موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ السَّادِسُ: تَصغيرُ التَّرخيمِ


هُو: (أنْ تَجعَلَ المَزِيدَ فيه مُجَرَّدًا مُعطًى ما يَليقُ به مِن فُعَيْل إذا كان ثُلاثيَّ الأُصولِ، أو فُعَيْعِل إذا كان رُباعيَّ الأُصولِ) [1316] يُنظر: ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 578). ، أو هو تَصْغيرُ الاسمِ بعدَ تَجريدِه مِنَ الزَّوائِدِ [1317] يُنظر: ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 178). ، ولا يَختصُّ تَصْغيرُ التَّرخيمِ بِالأعْلامِ على الصَّحيحِ.
كَيْفيَّتُه:
1- أنْ تَحذِفَ الزِّيادةَ الَّتي لا تُحذَفُ في تَصْغيرِ غيرِ التَّرخيمِ، ثُمَّ تُوقِعَ التَّصْغيرَ على الأُصولِ.
ومِن ثَمَّ: فلا يأتي تَصْغيرُ التَّرخيمِ مِن مِثْلِ: جَعْفَر وسَفَرْجَل؛ لِتَجرُّدِهما مِنَ الزَّوائِدِ، فَـ(جَعْفر) رُباعيُّ الأُصولِ، وَ(سَفَرْجل) خُماسِيُّ الأُصولِ، ولا مِن مُتَدَحْرِج ومُحْرَنْجِم؛ لأنَّ زَوائِدَهما لا تَبقَى في تَصغيرِ غيرِ التَّرخيمِ؛ لأنَّها تُخِلُّ بِالوَزْنِ التَّصغيريِّ.
2- ليس لِتَصْغيرِ التَّرخيمِ سِوى وَزْنَينِ؛ هُما: فُعَيْل، وفُعَيْعِل:
فيُصغَّرُ الثُّلاثيُّ الأُصولِ مُجَرَّدًا مِنَ التَّاءِ على (فُعَيْل) مُجَرَّدًا مِن التَّاءِ إنْ كان مُسمَّاه مُذَكَّرًا، مِثْلُ: كَلِمةِ (حُمَيْد) مُصغَّرُ (أَحْمَد وحامِد وحَمَّاد ومَحْمود وحَمْدون وحَمْدان)، ولا الْتِفاتَ إلى اللَّبْسِ هُنا لِلثِّقةِ بِالقرائِنِ، وفي غيرِ التَّرخيمِ: أُحَيْمِد، وحُوَيْمِد، ومُحَيْمِد، وحُمَيْدون، وحُمَيْدان، وحُمَيْمِيد، أمَّا في تَصْغيرِ التَّرخيمِ، فقد حذَفنا الزَّائِدَ، وأجْرينا التَّصْغيرَ على الأُصولِ.
وإلَّا فإنَّه يُصغَّرُ بالتَّاءِ على (فُعَيل)، مِثْلُ: حُبْلى وسَوْداء: (حُبَيْلَة وسُوَيْدَة) إلَّا إنْ كان وَصْفًا مُخْتصًّا بِالنِّساءِ، فلا تَلحَقُه التَّاءُ لا في تَصْغيرِ التَّرخيمِ ولا غيرِ التَّرخيمِ، مِثْلُ: حائِض وطالِق، تُصغَّرُ تَصغيرَ التَّرخيمِ: (حُيَيْض، وطُلَيْق)، وغيرِ التَّرخيمِ: (حُوَيِّض وطُوَيْلِق).
مِثالُ فُعَيْعِل: قِرْطاس تَصغيرُها في التَّرخيمِ: قُرَيْطس، بِحذْفِ الألِفِ.
- لا يأتي مِن هذا التَّصْغيرِ على وَزْنِ (فُعَيْعِيل)؛ لأنَّه ذُو زِيادَةٍ، وهِيَ الياءُ [1318] يُنظر: ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 578، 579). .
فائِدةٌ:
تَصْغيرُ كَلِمَتي: إبْراهِيمَ وإسْماعِيلَ للتَّرخيمِ على: بُرَيه وسُمَيع، اتِّفاقًا، أمَّا تَصْغيرُهما لِغيرِ التَّرخيمِ، فاخْتُلِف فيه على قَولَيْن:
- بُرَيْهِيم وسُمَيْعِيل، على قَولِ مَنْ رأى أنَّ الهَمْزةَ أَوْلَى بِالحذْفِ، وهُو قَولُ سِيبَوَيهِ [1319] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 446). .
- أُبَيْرِه وأُسَيْمِع، على قَولِ مَنْ رأى أنَّ المِيمَ (في إبْراهِيمَ) واللَّامَ (في إسْماعِيلَ) أَوْلَى بِالحذْفِ، وهُو قَولُ المُبَرِّدِ [1320] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 476)، ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 283 وما بعدها). .

انظر أيضا: