موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ السَّابِعُ: مِن شَواذِّ التَّصغيرِ


تُصغِّرُ العَربُ بعضَ الألْفاظِ على غيرِ بِناءِ المُكبَّرِ؛ وذلك لِكَثْرةِ الاسْتعْمالِ في كَلامِهم، وهُم ممَّا يُغيِّرونَ الأكْثَرَ في كَلامِهم عن نَظائِرِه، ومِنها:
مَغْرِبُ الشَّمسِ، والعَشِيُّ، والعَشيَّةُ: (مُغَيْرِبان وعُشَيَّان وعُشَيْشِيَة)، فَكأنَّهم صَغَّروا: (مَغرِبان، وعشَّيَان وعَشَّاة)، ثُمَّ إنَّهم جَمَعوها على (عَشَيَّانات ومُغَيْرِبانات) كأنَّ كلَّ جُزءٍ مِنها عَشِيٌّ ومَغْرِبٌ، وهُو جَمْعٌ قِياسيٌّ لِتَصغيرٍ غيرِ قِياسيٍّ [1321] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 484). .
إِنْسانٌ: يُصغِّرونَه على (أُنَيْسِيان)، فَكأنَّهم صَغَّروا: إنْسِيان، وقِياسُه أنْ يكونَ على (أُنَيْسِين).
أُصَيلان: تَصغيرٌ لِجَمْعِ الكَثْرةِ (أُصْلان) على لفْظِه، والقِياسُ: أُصَيِّلاتٌ، فَكأنَّهم جعَلوا كلَّ جُزءٍ مِنها أصيلًا.
لَيْلةٌ: قالوا فيها (لُيَيْلِيَة)، بِزيادَةِ الياءِ، كأنَّهم صَغَّروا (لَيْلاة).
رَجُلٌ: قالوا في تَصْغيرِها: (رُوَيْجِل) فَكأنَّهم صَغَّروا (راجِلًا).
بَنون: أُبَيْنُون، والقِياسُ: (بُنَيُّون).
وقد يَكونُ لِلاسمِ تَصغيرانِ أحدُهما قِياسيٌّ والآخَرُ شاذٌّ، مِثْلُ:
غِلْمَة وصِبْية: يقولون في تَصغيرِها: (أُغَيْلِمة وأُصَيْبِيَة)، والقِياسُ: (غُلَيمة، وصُبيَّة)، ومِنَ العَرَبِ مَنْ يَستَخدِمُها على القِياسِ [1322] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 484 وما بعدها)، ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 274 – 278)، ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 391)، ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 578 وما بعدها). .

انظر أيضا: