موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الرابعُ: أبوابُ المِثالِ


1- إذا كانت فاؤُه واوًا، فلا يخلو من أبنِيَةٍ ثلاثةٍ، هي:
أ- فَعَلَ: ويكون مُضارِعُه على (يَفْعِل) محذوفًا منه الواوُ، مِثْلُ: وَجَبَ يَجِبُ، ووَزَنَ يَزِنُ، سواءٌ أكان لازمًا أو مُتَعَدِّيًا [974] يُنظر: ((الممتع الكبير في التصريف)) لابن عصفور (ص: 280). .
وتحذفُ الواوُ في المصدَرِ منه على (فِعْلَةٍ)، تقول: وَعَدَ يَعِدُ عِدَةً، ووَزَنَ يَزِنُ زِنَةً [975] يُنظر: ((الممتع الكبير في التصريف)) لابن عصفور (ص: 282، 283). .
وقد شذ هنا لفظٌ واحِدٌ؛ هو: وجَدَ يجُدُ في قَولِ لَبيدٍ من الكامل:
لو شِئْتِ قد نَقَع الفؤادُ بشَرْبةٍ
تدَعُ الحوائِمَ لا يَجُدْنَ غَليلا [976]  نَقَع: الارتِواءُ بالماءِ، يُقالُ: شَرِبَ حتى نَقَع، والصَّوادي: جَمعُ الصَّادِيةِ، والصَّدَى: العَطَشُ، والغَليلُ: حراراةُ العَطَشِ، ويُقصَدُ به هنا شِدَّةُ الشَّوقِ، فمعنى البيتِ: لو شِئْتِ شَفَيْتِني من تباريحِ الشَّوْقِ برِيقِك. ينظر: ((شرح الشواهد الكبرى)) للعيني (4/ 2128). [977] يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 48).
وهو شاذٌّ، وقيل: هو لغةٌ لبني عامِرٍ [978] يُنظر: ((ارتشاف الضرب من لسان العرب)) لأبي حيان الأندلسي (1/ 159)، وفي ((لسان العرب)): (بالضَّمِّ لُغةٌ عامِرِيَّةٌ لا نظيرَ لها في بابِ المِثالِ)، والبَيتُ مَنسوبٌ للَبِيدٍ، وهو عامِريٌّ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 445). .
ب- فَعِلَ: ويكون مُضارِعُه (يَفْعَل) بالفَتحِ، مِثْلُ: وَجِلَ يَوْجَل.
وقد شذَّت من ذلك ألفاظٌ فجاء منها المُضارِعُ على (يَفْعِل)، فحُذِفَت منها الواوُ لوقوعِها بين ياءٍ وكَسرةٍ، وهي: وَرِثَ يَرِثُ، ووَرِيَ الزَّندُ يَرِي، ووَفِقَ يَفِقُ، ووَغِمَ يَغِمُ، ووَمِقَ يَمِقُ، ووَثِقَ يَثِقُ، ووَحِرَ صَدْرُه يَحِرُ، ووَغِرَ يَغِرُ، ووَعِمَ يَعِمُ، ووَرِعَ يَرِعُ، ووَسِعَ يَسِعُ، ووَطِئَ يَطِأُ، ووَرِمَ يَرِمُ، ووَلِهَ يَلِهُ [979]  وَرِيَ الزَّنْدُ: أي: ظَهَرَت نارُه، ووَغِمَ بفُلانٍ، أي: أخبَرَه بخَبرٍ لم يتثَبَّتْه، ووَحِرَ ووَغِرَ: أضمَرَ الحِقْدَ، ووَعَّمَ الدِّيارَ: قال لها انْعِمِي، ووَلِهَ: اشتَدَّ حُزْنُه حتى ذَهَب عَقْلُه وتحَيَّرَ من شِدَّةِ الوَجْدِ. ينظر: ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى (2/ 1028)، و(2/ 1045)، و(2/ 1017)، و(2/ 1044)، و(2/ 1057)، وومقه: أحبه. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (10/ 385). ، وأصلُها: (يَوْرِث، ويَوْرِي، ويَوفِق ...) [980] يُنظر: ((المنصف)) لابن جِنِّي (1/ 207)، ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 50)، ((الممتع الكبير في التصريف)) لابن عصفور (ص: 284)، ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 136). .
الفِعلُ المثالُ إن كانت عينُه أو لامُه من أحرُفِ الحَلقِ؛ فالقياسُ أن تُفتَحَ عَينُه، في مِثْلِ: وطِئَ يطَأُ ووَسِعَ يَسَعُ، ووَهَبَ يَهَبُ، وَوَضَعَ يَضَعُ، وَوَقَعَ يَقَعُ، وَوَلَغَ يَلَغ، فهذه الأفعالُ الأصلُ فيها أنَّها على وَزْنِ (يَفْعِل) لا (يَفْعَل)؛ لأنَّ الأصلَ فيهما يَوْطِئ، ويَوْسِع، ويَوْهِب، ويَوْضِع، ويَوْقِع، ويَوْلِغ؛ لكنَّهم فتحوا عينَ الكَلِمةِ تخفيفًا لأجْلِ حَرْفِ الحَلْقِ [981] يُنظر: ((الممتع الكبير في التصريف)) لابن عصفور (ص: 285). ، ومِثْلُ هذه الأفعالِ (يَدَعُ)، الذي لم يُستعمَلْ له ماضٍ (وَدَع) إلَّا في الضَّرورةِ، وحُمِل عليه الفِعلُ (يَذَر) -لأنه بمعناه، أي: تَرَك- الذي لم يُستعمَلْ له ماضٍ (وَذَر) لا في الضَّروةِ ولا في السَّعَةِ [982] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 130، 131). .
ج- فَعُلَ: يأتي مُضارِعُه على (يَفْعُل)، ولا تُحذَفُ الواوُ من مُضارِعه؛ نَحْوُ: وَضُؤَ يَوْضُؤ، وَطُؤَ يَوْطُؤ [983] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 50، 51). .
2- إذا كانت فاؤه ياءً، فلا يخلو من بناءَينِ، هما:
أ- فَعَلَ: ويكونُ المُضارِعُ على (يَفْعِل)، ولا تحذَفُ منه الياءُ كما حُذِفَت الواوُ في وَعَد ووَزَن؛ لأنَّ الياءَ أَخَفُّ مِن الواوِ، مِثْلُ: يَمَنَ يَيْمِن، ويَسَرَ يَيْسِر، ويَنَع يَيْنِع، وقد تُحذَفُ الياءُ على قِلَّةٍ، مِثْلُ: يَسَرَ يسِرُ، ويَئِسَ يئِسُ [984] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 132). .
ب- فَعِلَ: ويكونُ مُضارِعُه على (يَفْعَل)، وقد جاء منه فِعلانِ: يَئِسَ يَيْئَس، ويَبِسَ يَيْبَس، وشذَّ حَذفُ الياءِ فيهما: يَبِسُ، ويَئِسُ [985] يُنظر: ((المنصف)) لابن جِنِّي (1/ 195، 196)، ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 52، 53)، ((الممتع الكبير في التصريف)) لابن عصفور (ص: 286). .

انظر أيضا: