موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّاني: الفِعلُ المتصَرِّفُ


عرَّفه أبو حيَّانَ بأنَّه: (ما اختَلَفَت بِنْيَتُه لاختِلافِ زَمانِه) [785] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (4/ 2035). ، فيتصَرَّفُ من صيغةٍ لأخرى لاختِلافِ الأزمِنةِ.
أقسامُه:
تامُّ التصَرُّفِ:
هو ما يأتي منه الماضي والمُضارِعُ والأمْرُ، نَحْوُ: (قالَ، يقُولُ، قُلْ)، وهو أغلَبُ الأفعالِ.
ناقِصُ التصَرُّفِ:
ما يأتي منه اثنانِ مِنَ الأزمنةِ الثَّلاثةِ، ولم يَرِدْ في اللُّغةِ بالاستِقراءِ إلَّا نوعانِ:
1- ما يأتي منه الماضي والمُضارِعُ؛ نَحْوُ: ما زال وأخواتُها (ما بَرِح، ما فَتِئَ، ما انفَكَّ)، ومن أفعالِ المقارَبةِ (كاد، وأوشَك).
2- ما يأتي منه المُضارِعُ والأمرُ؛ نَحْوُ: يَذَر وَذَرْ، ويَدَع وَدَعْ؛ كقولِ اللهِ تعالى: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عليْهِ [آل عمران: 179] ، وقَولِه تعالى: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا [المدثر: 11] [786] يُنظر: ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 188). .
وأكثَرُ العُلَماءِ على أنَّ ماضِيَ (يَذَر، ويَدَع) متروكٌ، ومنهم مَن يذكُرُ لهما صيغةَ الماضي؛ فيكونانِ -من ثَمَّ- تامَّيِ التصَرُّفِ، وقد قُرِئَ شُذوذًا قَولُه تعالى: مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [الضحى: 3] بالتخفيفِ (وَدَعَك) [787] يُنظر: ((البحر المحيط)) لأبي حيان (10/ 496)، ((الارتشاف)) لأبي حيان (4/ 2040). .
تَنبيهٌ:
الفِعلُ (ينبغي) الصَّحيحُ أنَّه جاء منه الماضي (انْبَغى)، فيكونُ فِعلًا متصَرِّفًا ناقِصَ التصَرُّفِ، كما في لِسانِ العَرَبِ [788] يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/ 77). والقاموسِ المحيطِ [789] يُنظر: ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (1/ 1263). ، وقد اعتَبَرَه ابنُ مالِكٍ فِعلًا جامِدًا خِلافًا للصَّحيحِ؛ إذ يُقالُ: انبغى ينبغي، فهو من أفعالِ المطاوَعةِ [790] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (4/ 2038). .

انظر أيضا: