موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثَّاني: مُعْتَلُّ العَينِ (الأجوَفُ - ذو الثَّلاثةِ)


هو ما كانت عَينُه (وَسَطُه) حَرْفَ عِلَّةٍ.
سُمِّيَ أجوَفَ؛ لأنَّ اعتِلالَه مُنصَبٌّ في الوَسَطِ الذي هو كالجَوفِ للكَلِمةِ [757] يُنظر: ((مجموعة الشافية في علمي التصريف والخط)) شرح الجاربردي (1/ 175). ، ولأنَّ عَينَه تذهَبُ في كثيرٍ مِنَ المواضِعِ؛ فشبَّهوه بالشَّيءِ الذي أُخِذَ ما في داخِلِه فبَقِيَ أجوَفَ.
ويسمَّى ذا الثَّلاثةِ؛ لأنَّه يكونُ على ثلاثةِ أحرُفٍ إذا تكَلَّمْتَ عن نَفْسِك، مِثْلُ: قُلْتُ وبِعْتُ، فالصَّرفِيُّونَ إذا أرادوا أن يُصَرِّفوا الماضِيَ أو المُضارِعَ فإنَّهم يَبتَدِئون بالحديثِ عن النَّفْسِ، مِثْلُ: ضَرَبْتُ، لأنَّ نَفْسَ المتكَلِّمِ أقرَبُ الأشياءِ إليه، فلمَّا رأوا أنَّ الحِكايةَ عن النَّفْسِ من الأجوَفِ تكونُ على ثلاثةِ أحرُفٍ، سمَّوه ذا الثَّلاثِة [758] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 34). .
المُعْتَلُّ العَينِ (الأجْوَفُ) إمَّا أن تكونَ عَينُه ألِفًا، وهي مُنقَلِبةٌ عن أصل (واوٍ أو ياءٍ)، أو تكونَ عينُه واوًا، مِثْلُ: عَوِر، أو ياءً، مِثْلُ: صَيِدَ، ولم يَشِذَّ ذلك إلَّا في فِعلَينِ في اللُّغةِ؛ هما: كاد وزال؛ إذ قالوا فيهما: كِيدَ، وما زِيلَ، فلم يُعِلُّوا فيهما الياءَ، ونَقَلوا حَرَكةَ الكَسْرةِ مِنَ العَينِ إلى الفاءِ؛ قال أبو خِراشٍ الهُذَليُّ من الطويل:
وكِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأكُلْنَ جُثَّتي
وكِيدَ خِراشٌ يومَ ذلك يَيْتَمُ [759] يُنظر: ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 278، 288).

انظر أيضا: