موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الخامِسُ: أبوابُ الأجوَفِ


1- ما كانت عَينُه واوًا ولا يخلو من أبنِيَةٍ ثَلاثةٍ؛ هي:
أ- فَعَلَ: ومُضارِعُه على وَزْنِ (يَفْعُل)، مِثْلُ: قال يَقُولُ، وقام يَقُومُ، وأصلُهما: (قَوَل يَقْوُل وقَوَمَ يَقْوُمُ)، تحرَّكَت الواوُ وانفتح ما قَبْلَها في الماضي، فقُلِبَت ألفًا، ونُقِلَت حركةُ الواوِ في المُضارِعِ إلى الصَّحيحِ السَّاكنِ قبلها، ويأتي مُتَعَدِّيًا، مِثْلُ: قال القَولَ، وعاد المريضَ؛ وغيرَ مُتَعَدٍّ: قام محمَّدٌ، وطاف محمَّدٌ [986] يُنظر: ((الممتع الكبير في التصريف)) لابن عصفور (ص: 289). .
وشَذَّ من ذلك فِعلانِ جاء المُضارِعُ منهما على (يَفْعِل)؛ هما: طاح يَطِيحُ، وتاه يَتِيهُ، عند مَن جَعَل أصلَهما من الواوِ، فقال: ما أطْوَحَه، وما أتْوَهَه! فيكونُ أصْلُهما: (يَطْوِحُ ويَتْوِهُ)، ثُمَّ تُنقَلُ حَرَكةُ حَرفِ العِلَّةِ إلى السَّاكِنِ الصَّحيحِ، وتُقلَبُ الواوُ ياءً لسُكونِها وانكِسارِ ما قَبْلَها، أمَّا من رأى أنَّ أصلَهما من الياءِ فلا شُذوذَ؛ لأنَّ (فَعِلَ) اليائِيَّ يأتي مُضارِعُه على (يَفْعِل) [987] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 55، 56)، ((الممتع الكبير في التصريف)) لابن عصفور (ص: 291). .
ب- فَعِلَ: ويكونُ المُضارِعُ منه (يَفْعَل)، مِثْلُ: خاف يَخافُ، وراح يَراحُ، وأصلُهما: (خَوِفَ يَخْوَف، ورَوِحَ يَرْوَحُ)، قُلِبَت الواوُ في الماضي ألِفًا لاستِثقالِ الكَسْرةِ عليها، وقُلِبَت في المُضارِعِ ألفًا بَعْدَ نَقْلِ حَرَكتِها إلى الصَّحيحِ السَّاكِنِ قَبْلَها، فتحَرَّكت في الأصلِ وانفتَحَ ما قَبْلَها في الحالِ، فقُلِبَت ألفًا [988] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 54، 55). .
شذَّ لَفظانِ على (فَعِلَ) وجاء مُضارِعُهما (يَفْعُل)؛ وهما مِتَّ تَمُوتُ [989] وقيل: إنَّ مات يموتُ مِن بابِ فعَل يَفعُل، وأنَّ مات يماتَ مِن بابِ فَعِل يَفعَل. ، ودِمتَ تَدُوم، فأصلُهما: (مَوِتَ ودَوِم)، وأصلُ المُضارِع: (يَمْوُت ويَدْوُم) ثمَّ نُقِلَت حركةُ حَرفِ العِلَّة للسَّاكِنِ الصَّحيحِ، ويمكِنُ أن يكونَ من تداخُلِ اللُّغاتِ؛ لأنهم قالوا: دِمْتَ تَدامُ، ومِتَّ تَماتُ، مِثْلُ: خِفْتَ تَخافُ (فَعِلَ يَفْعَل) [990] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 136)، ((الممتع الكبير في التصريف)) لابن عصفور (ص: 290). .
ج- فَعُلَ: ويكونُ مُضارِعُه على (يَفْعُل) كالصَّحيحِ، وجاء منه: طال يَطُولُ، وهو غيرُ مُتَعَدٍّ [991] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 56). ، ولم يَشِذَّ من ذلك شَيءٌ [992] يُنظر: ((الممتع الكبير في التصريف)) لابن عصفور (ص: 290). .
2- ما كانت عَينُه ياءً، وهو لا يخلو من بناءَينِ؛ هما:
أ- فَعَلَ: ويكونُ مُضارِعُه على (يَفْعِل)، ويأتي مُتَعَدِّيًا، مِثْلُ: عَابَهُ وبَاعَهُ، وغيرَ مُتَعَدٍّ، مِثْلُ: عالَ وصارَ.
تنبيهٌ:
جاء مُضارِعُ (فَعَلَ) الواويِّ على (يَفْعُل)، ومُضارِعُ (فَعَلَ) اليائيِّ على (يَفْعِل)؛ إذ إنَّهم أرادوا التَّفرِقةَ بين الواويِّ واليائيِّ، فأعطَوُا الواويَّ الضَّمَّةَ؛ لأنَّ الضَّمَّةَ مِن جِنسِ الواوِ، وأعطَوُا اليائِيَّ الكَسْرةَ؛ لأنَّ الكَسْرةَ مِن جِنسِ الياءِ [993] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 126). .
ب- فَعِلَ: ويكونُ المُضارِعُ منه على (يَفْعَل)، ويأتي مُتَعَدِّيًا، مِثْلُ: هاب ونال، وغيرَ مُتَعَدٍّ، مِثْلُ: زال وحار [994] يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 58). .
- ولم يأتِ منه (فَعُلَ) بالضَّمِّ؛ استثقالًا له في اليائيِّ [995] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 56 – 58). .

انظر أيضا: