موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: مَزِيدُ الثُّلاثيِّ


المَزِيدُ فيه حَرفٌ:
وهو ثَلاثةُ أوزانٍ:
1- أفعَلَ (بزيادةِ الهَمْزةِ قَبْلَ فاءِ الكَلِمةِ)، مِثْلُ: أعطى وأقام، وأكرَمَ، وآتى، وآمَنَ، وأقرَّ.
2- فاعَلَ (بزيادةِ الألِفِ بعد فاءِ الكَلِمةِ)، مِثْلُ: قاتَلَ، وشارَكَ، وآخَذَ، وضارَبَ، ووالى.
3- فعَّل (بتكريرِ عَينِ الكَلِمِة، أو بتضعيفِ العَينِ)، مِثْلُ: زكَّى، وربَّى، وبرَّأ، وفرَّح.
تنبيهٌ: هذه الأفعالُ رَغْمَ أنَّها أربعةُ أحرُفٍ فإنَّ الزِّيادةَ فيها هنا ليست للإلحاقِ، ويدلُّك على هذا أنَّ مَصادِرَها لا تأتي على (فَعْلَلة) كالرُّباعيِّ، مِثْلُ: أكرَمَ إكرامًا، وقاتَلَ قِتالًا ومُقاتَلة، وزكَّى تَزْكِية [814] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 67)، ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 117). .
المَزِيدُ فيه حَرْفانِ:
1- انْفَعَل (بزيادةِ الألِفِ والنُّونِ قَبْلَ الفاءِ): مِثلُ: انكَسَر، وانهَزَم، وانطَوَى، وانشَقَّ، وانقادَ.
2- افْتَعَل (بزيادةِ الألِفِ والتاءِ بعد فاءِ الكَلِمةِ): مِثلُ: اجتَمَع، واتَّصَل، واصْطَبَرَ، واضْطَرب، واختار، واحتار، وادَّعى، واشتَقَّ.
3- افْعَلَّ (بزيادةِ الألِفِ وتَكرارِ الحَرفِ الأخيرِ): مِثلُ: احمَرَّ، واعوَرَّ.
4- تَفَعَّل (بزيادةِ التَّاءِ وتَكرارِ عَينِ الكَلِمةِ): مِثلُ: تعلَّم، وتزكَّى.
5- تَفَاعَلَ (بزيادةِ التاءِ قَبْلَ الفاءِ والألِفِ بعد الفاءِ): مِثلُ: تَبَارَكَ وتَعَالَى، وتَشَاوَرَ، وتَنَادَى.
المَزِيدُ فيه ثلاثةُ أحرُفٍ:
1- اسْتَفْعَلَ (بزيادةِ الألِفِ والسِّينِ والتاءِ قَبْلَ الفاءِ): مِثلُ: استخرَجَ، واستَقام.
2- افْعَوْعَلَ (بزيادةِ الألِفِ قَبْلَ الفاءِ، والواوِ بَعْدَ العَينِ، وتَكرارِ العَينِ بعد الواوِ): اخْشَوْشَن، واغْدَوْدَن الشَّعْرُ، أي: طال، واعْشَوْشَب المكانُ، أي: كَثُر العُشْبُ فيه.
3- افْعَالَّ (بزيادةِ ألِفِ الوَصْلِ في أوَّلِه، وألفٍ بعد العَينِ، وتضعيفِ اللَّامِ): مِثلُ: احْمَارَّ واشْهَابَّ بمعنى: قوَّةِ الحُمرةِ والشُّهْبَةِ [815] الشُّهبة: سواد وبياض. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 316). فيه.
4- افعَوَّل (بزيادةِ الألِفِ وواوٍ مُضعَّفةٍ قَبْلَ اللَّامِ): مِثلُ: اجْلَوَّذ، أي: أسرَعَ، واعْلَوَّط، أي: تعَلَّق بعُنُقِ النَّاقةِ ليَرْكَبَها [816] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 64 وما بعدها)، ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 115 وما بعدها)، ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 168 وما بعدها)، ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 600 وما بعدها)، ((شذا العرف في فن الصرف)) للحملاوي (ص: 73، 74). .
معاني صِيَغِ الزِّيادةِ:
أوَّلًا: معاني صِيَغُ مَزِيدِ الثُّلاثيِّ بحَرفٍ:
أفعَلَ:
يأتي منها المُتَعَدِّي واللَّازِمُ، وتأتي لمعانٍ كثيرةٍ:
1- التَّعْدِيةُ: وهي تحويلُ الفاعِلِ إلى مفعولٍ عن طريقِ الهَمْزةِ (هَمْزةِ التَّعْديةِ)؛ التي تجعَلُ الفِعْلَ اللَّازِمَ مُتَعَدِّيًا، مِثْلُ: فهِمَ الطالبُ، وبالهَمْزةِ نقولُ: أفْهَمتُ الطَّالِبَ، والمُتَعَدِّيَ لمفعولٍ مُتَعَدِّيًا لمفعولينِ، مِثْلُ: أفْهَمتُ فلانًا المسألةَ، والمُتَعَدِّيَ لمفعولَينِ مُتَعَدِّيًا لثلاثةِ مفاعيلَ، مِثْلُ: عَلِم الطَّالِبُ الامتحانَ سَهلًا، وبالتَّعْديةِ نَقولُ: أعلَمْتُ الطَّالِبَ الامتحانَ سهلًا.
ومن شواهِدِه القُرآنيَّةُ: قَولُه تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا [البقرة: 36] ، أي: حمَلَهما على الزَّلَلِ [817] يُنظر: ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 126). .
2- الصَّيرورةُ: أي: "صار ذا كذا"، وهو أن يصيرَ الفاعِلُ صاحِبَ الشَّيءِ الذي جاء منه الفِعْلُ، مِثْلُ: ألْبَنَتِ الشَّاةُ، أي: صارت ذاتَ لَبَنٍ، وأثْمَرَ البُستانُ، أي: صار ذا ثَمَرٍ.
ومن المُمكِنِ أن يكونَ الشَّيءُ المقصودُ بالفِعْلِ مُتعَلِّقًا بالفاعِلِ دونَ أن نَقصِدَ الفاعِلَ، كقَولِنا: أجْرَبَ الرَّجُلُ، أي: صار ذا إبِلٍ فيها جَرَبٌ [818] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 600)، ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 127). .
3- للإعانةِ، مِثْلُ: أرْعَيتُ فُلانًا وأقْرَيْتُه، أي: أعَنْتُه على الرَّعْيِ والقِرَى.
4- الدُّخولُ في الشَّيءِ مَكانًا أو زَمانًا: مِثلُ: أشْأَم وأعْرَقَ، أي: دخَلَ الشَّامَ والعِراقَ، وأصْبَحَ وأمْسَى، أي: دخل في الصَّباحِ والمساءِ، ولبُلوغِ العَدَدِ أيضًا، مِثْلُ: أتْسَعَتِ الدَّراهِمُ، أي: بلَغَت التِّسعينَ.
5- مُصادَفةُ الشَّيءِ على صِفةٍ: يعني أن يجِدَ الفاعِلُ المفعولَ مُتَّصِفًا بصِفةِ الفِعْلِ، كقَولِنا: أبْخَلتُ فُلانًا، أي: وجَدْتُه أو صادَفْتُه بخيلًا، وكقَولِه: فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ [يوسف: 31] ، أي: وجدْنَه كَبيرًا عَظيمًا.
6- السَّلْبُ والإزالةُ: يعني: أن يُزيلَ الفاعِلُ عن المفعولِ الفِعْلَ، كقَولِنا: أشْكَيتُ فلانًا، أي: أزلْتُ شَكواه؛ وفي الحديثِ: ((شَكَونا إلى رَسُولِ اللهِ حَرَّ الرَّمْضاءِ -بسَبَبِ صَلاةِ الظُّهْرِ- فلم يُشْكِنا )) [819] أخرجه مسلمٌ(619). ؛ يعني: فلم يُزِلْ شَكْوانا [820] يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 69). .
7- لجَعْلِ الشَّيءِ صاحِبَ ما اشتُقَّ منه الفِعْلُ، مِثْلُ: أنْعَلْتُه وأقْبَرْتُه، أي: جعَلْتُ له نَعْلًا، وقَبْرًا.
8- الحَيْنونةُ (الاستِحقاقُ): يعني أن يَقرُبَ الفاعِلُ مِنَ الدُّخولِ في الفِعْلِ، كقَولِنا: أحْصَدَ الزَّرعُ، أي: حان وقرُب حصادُه، وأزوَجَت هِندٌ، أي: أصبَحَت في سنٍّ تَستَحِقُّ معها الزَّواجَ.
9- التعريضُ: يعني: تعريضَ المفعولِ للفِعْلِ، كقولنا: أرْهَنْتُ البَيتَ وأبَعْتُه، أي: عَرَضْتُه للرَّهْنِ والبَيعِ [821] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 71، 72). .
10- قد يأتي (أفعَلَ) مِثْلُ (فَعَلَ) ويوافِقُه في المعنى لكِنْ بقلَّةٍ، مِثْلُ: شَكَلَ الأمرَ وأشْكَلَ، وذَعَنَ له وأذْعَن [822] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 72، 73). ، وقد يُغني (أفعَلَ) عن (فَعَل)، مِثْلُ: أفْلَحَ (فاز)، وأذْنَب (أَثِمَ)، وأقْسَم (حَلَف) [823] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 600، 601). .
11- يأتي لمطاوَعةِ (فَعَل) فيكونُ (فَعَل) مُتَعَدِّيًا و(أفعَلَ) لازمًا، مِثْلُ: كَبَبْتُ زيدًا على وَجْهِه، وأكَبَّ زيدٌ على وَجْهِه، وقَشَعَتِ الريحُ السَّحابَ، وأقْشَعَ السحابُ.
12- قد يأتي (أفعَلَ) للدُّعاءِ، كقَوْلِنا: أسْقَيْتُه، أي: دعَوْتُ له بالسُّقيا، كقَولِ ذي الرُّمَّةِ يتحَدَّثُ عن طَلَلٍ لميَّةَ مَعْشوقتِه من الطويل:
وأُسْقِيه حتى كاد مما أَبُثُّه
تُكَلِّمُني أحجارُهُ ومَلاعِبُهْ [824] يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 68 – 70)، ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 600، 601)، ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 77، 78)، ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (71 – 73)، ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 124 – 131)
صيغةُ (فاعَلَ):
يأتي منها المُتَعَدِّي واللازِمُ، ومعانيها:
1- المفاعَلةُ (المُشارَكةُ بين اثنينِ أو أكثَرَ)، وهو أن يفعَلَ أحَدُهما بصاحبِه فِعلًا، فيُقابِلُه الآخَرُ بمِثْلِه، مِثْلُ: ضارَب زيدٌ عَمرًا.
وأيضًا هذه الصِّيغةُ تَنقُلُ الفِعْلَ اللَّازِمَ إلى المُتَعَدِّي، تقولُ: ماشَيْتُه، والأصلُ: مَشَيتُ ومَشَى، فإنَّ الفِعْلَ إذا كان يتعَدَّى لمفعولٍ لا يصلُحُ أن يكونَ فاعِلًا، مِثْلُ: جَذَبتُ الثَّوبَ، فالثَّوبُ لا يصلُحُ أن يكونَ فاعِلًا للجَذْبِ، فإنَّه يتعدَّى لمفعولٍ ثانٍ يصلُحُ أن يكونَ فاعِلًا، أقولُ: جاذَبتُ محمَّدًا الثَّوبَ [825] يُنظر: ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 136). .
2- التكثيرُ: مِثلُ: ضاعَفتُ أجْرَه.
3- المُوالاةُ: معناها: أن يتكَرَّر الفِعْلُ ويَتلوَ بَعْضُه بعضًا، مِثْلُ: والَيتُ الصَّومَ وتابَعْتُ القِراءةَ [826] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 75). .
4- جَعْلُ الشَّيء ذا أصلٍ: مِثلُ: راعِنا سَمْعَك، أي: اجعَلْه ذا رِعايةٍ لنا [827] يُنظر: ((المستقصى في تصريف الأفعال)) لعبد اللطيف محمد الخطيب (ص: 329). .
5- قد يأتي (فاعَلَ) بمعنى (فَعَل)، مِثْلُ: جاوَزْتُه وجُزْتُه، وواعَدْتُه ووَعَدْتُه، أو يُغني عنه؛ لعَدَمِ مَجيءِ المُجَرَّدِ منه، مِثْلُ: سافَرَ وهاجر [828] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 75). .
6- يأتي (فاعَلَ) بمعنى (أفعَلَ)؛ مُتَعَدِّيًا كان، مِثْلُ: باعدتُ الشَّيءَ وأبْعَدْتُه، أو لازِمًا، مِثْلُ: شارَفْتُ على البَلَدِ وأشْرَفْتُ عليه [829] يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 73، 74)، ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 602، 603)، ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 78، 79)، ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (74، 75)، ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 135 - 138). .
تنبيهٌ:
تأتي (فاعَلَ) للمُفاعَلةِ أصلًا، أمَّا مجيئُها لغيرِ المُفاعَلةِ فليس بأصلٍ، لكِنَّه موجودٌ وله أمثِلةٌ في اللُّغةِ، ويأتي لمعانٍ كثيرةٍ [830] يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 73). .
صيغةُ (فَعَّل):
يأتي منها اللَّازِمُ والمُتَعَدِّي، وتُستَعمَلُ في معانٍ كثيرةٍ:
1- التكثيرُ: أغلَبُها وأكثَرُها، والكَثرةُ إمَّا أن تكونَ في الفِعْلِ، كقَولِه تعالى: وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ [يوسف: 31] ، وإمَّا في الفاعِلِ: مِثلُ: موَّتَتِ الإبِلُ، أي: كثُرَ فيها الموتُ، وإمَّا في المفعولِ: وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ [يوسف: 23] ، أي: أغلَقَت أبوابًا كثيرةً.
2- نِسبةُ المفعولِ إلى أصلِ الفِعلِ: مِثلُ: كفَّرْتُه، وفَسَّقْته، أي: نسَبْتُه للكُفْرِ والفُسوقِ.
3- التوَجُّهُ نَحوَ ما أُخِذَ منه الفِعْلُ: مِثلُ: شرَّق وغرَّب، أي: توجَّه نحوَ الشَّرقِ والغَربِ.
4- اختِصارُ حِكايةِ المُرَكَّبِ (الجُمَل): مِثلُ: هلَّل وكَبَّر وسَبَّح.
5- الدَّلالةُ على أنَّ الفاعِلَ يُشبِهُ ما أُخِذَ منه الفِعلُ: (صيرورةُ الشَّيءِ شِبْهَ شَيءٍ)، كقَولِنا: حجَّرَ الطِّينُ، أي: أشبَهَ الحَجَرَ في صَلابتِه [831] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 73، 74). .
6- قَبولُ الشَّيءِ: مِثلُ: شفَّعْتُ زيدًا: قَبِلْتُ شفاعَتَه [832] يُنظر: ((شذا العرف في فن الصرف)) للحملاوي (ص: 80). .
7- القيامُ على الشَّيءِ: مِثلُ: مرَّضْتُه، أي: قُمتُ عليه حالَ مَرَضِه [833] يُنظر: ((المستقصى في علم التصريف)) لعبد اللطيف محمد الخطيب (ص: 322). .
- تَشتَرِكُ صِيغةُ (فعَّل) مع (أفعَلَ) في: التَّعْديةِ، مِثْلُ: فرَّحْتُه وعلَّمْتُه، والإزالةِ، مِثْلُ: جرَّبت البَعيرَ: أي: أزلْتُ جَرَبَه، وقشَّرْتُ الفاكِهةَ، أي: أزَلْتُ قِشْرَها [834] يُنظر: ((شذا العرف في فن الصرف)) للحملاوي (ص: 79). ، والدُّعاءِ: مِثلُ: سقَّيتُه، أي: قُلْتُ له: سقاك اللهُ [835] يُنظر: ((المستقصى في علم التصريف)) لعبد اللطيف محمد الخطيب (ص: 323). .
- يأتي (فعَّل) بمعنى المُجَرَّدِ، مِثْلُ: بشَر وبشَّر، ويأتي بمعنى (تفعَّل)، مِثْلُ: ولَّى وتولَّى، وقد يُغني عنهما [836] يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 70 - 73)، ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 601)، ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 79، 80)، ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 73، 74)، ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 131 - 135) .
ثانيًا: معاني صِيَغِ مَزِيدِ الثُّلاثيِّ بحَرفَينِ:
انفَعَلَ:
ليس لزيادَتِه إلَّا معنًى واحِدٌ، وهو: المطاوَعةُ، وهي قَبولُ تأثيرِ الغَيرِ، مِثْلُ: كَسَره فانكَسَر، ولا يكونُ إلَّا لازِمًا.
وفي الغالِبِ يأتي مُطاوِعًا لفِعلٍ ثُلاثيٍّ عِلاجيٍّ [837] وهي: ما يحتاجُ في إحداثِه إلى عِلاجٍ وتأثيرٍ، وما يحتاجُ إلى تحريكِ عُضْوٍ. ، مِثْلُ: فَتَحْتُه فانْفَتَح، وقُدْتُه فانْقادَ، ومَحَوْتُه فانْمَحى، وهَزَمْتُه فانْهَزَم [838] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 108). ؛ فلا يُقالُ: علَّمْتُه فانْعَلَم، فهَّمْتُه فانْفَهَم؛ لذا فقد استَضعَفَ البَعضُ: انْعَدَمَ [839] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 80). .
ويأتي على نحوٍ قليلٍ في مطاوَعةِ (أفْعَلَ)، مِثْلُ: أغلقْتُ البابَ فانْغَلَق.
قد يأتي بمعنى المُجَرَّد، مِثْلُ: انْطَفَأتِ النَّارُ وطَفِئَتْ، وقد يُغني عنه، مِثْلُ: انطلَقَ بمعنى ذَهَب، وقد يُغني عن (أفْعَلَ)، مِثْلُ: انْحَجَز، أي: أتى الحِجازَ [840] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 605). .
افتَعَلَ:
يأتي منه المُتَعَدِّي واللَّازِمُ، ومعانيها:
1- المطاوَعةُ: للثُّلاثيِّ وغَيرِه ويطاوِعُ الثُّلاثيَّ أكثَرَ؛ فيطاوِعُ (فَعَلَ)، مِثْلُ: جَمَعْتُه فاجْتَمَع، ويطاوِعُ (أفْعَلَ)، مِثْلُ: أنْصَفْتُه فانْتَصَف، ويطاوِعُ (فَعَّلَ)، مِثْلُ: قرَّبْتُه فاقْتَرَبَ، ولا يُشتَرَطُ أن يدُلَّ الفِعْلُ على عِلاجٍ.
2- التشارُكُ (التفاعُلُ): اخْتَصَمَ محمدٌ وعَلِيٌّ، واجْتَوَرا (من المجاوَرةِ)، واشْتَوَرا (من المشاوَرةِ).
3- المبالَغةُ والاجتِهادُ والتعَمُّلُ (التسبُّبُ): مِثلُ: اكْتَسَبَ واكْتَتَبَ، أي: اجتَهَد في الكَسْبِ والكِتابةِ.
4- الاختيارُ: مِثلُ: انْتَقاه، وانْتَخَبَهُ، واجْتَباه، واخْتارَه.
5- اتخاذُ الفاعِلِ ما يشيرُ إليه الفِعلُ: مِثلُ: اخْتَتَمَ محمَّدٌ، أي: اتخذ خاتَمًا، واخْتَبَزَ، أي: اتخَذَ خُبزًا [841] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 77). .
6- لفِعلِ الفاعِلِ بنَفْسِه: مِثلُ: اكْتَحَل وادَّهَنَ.
7- الإظهارُ: مِثلُ: اعْتَذَر، واعْتَظَم، أي: أظْهَرَ العُذْرَ، وأظْهَر العَظَمةَ [842] يُنظر: ((شذا العرف في فن الصرف)) للحملاوي (ص: 81). .
8- مِنَ المُمكِنِ أن يأتيَ بمَعنى الثُّلاثيِّ المُجَرَّدِ، مِثْلُ: قرأ السُّورةَ واقْتَرأَها، وحَمَلَ واحْتَمَل، وافْتَقَر بمعنى (فَقِرَ).
9- قد يأتي للإغناءِ عن (فَعَلَ)، مِثْلُ: ارْتَحَل، إغناءً عن (رحَل) [843] يُنظر: ((المستقصى في تصريف الأفعال)) لعبد اللطيف محمد الخطيب (ص: 339، 340). .
10- يأتي بمعنى (تفعَّل)، مِثْلُ: ابْتَسَم، وتبسَّم، ويأتي بمعنى (اسْتَفْعَلَ)، مِثْلُ: اعْتَصَم واسْتَعْصَم [844] يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 81، 82)، ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 604)، ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 81)، ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 76، 77)، ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 145 – 149). .
افْعَلَّ:
1- يأتي (افْعَلَّ) للألوانِ، مِثْلُ: احْمَرَّ واسْوَدَّ، ولا يكونُ إلَّا لازمًا.
2- قد يدُلُّ على العُيوبِ الحِسِّيَّةِ، مِثْلُ: اعْوَرَّ واحْوَلَّ.
3- قد يأتي للمُطاوَعةِ، مِثْلُ: رَعَوْتُه فارْعَوى.
4- قد يدُلُّ على غيرِ العُيوبِ والألوانِ، مِثْلُ: اشْعَلَّ، واقْطَرَّ [845] اشعل الرأس: ابْيَضَّ. اقطر النبات: أخذ يَجِفُ. يُنظر: ((ارتشاف الضرب)) لأبي حيان (1/177)، ((المنصف)) لابن جني (ص: 352). .
تنبيهٌ:
ذهب الخَليلُ إلى أنَّ (افْعَلَّ) مقصورٌ مِن (افْعَالَّ) [846] يُنظر: ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 132، 133). .
تَفَعَّلَ:
يأتي منها اللَّازِمُ والمُتَعَدِّي، وتأتي لمعانٍ عِدَّةٍ، هي:
1- مطاوَعةُ (فعَّل): مِثلُ: هَذَّبْتُه فتهذَّب، وعلَّمْتُه فتعَلَّم، وأدَّبْتُه فتأدَّب.
2- التكَلُّفُ: بمعنى أنَّ الفاعِلَ يُعاني الفِعلَ كي يحصُلَ عليه، مِثْلُ: تكرَّم، وتحلَّم، وتصبَّر، وفي قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّما العِلمُ بالتَّعلُّمِ، والحِلْمُ بالتَّحلُّمِ ...)) [847] أخرجَه أبو نُعيمٍ في ((حلية الأولياء)) (5/174)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (18/97) من حديثِ أبي الدرداء رَضي اللهُ عنه. ، والمعنى: أنَّ الإنسانَ يحصُلُ على العِلْمِ بمُعاناةِ العِلْمِ، ولا يكونُ التكَلُّفُ إلَّا في الصِّفاتِ المحمودةِ؛ كالعِلْمِ والصَّبرِ والشَّجاعةِ.
3- الاتخاذُ: يعني: اتخاذَ الفاعلِ المفعولَ مما يدُلُّ عليه الفِعْلُ، مِثْلُ: توسَّدْتُ يَدِي، أي: اتخَذْتُها وِسادةً.
4- التجنُّبُ: يعني: تَرْكَ الفاعِلِ للفِعلِ، مِثْلُ: تحرَّجْتُ، وتأثَّمْتُ، وقَولِ اللهِ تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ [الإسراء: 79] ، أي: دَعِ الهُجودَ، وهو النَّومُ.
5- التَّدريجُ (مُواصَلةُ العَمَلِ في مُهلَةٍ): الدَّلالةُ على وُقوعِ الفِعْلِ مَرَّةً تِلْوَ أُخرى، مِثْلُ: تجرَّعتُ الدَّواءَ، أي: أخَذْتُه مرَّةً بَعْدَ أُخرى.
6- الطَّلَبُ: مِثلُ: تكبَّر، وتعظَّم، أي: طَلَب أن يكونَ كَبيرًا وعظيمًا، فيكونُ بمعنى (اسْتَفْعَلَ) [848] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 78). .
7- النِّسبةُ: مِثلُ: تعرَّب، أي: انتَسَب للعَرَبِ، وتتمَّمَ، أي: انتَسَب إلى تميمٍ.
8- التلبُّسُ بالفِعْلِ: مِثلُ: تقمَّصَ، أي: لَبِسَ قَميصًا.
9- الصَّيرورةُ (صار ذا كذا): مِثلُ: تحجَّر الطِّينُ، وتنصَّر (دخل في دينِ النَّصْرانيَّةِ) [849] يُنظر: ((المستقصى في علم التصريف)) لعبد اللطيف محمد الخطيب (ص: 342 – 348). .
10- قد يأتي (تَفَعَّلَ) بمعنى (فَعَّلَ)، مِثْلُ: ولَّى وتولَّى [850] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 79). ، ويُغني عن (فعَّل)، مِثْلُ: تَوَيَّل، يعني: قال: يا وَيلَاه!
11- وقد يأتي بمعنى الثُّلاثيِّ لعَدَمِ وُرودِه، مِثْلُ: تكلَّم، وتصدَّر، ويأتي موافقًا للمُجَرَّدِ (فَعَلَ)، مِثْلُ: تعجَّب بمعنى (عَجِب)، وتبرَّأ بمعنى بَرِئ [851] يُنظر: ((المستقصى في علم التصريف)) لعبد اللطيف محمد الخطيب (ص: 348). [852] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 74 – 77)، ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 602). .
تفاعَلَ:
يأتي منها اللَّازِمُ والمُتَعَدِّي، ومعانيها:
1- الاشتِراكُ في الفاعِلِيَّةِ لَفظًا، وفي الفاعِلِيَّةِ والمفعوليَّةِ في المعنى، مِثْلُ: تضارَبَ زيدٌ وعَمْرٌو.
ونلاحِظُ هنا الاختِلافَ بين بناءَيْ (تَفَاعَل) و(فَاعَلَ)؛ فبناءُ (تَفَاعَلَ) يكونُ الاثنانِ فاعلَيْنِ صراحةً، أمَّا بِناءُ (فَاعَلَ)، فإنَّ أحَدَهما يكونُ فاعلًا في اللَّفظِ، والآخَرُ يكونُ مَفعولًا في اللَّفظِ (فاعِلًا ضِمنًا)، ومن ثَمَّ فإنَّ بِناءَ (تَفَاعَلَ) ينقُصُ عن بناءِ (فَاعَلَ) مفعولًا؛ فإذا كان بناءُ (فَاعَلَ) مُتَعَدِّيًا لمفعولَينِ، كان بناءُ (تَفَاعَلَ) مُتَعَدِّيًا لمفعولٍ واحدٍ، مِثْلُ: جاذَبتُ عليًّا ثَوْبَه، نقولُ: تجاذَبَ محمَّدٌ وعليٌّ الثَّوبَ، وإذا كان بناءُ (فَاعَلَ) مُتَعَدِّيًا لمفعولٍ واحدٍ، كان بناءُ (تَفَاعَلَ) لازمًا، مِثْلُ: شارَك محمَّدٌ عَمْرًا، نقول: تشارَك محمَّدٌ وعمروٌ، ومنه قَولُ امرِئِ القَيسِ من الطويل:
فلمَّا تنازَعْنا الحَديثَ وأسمَحَتْ
هَصَرْتُ بغُصنٍ ذي شماريخَ مَيَّالِ [853]  يُنظر: ((ديوان امرئ القيس)) (ص: 32)، هَصَرَ بالغُصْنِ: إذا أخَذَ برأسِه فأمالَه إليه، وشَبَّه جَسَدَها بالغُصْنِ، وشَبَّه شَعْرَها بشَماريخِ النَّخْلِ في كَثرتِه والتِفافِه. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/ 264)، و(5/ 265).
وقَولُ الأعشى من البسيط:
نازَعْتُهم قُضُبَ الرَّيحانِ مُرتَفِقًا
وقَهوةً مَزَّةً راوُوقُها خَضِلُ [854]  المَزَّة: الخَمْرُ، والرَّاوُوقُ: مِصفاةُ الشَّرابِ، خَضِل: رَطِب. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/ 410) و(10/ 134)، و(11/ 208).
ففي بيتِ الأعشى (نازَعَ) مُتَعَدٍّ لمفعولينِ، هما: (هُمْ) و(قُضُب)، وفي بيتِ امرئِ القَيسِ (تنازَعَ) مُتَعَدٍّ لمفعولٍ واحدٍ، وهو (الحديث).
2- التكَلُّفُ: بمعنى أنَّ الفاعِلَ يُظهِرُ الفِعْلَ وليس مُتَّصِفًا به على الحقيقةِ، مِثْلُ: تَغابَى، وتَجاهَل، وتَباخَل، وتَكاسَل، يعني: أظهَرَ الغَباءَ والجَهْلَ، والبُخلَ والكَسَل.
والفَرْقُ بين تكلُّفِ (تَفَاعَلَ) وتكلُّفِ (تَفَعَّلَ): أنَّ تكلُّفَ (تَفَاعَل) غيرُ مَرغوبٍ في حُصولِه، فيأتي في الصِّفاتِ المذمومةِ، وتكلُّفُ (تَفَعَّلَ) مرغوبٌ في حُصولِه؛ فيأتي في الصِّفاتِ المحمودةِ.
3- مطاوَعةُ (فاعَلَ): باعَدْتُه فتباعَد، ووالَيتُه فتَوالَى.
4- حُصولُ الشَّيءِ بالتدريجِ: توارَدتِ الإبِلُ، وتزايَدَ الماءُ.
5- يأتي لموافَقةِ المُجَرَّدِ، مِثْلُ: تَعالَى، وتَوانَى، بمعنى: علا، ووَنَى.
6- يأتي للإغناءِ عن المُجَرَّدِ، مِثْلُ: تثاءَبَ.
7- يأتي بمعنى استَفعَلَ للطَّلَبِ، مِثْلُ: تقاضَيتُه الدَّينَ، أي: اسْتَقْضَيتُه [855] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 78، 79)، ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 603، 604)، ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 82، 83)، ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 79، 80)، ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 138 – 140). .
ثالثًا: معاني صِيَغِ مَزِيدِ الثُّلاثيِّ بثَلاثةِ أَحرُفٍ:
اسْتَفْعَل:
يأتي منها اللَّازِمُ والمُتَعَدِّي، ومعانيها:
1- الطَّلَبُ: بمعنى إرادةِ الفاعلِ القيامَ بالفِعْلِ مِنَ المفعولِ به، وهذا الذي يَغلِبُ على هذه الصِّيغةِ، والطَّلَبُ على نَوعَين:
أ- أن يكونَ حقيقةً: مِثلُ: استغفرتُ اللهَ؛ فهنا الفاعِلُ يَطلُبُ مِنَ المفعولِ (الله) أصْلَ الفِعْلِ (المغفِرةَ).
ب- أن يكونَ مجازًا: بمعنى أنَّ الفِعلَ غيرُ قابِلٍ لأن يَقَعَ من المفعولِ، مِثْلُ: قَولِه تعالى: ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ [الفاتحة: 76]، أي: طلب إخراجَها.
2- التحوُّلُ والصَّيرورةُ: يعني: تحوُّلَ الفاعلِ لحالةِ الفِعْلِ، وقد يكونُ:
أ- التحَوُّلُ تشبيهًا، مِثْلُ: اسْتَرْجَلَتِ المرأةُ، يعني: صارت كالرَّجُلِ.
ب- التحَوُّلُ حقيقةً: مِثلُ: اسْتَحْجَر الطِّينُ، أي: تحوَّل إلى حِجارةٍ.
3- المصادَفةُ: يعني أنَّ الفاعِلَ وَجَد المفعولَ به على صِفةِ الفِعْلِ، مِثْلُ: اسْتَعْظَمْتُ فُلانًا، واسْتَكْرَمْتُه، أي: وجَدْتُه عَظيمًا وكَريمًا.
4- اختِصارُ حِكايةِ المُرَكَّبِ (الجُمَل): مِثلُ: اسْتَرْجَع، أي: قال: (إنَّا لله وإنَّا إليه راجِعونَ).
5- مطاوعةُ (أفْعَلَ): مِثلُ: أحْكَمْتُه فاسْتَحْكم، وأقَمْتُه فاسْتَقام [856] يُنظر: ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 82، 83). .
6- اعتِقادُ صِفةِ الشَّيءِ: مِثلُ: اسْتَحْسَنْتُ الأمرَ، واسْتَصْوبْتُه، أي: اعتقَدْتُ حُسْنَه وصوابَه.
7- القُوَّةُ: مِثلُ: اسْتَهْتَرَ، واسْتَكْبَرَ، أي: قَوِيَ هَتْرُه، وكِبْرُهُ [857] يُنظر: ((شذا العرف في فن الصرف)) للحملاوي (ص: 84). .
8- يأتي (استَفعَلَ) بمعنى الثُّلاثيِّ، مِثْلُ: أنِس واسْتَأنَس، وغَنِيَ واسْتَغَنى، ويئِس واسْتَيْأس.
9- ويأتي للإغناءِ عن (فعَل) المجرَّدِ، مِثْلُ: اسْتَنْكف، واسْتَأْثر.
10- ويأتي بمعنى (أفْعَلَ)، مِثْلُ: أجاب واسْتجابَ، وأيقَنَ واسْتَيْقَنَ.
11- قد يأتي بمعنى (تَفَعَّلَ)، مِثْلُ: تكبَّر واسْتَكْبَرَ، وتيَّقَن واسْتَيْقَن.
12- وقد يأتي بمعنى (افْتَعَلَ)، مِثْلُ: اعْتَصَم واسْتَعْصَم.
13- وقد يأتي (اسْتَفْعَلَ) وليس له فِعلٌ ثُلاثيٌّ، مِثْلُ: اسْتَحْيَا، أي: أخَذَه الحَياءُ [858] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 82 - 84)، ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 606)، ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 83، 84)، ((دروس التصريف)) لمحمد محيي الدين عبد الحميد (ص: 82، 83)، ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 149 – 154) .
أمَّا الصِّيَغُ الأُخرى، فكُلُّها تفيدُ المُبالَغةَ وقُوَّةَ المعنى، وهي:
افْعَوْعَل: مِثلُ: اغْدَوْدَنَ الشَّعْرُ (طال)، واعْشَوْشَبَ المكانُ (كثُر عُشْبُه)، واخْشَوْشَنَ (كَثُرَت خُشونَتُه)؛ قال عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه: (...وإيَّاكم والتنعُّمَ وزِيَّ العَجَمِ، وعليكم بالشَّمسِ؛ فإنَّها حمَّامُ العَرَبِ، واخْشَوْشنوا..) [859] أخرَجَه مِن طُرقٍ ابنُ حِبَّان (5454) واللفظُ له، والبيهقيُّ (20230)، وأصله في ((صحيح مسلم)) (2069). ، و(افْعَوْعَل) يفيدُ المُبالَغةَ والكَثْرةَ.
- يأتي (افْعَوعَل) بمعنى الصَّيرورةِ أيضًا، مِثْلُ: احْلَوْلَى الشَّيءُ: أي: صار حُلوًا، واحْقَوْقَفَ الهِلالُ: أي: صار أحْقَفَ مُنحَنِيًا [860] يُنظر: ((المستقصى في علم التصريف)) لعبد اللطيف محمد الخطيب (ص: 365). .
- قد يأتي مُوافِقًا لـ(اسْتَفْعَل)، مِثْلُ: احْلَولَيْتُ الشَّيءَ، أي: اسْتَحْلَيْتُه، بمعنى: وجَدْتُه حُلوًا، وقد يكونُ مُتَعَدِّيًا، لكِنَّ استعمالَه لازمًا بمعنى الصَّيرورةِ أكثَرُ [861] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 608، 609). .
افْعَوَّلَ: بناءٌ مُرتَجَلٌ، ليس هناك فِعلٌ ثُلاثيٌّ منه، مِثْلُ: اجْلَوَّذ، واخْرَوَّط الرَّجُلُ، أي: أسرع، واعْلَوَّط، يأتي للمبالَغةِ وكَثرةِ الفِعْلِ [862] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 180). .
افْعَالَّ:
قد عَدَّ الصَّرفِيُّونَ صِيغةَ (افْعَلَّ) اختِصارًا لصيغةِ (افْعَالَّ)، وتأتي في الغالِبِ للألوانِ والعُيوبِ، مِثْلُ: احمارَّ، واصفارَّ، واعوارَّ، وقد تأتي لغيرِ الألوانِ والعُيوبِ، مِثْلُ: ابْهَارَّ اللَّيلُ: اشتَدَّت ظُلْمَتُه، وابْهَارَّ القَمَرُ: كثُر ضَوؤُه، ولا يكونُ (افْعَالَّ) إلَّا لازِمًا.

انظر أيضا: