنْصارِيٌّ.
وأيضًا يُنسَبُ إلى الجَمْعِ المَنْقولِ لِلعَلَميَّةِ على لفْظِه، مِثْلُ: أَنْماٍر وكِلاب وضَباب ومَداين ومَعافر؛ أعْلَامًا؛ تقولُ في النَّسَبِ: أنْمارِيٌّ وكِلابِيٌّ، وضَبابِيٌّ، ومَداينِيٌّ، ومَعَافِرِيٌّ.
تَنبيهٌ: في النَّسَبِ إلى أعْرابٍ، يُنسبُ إليه على لفْظِه، فيُقالُ: (أعْرابيٌّ)؛ لأنَّه جَمْعٌ لا واحِدَ له مِن لفْظِه، وهُو قَولُ سِيبَوَيهِ [1373] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 379). ، أو مِنَ المُمكِنِ أنْ يكونَ مُفْرَدُه (عَرَب)، لكنَّهم لم يَرُدُّوا إلى المُفْرَدِ  في الجَمْعِ؛ لأنَّ الأعْرابَ يَخْتصُّون بِأهلِ البَدْوِ، والعَربَ بِأهْلِ الحَضَرِ، فلو رُدَّ إلى المُفْرَدِ في النَّسَبِ لاتَّحَد لفْظُ النَّسَبِ إلى المُفْرَدِ والجَمْعِ، فيَلْتبِسُ المَعنى [1374] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 628). .
وفي غيرِ ذلك يُردُّ جَمْعُ التَّكسيرِ إلى المُفْرَدِ ويُنسَبُ إلى المُفْرَدِ، مِثْلُ: فَرائِض، وقَبائِل؛ تقولُ في النَّسَبِ: فَرَضيٌّ وقَبَليٌّ بِالنَّسَب إلى المُفْرَدِ: فَرِيْضة وقَبِيْلة [1375] يُنظر: ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 609، 610). .

انظر أيضا: